صفحات الخير والدمع في حياة ممرضة بورسعيد الراحلة.. توقف قلبها بالعمل ورفضت الراحة

صفحات الخير والدمع في حياة ممرضة بورسعيد الراحلة.. توقف قلبها بالعمل ورفضت الراحة
- بورسعيد
- ممرضة بورسعيد
- شهيدة
- التأمين الصحي الشامل
- إيمان ممرضة بورسعيد
- توقف عضلة القلب
- التأمين الصحي
- بورسعيد
- ممرضة بورسعيد
- شهيدة
- التأمين الصحي الشامل
- إيمان ممرضة بورسعيد
- توقف عضلة القلب
- التأمين الصحي
قصة رحيلها انفطرت من أجلها القلوب، وأبت لها العيون أن تجف، وخجلت معها الألسن أن تكف عن الدعاء، ربما بفعل عملها الذي جسدت «إيمان» ممرضة بورسعيد، من خلاله المعنى الحقيقي للقب «ملاك الرحمة» بأفعال ومواقف، ذاعت بين الناس دون أن تنطق، وربما مخزون محبة وفير، بثته في نفوس مرضاها وزملائها وكل من تعامل معها عن قرب في مستشفى المبرة التابع للتأمين الصحي الشامل ببورسعيد، حيث لم تبخل بقطرة عرق أو تتكاسل في تلبية نداء، ليصادف أن تلقى ربها شهيدة في نفس المكان التي خففت فيه آلام مئات المرضى.
مفاجأة فجرها والدها علاء ثابت والد «إيمان» ممرضة بورسعيد، خلال حديث لـ«الوطن»، سبقت فيه الدموع الكلمات، إذ كشف أن ابنته كانت مريضة قلب، وتتابع مع الأطباء، وأنها قبل أسبوعين من وفاتها، توقف قلبها أثناء عملها بالمستشفى، نتيجة الإجهاد المتواصل في العمل، وأنقذها زملائها بالصدمات الكهربائية ووضعها تحت جهاز التنفس الصناعي.
استجابت ملاك الرحمة، وعادت إلى الحياة، واستعادت وعيها، حتى كان قرار إدارة المستشفى، بمنحها إجازة مرضية، لكنها ما إن استعادت قوتها، قطعت الإجازة فورا، وتوجهت إلى المستشفى لمواصلة عملها، رافضة أي نصائح للحصول على قسط من الراحة، إذ كانت ترد بجملة بأن راحتها في تلبية خدمات المرضى.
المرضى يحتاجون مساعدتي
بعيون شاردة، وقلب يعتصره ألم الفراق، يستجمع والد ممرضة بورسعيد، الكلمات، مسترجعا يوم رحيلها، قائلا: «فوجئت بيها نازلة يوم إجازتها الساعة 7 الصبح، وطمنتنى على نفسها، وقالتلي إنها هتتأخر في الشغل لحد بليل، ولما اتصلت بيها تاني قالتلي أن عندها مرضى تعبانين وأنها هتتأخر كام ساعة، وقالتلى ما تخافش عليا يا بابا».
أغلق تليفون «إيمان» في الواحدة فجر السبت، وبدأت القلق يدب إلى قلب الأب، حتى اتصلت به المستشفى، وأبلغته بأن ابنته سقطت من الإجهاد، ولم يخبروه بوفاتها حتى ذهب إليها: «لقيتها بلبس الشغل، متوفية، ووشها كله طمأنبنة وسلام».
لا تحزني يا أمي إذا غبت عنك
بقلب صابر، تحكي والدة إيمان لـ«الوطن»: «إيمان كانت بتعشق مهنتها، وقبل وفاتها يوم الجمعة، اعترضت على نزولها يوم إجازتها، فقالت لى لا تقلقي يا أمي أنا هكون في مكان جميل، ولو غبت عنك ماتحزنيش، ربنا معايا، وأنا يخدم المرضى، وده واجب أخاف ربنا يحاسبنى عليه لو قصرت».
تؤكد والدة ممرضة بورسعيد: «فخورة بوفاة بنتى شهيدة بلبس شغلها»، موضحة أنهم كانوا يتفاجأون بالأهالي يطرقون باب منزلهم في حي الزهور فجرا، لطلب خدمات صحية، وتذهب «إيمان» معهم، دون خوف: «لما قلبي ياكلني عليها، كانت ترد وتقولي ما تخافيش يا أمي أنا في معية الله».
خيرات «إيمان» تظهر في جنازتها
تروي الأم الصابرة، أنها أثناء إجرائها عملية عملية قلب مفتوح، فوجئت بأبنتها تتفقد المرضي الآخرين، وتلبي احتياجاتهم، رغم أنها في إجازة، فوجئت بعد وفاتها أنها كانت تود المحتاجين وتشتري لهم الدواء مجانا، لدرجة أنها تعجبت كيف كان وقتها يسع كل هذا الخير: «بنتي قالتلى يا أمي نفسي أموت وأنا بشتغل، طلبتها ونالتها».
تكشف خالة ممرضة بورسعيد «الحاجة فتحية»، جانبا مشرقا من حياة شهيدة الواجب: «إيمان قطعت بيا، أنا مريضة سرطان، وكانت تقف على علاجي وتحلللي، وتصحبنى أروح المستشفى عشان أخد الكيماوي، ومش عارفة هعيش إزاي من غيرها، ومين هيداويني في كبري، كانت عينى اللي بشوف بيها».
ويواصل الأب: «فوجئت أثناء الجنازة والعزاء، بأن ابنتي قامت بأعمال خير كتيرة، وفوجئت بمحامي ينهي لي أوراق الدفن من غير مقابل، ولما سألته ليه بتعمل كده، قالي: مش هنسى أنها أنقذت زوجتى ووالدتها من الموت في حادث، ورفضت المقابل»، بخلاف آخر تعرض لإصابات بالغة في وجهه، وقطع في لسانه في حادث وكانت تضمد جراحه وهو طريح الفراش، وتذهب به إلى الأطباء وتشتري له الدواء علي نفقتها بدون مقابل.
تخليد اسم ممرضة بورسعيد
يتمنى والد ممرضة بورسعيد، تكريم روح ابنته، وإحياء ذكراها بوضع اسمها علي وحدة، في مكان عملها، خاصة أنها كانت تؤثر المرضى على حساب صحتها.
كانت ممرضة بورسعيد، قد توفت، بسبب توقف عضلة القلب نتيجة الإجهاد في العمل في مستشفي المبرة التابعة للتأمين الصحي الشامل ببورسعيد.