«عبده» صياد «بلح البحر وأم الخلول» في بورسعيد: بساعد والدي ونفسي أكمل دراستي

كتب: هبة صبيح

«عبده» صياد «بلح البحر وأم الخلول» في بورسعيد: بساعد والدي ونفسي أكمل دراستي

«عبده» صياد «بلح البحر وأم الخلول» في بورسعيد: بساعد والدي ونفسي أكمل دراستي

جسد نحيل لكنه مليئا بالإصرار والتحدي، أجبرته الظروف الاجتماعية الصعبة على العمل في عمر الـ8 سنوات، فلم يجد سوى البحر طريقا له، إذ يعمل صياد «بلح البحر وأم الخلول»، مع والده في مياه بورسعيد، يستيقظ فجرا حاملا عدته البسيطة، متوكلا على الله ومتجها إلى مصدر رزقه، هو الطفل «عبده داوود»، البالغ من العمر 14 عاما، الذي يقطع مسافات طويلة من قريته النسامية التابعة لمحافظة الدقهلية، إلى شواطئ بورسعيد بشكل يومي.

«بساعد أبويا وبصرف على إخواتي، وطلعت ملقتش غير مهنة صيد بلح البحر وام الخلول، هي اللي قدامي، فقلت اشتغل وأدرس»، قالها الطفل عبده، الذي دُون في الأوراق الرسمية طفلا لكنه في الحياة رجلا يعتمد عليه، مؤكدا أنه يساعد والده في الإنفاق على أسرته، ويذاكر منزلي في الوقت نفسه لاستكمال تعليمه بالثانوي التجاري.

يسافر «عبده» مع والده يوميا إلى شاطىء بورسعيد وينزل البحر بقدميه النحيلتان في عز البرد ويبحث بين الأحجار وتحت رمال البحر عن بلح البحر وأم الخلول، وفقا له: «بشتغل وأنا عندي 8 سنوات مع أبي في مهنة صيد بلح البحر وأم الخلول فهي مهنة شاقة وخاصة فى عز الشتاء القارص، حيث استيقظ فى الثانية فجرا وأسافر يوميا حوالي ساعة من بلدتي النسايمة إلى شاطئ غرب بورسعيد وقت الفجر».

بدلة صيد وشبكة منخل.. عدة «عبده» لصيد أم الخلول

يرتدي الطفل الصغير بدلة الصيد في الشتاء، لتحمي جسده الضعيف من البرد القارص، ويمسك بعدته وهي «شبكة منخل»، لتبدأ رحلته مع البحث بين الأحجار: «برتدي بدلة البحر في الشتاء وأمسك بعدة الصيد وهي شبكة منخل، إطارها من الخشب ويد حديدية أبحث بها عن بلح البحر وأم الخلول تحت الرمال وبين الأحجار، وربنا بيرزقنا».

 

ينتهي الطفل من رحلة الصيد بين الأحجار وفي المياه، ليضع إنتاجه داخل شبكته البسيطة قبل ان يخرج من المياه: «بحط كل اللي اصطادته في الشبكة أو المنخل ويتم غربلته لتتساقط الرمال ويظل بلح البحر وأم الخلول في الشبكة واضعه في جوال لتجميعه وأروح أبيعه لتاجر علشان يبيعه للناس».

 

«عبده» يحلم باستكمال تعليمه

 أحلام كثيرة تراود الطفل الصغير، على الرغم من دراسته المنزلية، فيحلم بالالتحاق في كلية: «بحلم أكمل تعليمي وأدخل كلية وإيجاد عمل مناسب لأن مهنة الصيد شاقة على الجسم ولا أتحملها، ونفسي أساعد والدي». 

بلح البحر شهية جدآ 

وعن بلح البحر يوضح «الطفل»، أن لونها أسود وطويلة مثل البلح وليست بشهرة أم الخلول كما أنها تحتاج إلى تنظيف قشرتها قبل طهيها ويتم إضافتها إلى شوربة فواكه البحر أو تطهي بالزيت والثوم وتقدم ساخنة وهي شهية جدا وكذلك أم الخلول أما مملحة أو شوربة أو بالثوم وعصير الطماطم.

 


مواضيع متعلقة