طبيب يحذر من ضرب الأطفال.. أضراره نفسية وجسدية قد تصل إلى الوفاة

كتب: إيمان إيهاب

طبيب يحذر من ضرب الأطفال.. أضراره نفسية وجسدية قد تصل إلى الوفاة

طبيب يحذر من ضرب الأطفال.. أضراره نفسية وجسدية قد تصل إلى الوفاة

يعد استخدام الضرب في التعامل مع الأطفال، بحجة التأديب أو التعليم، من الأفكار السلبية التي بدأ الجميع الانتباه لها، وظهر ذلك في مشاعر الغضب والاستهجان التي انتشرت بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي لاستخدام «حضانة» في الإسكندريةن الضرب كوسيلة للتعامل مع الأطفال.

من جانبه قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، لـ«الوطن»، إن هناك أضرار ضخمة تقع على الطفل بسبب الضرب أولها جسمانيا، فالضرب من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بمجموعة من الإصابات العميقة مثل ثقب في طبلة الأذن، ارتجاج في الدماغ، العمى. 

أما الضرب على اليدين فقد يؤدي مستقبلا إلى التهاب المفاصل والإضرار بالأوعية الدموية الدقيقة، أما ضرب الطفل على مؤخرته قد تدفعه إلى الشذوذ، أحيانا الضرب المتواصل قد يؤدي إلى الوفاة لأن الطفل قد يصاب بسكتة قلبية.

 الأضرار النفسية الناتجة عن ضرب الطفل

لا تتوقف أضرار الضرب بحسب الدكتور «وليد» عند الشكل الجسماني، بل هناك آثار نفسية عميقة مثل إصابة الطفل باضطرابات نفسية كالاكتئاب، خرس اختياري، تبول لا إرادي، وفقا لـ«هندي»: «قد يعاني الطفل من كوابيس وأحلام مزعجة، تبلد حسي، فقد الثقة بالنفس، الاحباط والخوف، الحزن، والقهر».

النتائج المستقبلية للعنف

وأشار «هندي»، إلى أن آثار الضرب لا تقف عند حد الطفل فقط، ففي بعض الأحيان عندما يكبر الطفل ويتزوج يبدأ بممارسة هذا الضرب العنيف مع أبنائه وهذا على اعتبار أنه تربى على هذا النموذج أو قد يكون متساهل للغاية مع أبنائه بسبب معاناته مع الضرب: «هذا ينتج عنه جيل من المتسيبين والمنحرفين، ومن الممكن أيضا عندما يكبر الابن ويصبح قوي بدنيا، ووالديه كبرا في السن فأصبحت طاقتهما وقدرتهما على الحركة والتصرف ضعيفة، يلجأ إلى ممارسة العنف ضدهما، كما أن الضرب عملية تدريبية منظمة لتعليم الطفل العنف أو أن القوي يمارس قوته ضد الضعيف».

وقدم استشاري الصحة النفسية، مجموعة من النصائح بخصوص التعامل مع الضرب الذي يمارسه الكبار ضد الأطفال الصغار، حيث يجب أن يتم تأهيل الشباب قبل الزواج للتعامل الصحيح مع الأبناء: «لابد أن نقدم للأبناء نموذج جيد وقدوة، فالأم والأب لابد أن يستقبلا ابنهما ببشاشة، وأن يحتضناه كثيرا، وأن يتم دعمه إن قام بسلوك جيد، وبذلك تقل الحاجة للتأديب والعقاب».

وبحسب «هندي»، فإن وجد الأب والأم أن الابن تعرض لعنف خارج عنهما، يجب عليهما التصرف بحكمة واللجوء لحلول نفسية مناسبة مثل إدخاله في جماعات أقران حيث يجلس مع أشخاص في مثل سنه، ليشعر بالتماسك الاجتماعى، إبعاده عن الأفلام والألعاب التي تحتوى على مشاهد عنف، ممارسة  نشاط يعطيه شعور بالأمل، والأريحية النفسية ويمتص مشاعره السلبية: «من المهم أيضا أن نحمله مسؤوليات ونضمن نجاحه بها ونشعره بقيمته نحو ذاته».

وقدم «هندي»، مجموعة من النصائح للتعامل مع الأطفال والمراهقين الذي يتعرضون للضرب المنتظم ممن حولهم سواء أصدقاء أو أقارب، منها، الابتعاد عن أى شخص يقوم بالاعتداء عليه بالضرب، والحديث مع شخص يحبه ويثق فيه بخصوص ما يتعرض له، إن لم يكن بوسعه إيقافه، كذلك لابد من ممارسة الأنشطة المختلفة مثل الرسم: «ذلك النشاط يجعل الطفل يعبر عن المشاعر السلبية التي بداخله ويسقطها في صورة رسم، الخروج للتنزه أيضا يعد من الوسائل التي تساعد الطفل على إخراج المشاعر الانفعالية المكبوتة نتيجة العنف الذى تعرض له».

 


مواضيع متعلقة