مصر وأمريكا.. شراكة وتحالف استراتيجي تاريخي لخدمة العرب والأفارقة

مصر وأمريكا.. شراكة وتحالف استراتيجي تاريخي لخدمة العرب والأفارقة
تكتسب العلاقات المصرية الأمريكية طابعاً مختلفاً على صعيد العلاقات المصرية الخارجية أو على صعيد العلاقات الأمريكية مع دول الشرق الأوسط، فهى علاقات شراكة وتحالف استراتيجى تاريخى يؤكده عديد من المواقف والشواهد، على نحو انعكس حتى على لغة جسد الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال اللقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة مؤتمر المناخ «COP27» الذى استضافته مدينة شرم الشيخ الشهر الماضى.
وملامح العلاقات بين القاهرة وواشنطن خلال الفترة الأخيرة يمكن استشفافها من البيان المشترك الذى صدر العام الماضى عقب إطلاق الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، والذى أكد فيه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر وتحديد المجالات التى يمكن فيها تعميق التعاون الثنائى والإقليمى، بما فى ذلك الشئون الاقتصادية والتجارية والتعليم والقضايا الثقافية والشئون القنصلية وحقوق الإنسان والعدالة وإنفاذ القانون والدفاع والأمن.
وأكدت الولايات المتحدة ومصر التزامهما الراسخ بالأمن القومى للبلدين واستقرار الشرق الأوسط.
كما جددت الولايات المتحدة دعم الرئيس بايدن للأمن المائى لمصر، حيث دعت الولايات المتحدة ومصر إلى استئناف المفاوضات حول اتفاقية حول سد النهضة تحت رعاية رئيس الاتحاد الأفريقى، تماشياً مع البيان الرئاسى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى 15 سبتمبر 2021، واتفاقية 2015.
باحثون سياسيون: أمريكا ترى مصر ضمانة لاستقرار الشرق الأوسط..ولغة الود حاضرة بين بايدن والسيسي
وعلى صعيد الأزمات الإقليمية، فإن الولايات المتحدة ترى أن مصر ضمانة حقيقية للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بما تمتلك من علاقات متعددة ومتوازنة مع دول المنطقة، فعلى سبيل المثال تتقاسم القاهرة وواشنطن الرؤية فى الملف الليبى بشأن ضرورة إجراء انتخابات، وأيّدتا خطة عمل اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5 + 5) لإخراج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة. كما تتوافق واشنط والقاهرة إزاء العمل على حل النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية فى سوريا ولبنان واليمن، فيما تبقى القضية الفلسطينية واحدة من أهم ساحات التلاقى بين واشنطن والقاهرة، خصوصاً فى ظل الدور المحورى والمهم الذى لعبته مصر على وجه الخصوص فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الفلسطينية والجانب الإسرائيلى فى أغسطس الماضى وفى وقت زمنى وجيز، وهو نفس الدور الذى قامت به مصر فى مايو من العام الماضى، الأمر الذى لاقى إشادة كبيرة من الرئيس الأمريكى، الذى وجَّه شكره لمصر وللرئيس السيسى، إلى جانب مساعى مصر الدائمة على صعيد القضية الفلسطينية وما تملك من مكانة لدى الأشقاء الفلسطينيين.
وفى هذا السياق، تقول الباحثة نرمين سعيد، فى تقرير عبر منصة المرصد المصرى التابعة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زاوية مهمة تتضح فى الرؤية الأمريكية للدور المصرى فى منطقة الشرق الأوسط متمثلة فى أن مصر كما أنها حليف استراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية، فإنها حليف استراتيجى لدول الخليج، وكان حضور مصر لقمة جدة التى استضافت الرئيس الأمريكى جو بايدن فى أعقاب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية انعكاساً مهماً لهذه هذه الرؤية. وأضافت: «ويُذكر أيضاً أن طىّ صفحة الخلاف بعد إنهاء المقاطعة الرباعية فى قمة العلا كانت مصر ضامناً وفاعلاً أساسياً فيه، بما يتضمن أن التقارب بين القاهرة والعواصم الخليجية مؤشر على استقرار المنطقة فى أى توقيت، خصوصاً إذا تم التركيز على التعاون فى تأمين منطقة البحر الأحمر والدور المصرى - السعودى فيها، والتى تُعد منطقة اهتمام استراتيجى لواشنطن»، مؤكدة أن واشنطن ترى أن القاهرة تلعب دوراً مهماً فى ضمان الاستقرار الإقليمى.
مصر نسجت خيوطاً متينة لعلاقات خارجية متوازنة
فى هذا السياق، يقول محمد فتحى الشريف، الباحث فى الشئون العربية، إن أى قوة دولية تعلم مكانة مصر جيداً، وخصوصاً فى السنوات الأخيرة مع صياغة الرئيس عبدالفتاح السيسى استراتيجية جديدة للعلاقات الخارجية المصرية استطاعات مصر من خلالها نسج خيوط متينة لعلاقات خارجية متوازنة ومتعددة، جعلت القاهرة تستطيع أن تلعب بمنهى الراحة دوراً إقليمياً مقبولاً.