«أم كلثوم» في حياة ياسين التهامي.. «ست الرجالة» ومدرسته الأولى

«أم كلثوم» في حياة ياسين التهامي.. «ست الرجالة» ومدرسته الأولى
- أم كلثوم
- ورث حب أم كلثوم عن أبيه
- تلقيت فيها العزاء
- "ست الرجالة"
- أم كلثوم
- ورث حب أم كلثوم عن أبيه
- تلقيت فيها العزاء
- "ست الرجالة"
على شرفة بيته المواجه للنيل، جلس الشيخ ياسين التهامى، وهو فى سن العشرين يستمع للسيدة أم كلثوم وهى تغنى «رباعيات الخيام»، وصلت كوكب الشرق إلى كلمة «كف القدر»، فلم يشعر «التهامى» بنفسه، أغمى عليه، وسقط فى النيل، وعندما أخرجوه سليماً معافى عرف أن السيدة أم كلثوم بعض من قدره الذى ساقه الله إليه. فى لياليه ينشد الشيخ ياسين بعضاً من القصائد التى غنتها السيدة أم كلثوم، تجد بعضاً من أبيات قصائد «نهج البردة، وسلوا قلبى، وثورة الشك، وولد الهدى، ورباعيات الخيام»، لكنه يعرف قدر أم كلثوم فيؤدى هذه القصائد بطريقته، ولا يسعى إلى تقليدها أبداً.
يقول الشيخ ياسين التهامى: «أنا أعتبر السيدة أم كلثوم وجبة روحية متكاملة، منطقة محرمة لا يجب الاقتراب منها، يمكن أن نسمعها، لكن أن يغنى لها أحد، فهذا أمر لا بد أن نأسف له». يعيب «التهامى» من طرف خفىّ على من غنوا للسيدة أم كلثوم وهم كثيرون، لا ينتقص من قدرهم، لكنه فى الوقت نفسه لا يتصور أن يضع أحدهم نفسه فى مقارنة يعرف هو مقدماً أنه سيخسرها ولن يربح منها شيئاً، بل «أم كلثوم» هى التى تخرج فائزة كل مرة.
«التهامي»: «بيني وبينها سر لا أريد لأحد الاطلاع عليه»
قرر الشيخ ياسين أن تكون له حالته الخاصة مع أم كلثوم، أن يتعلم منها ويستمتع بأدائها دون أن يقترب إلى القدر الذى يعتبره ليس من حقه، كل ما يفعله كما يقول أنه أحياناً يغنى للسيدة أم كلثوم بينه وبين نفسه، أو وهو جالس بين أصحابه وأحبابه فى جلساته الخاصة، على البعد جعل منها نديمة له، يميل إليها ويستمد منها مدداً وطاقة روحية تعينه.
يقول د. محمد الباز، فى كتابه عن «أم كلثوم» يقول لك: «ما بينى وبين الست أم كلثوم سر خاص ولا أريد لأحد أن يطلع عليه»، عرفها من عشق أبيه الشيخ تهامى حسنين لها، فقد كان محباً لصوتها، يخطف نفسه إلى أغنياتها منصتاً ومتأملاً، ووقتها كان يرفض أن يزعجه أحد أو يأخذه منها.
ورث حبها عن والده الذي أطلق اسمها على إحدى بناته
عشق الشيخ تهامى حسنين السيدة أم كلثوم للدرجة التى أطلق اسمها على إحدى بناته، حيث رزقه الله بولدين وبنتين، محمود وياسين وفاطمة وأم كلثوم. يقول «الباز»: ستتعجب من عشق الشيخ التهامى للسيدة أم كلثوم والتى وصلت به إلى أنه كان يحلو له أن ينادى على ابنته أم كلثوم كثيراً فقط ليتذوق حلاوة اسم الست على لسانه. يطلق الشيخ ياسين التهامى على السيدة أم كلثوم لقب «ست الرجالة».
التهامي: تلقيت عزاءها كما لو كانت من «أهلي»
يقول «التهامى»: تعلمت على يديها الموسيقى، فأنا لم أدرس الموسيقى بشكل علمى أو أكاديمى، لكننى أعتبر السيدة أم كلثوم هى أكاديميتى الكبرى، سماعى لها تدرج من المتعة والوجد، إلى الانتباه إلى ضرورة التعلم منها، فعرفت المقامات على ضفاف صوتها، قبل أن أحاول تعليم نفسى من خلال بعض الكتب التى اجتهدت فى قراءتها وسعيت من خلالها إلى تثقيف نفسى موسيقياً.
لا يتعالى الشيخ ياسين التهامى على التعلم أبداً، ويعترف هو أن معرفته بالموسيقى جاءت بالممارسة، بدأت بأم كلثوم، ثم الكتب التى كان يدرسها جيداً، ثم كان يسأل الذين يعملون معه من العازفين. يحكى عنها فى حوار أجرته معه جريدة القاهرة فى سبتمبر 2002: أعشق سماع سيدة الغناء العربى «أم كلثوم»، ونشأت على انتظار حفلاتها الشهرية، ولم أسعد لسوء الحظ بلقائها، والمرة الوحيدة التى سافرت فيها من بلدى أسيوط لحضور حفلتها الخاصة، جاءنى نبأ وفاتها وأنا فى الطريق، وتلقيت فيها العزاء، كما لو كانت من بقية أهلى.