جريمة الريف الأوروبي.. المتهم تخلص من الأب و4 من أسرته بدم بارد: «رفض يجوزني بنته»

03:46 م | السبت 03 ديسمبر 2022

في السادس والعشرين من شهر مايو 2022، وقعت جريمة قتل مروعة، داخل فيلا تحت الإنشاء، وسط مزرعة بمنطقة الريف الأوروبي، بمدينة الشيخ زايد، بدأت، بقتل مزارع، وابنتاه، وحفيداه، وظل الفاعل مجهولا لمدة 24 ساعة فقط، حتى تمكنت مباحث الجيزة، والنيابة العامة، من تحديد منفذ الجريمة، وألقي القبض عليه، وتبين أنه تاجر في العقد السادس من عمره، وجرت إحالته للنيابة، التي أحالته للمحكمة، واستغرقت 5 جلسات، حتى قررت صباح اليوم، بإحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 1 يناير 2023، للنطق بالحكم.

5 جثث وآثار دماء وسكينا مطلخ بالدماء

الساعة السابعة مساء يوم الخميس 26 مايو الماضي، ورد بلاغ لقسم شرطة الشيخ زايد، من أسرة مزارع، مقيم في منطقة أوسيم، ويعمل حارسا لإحدى المزارع بالريف الأوروبي، بالشيخ زايد، أفادوا بالعثور عليه مقتولا، و4 آخرين، من أفراد أسرته، دقائق معدودة، وانتقلت قوة من مباحث قسم الشيخ زايد، ومفتشو قطاع الأمن العام، وضباط إدارة البحث الجنائي بالمديرية، وكان على رأسهم، اللواء عبد العزيز سليم مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وفرضت القوات كردونا أمنيا في محيط المزرعة - مسرح الجريمة - وحضر محقق النيابة وبصحبته الأدلة الجنائية، وبمجرد مشاهدته، لمسرح الجريمة قال لسكرتير النيابة، إن هناك مطاردة وقعت بين الجاني، والضحايا، نظرا لوجود آثار دماء في أماكن كثيرة ومتفرقة في محيط الفيلا وأيضا في الزراعات، وناظر المحقق جثث الضحايا الخمس وهم - مزارع وابنتاه وحفيداه، وتبين الآتي: «الإصابات التي لحقت فى جسد الضحايا تعددت ما بين ذبحية وطعنية وقطعية في مختلف أجزاء أجساد المجني عليهم.. عثر أيضا على سكينا عليه آثار دماء في مسرح الجريمة».. قرر المحقق آنذاك، عرض الجثامين، على الطب الشرعي لتشريحها لييان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.. بينما كان محقق النيابة يناظر الجثامين، كان هناك فريق من المباحث يناقش الشهود، وهم 7 من أسرة الضحايا، الذين أكدوا أثناء مناقشتهم في محضر الشرطة، أن الضحايا هم مزارع في العقد السادس من عمره، يعمل في المزرعة، ويساعده ابنتاه، واثنان من أحفاده، وعثر عليهم جميعا مقتولين داخل المزرعة.

تاجر صديق الأب وراء ارتكاب المذبحة

لم ينته فريق البحث، من التحري، حتى انطلقت قوة لتفريغ الكاميرات، وفريق من المباحث، يفحص المترددين على المزرعة، وفريق آخر يجري تحريات عن علاقات الأب وهل له خلافات من عدمه، ولم تمر سوى 24 ساعة، حتى تمكنت القوات من خلال المشاهدات والكاميرات رصد صورة للمشتبه به، تبين حضوره إلى المزرعة، وجرى عرض الصورة على أقارب الضحايا وخفراء المنطقة، الذين أكدوا أثناء مناقشتهم في محضر الشرطة، أنه تاجر، وصديق الأب، ويتردد عليهم في المزرعة ويقوم بمساعدتهم في بيع ونقل محصولها.

وعلى الفور جرى عرض تلك المعلومات على النيابة العامة، التي أصدرت قرارا بضبطه واحضاره، لمناقشته، حول ما جاء في تحريات المباحث، وكاميرات المراقبة، التي أكدت أنه آخر شخص ظهر بصحبة الضحايا، قبل العثور على جثامينهم.

وبفحص خط سير المشتبه فيه، تبين اختفاءه، في أحد محافظات الصعيد، وجرى التنسيق مع مباحث المديرية هناك، وتمكنت القوات من ضبطه وترحيله إلى مديرية أمن الجيزة، ومثل أمام اللواء عبدالعزيز سليم مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبمواجهته اعترف بتفاصيل ارتكابه للجريمة، وقتل الضحايا بدم بارد، وقال في محضر الشرطة إنه تخلص من الضحايا بسبب رفض الأب زواجه من ابنته الكبرى - إحدى الضحايا - فقرر الانتقام منهم وتخلص منهم واحدا تلو الآخر، وفر هاربا بعد أن ترك سلاح الجريمة بجوار جثة طفلة كانت آخر ضحاياه، وجرى تسجيل ما جاء على لسان المتهم، وأحيل للنيابة العامة لتباشر التحقيق.

إعدام المتهم

عقب وصول المتهم، إلى محكمة شمال الجيزة، بشارع السودان، مثل أمام محقق النيابة - نيابة حوادث شمال الجيزة - وبدأ في الكشف عن تفاصيل الجريمة المروعة، وأنه تخلص منهم بدافع الانتقام، وأكد ما جاء على لسانه في محضر الشرطة، وعلى الفور، جرى اقتياده إلى مسرح الجريمة، وأجرت النيابة محاكاة وسجلت اعترفات المتهم بالصوت والصورة، وجرت إحالته للمحكمة، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات، قررت المحكمة في الجلسة الخامسة التي عقدت صباح اليوم، بإحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي.