«صلاح».. «ترزي» بعد المعاش: «الشغل هو الحل»

كتب: نرمين عزت

«صلاح».. «ترزي» بعد المعاش: «الشغل هو الحل»

«صلاح».. «ترزي» بعد المعاش: «الشغل هو الحل»

«كان مفروض أستريح بعد المعاش، بس ما اقدرتش أعيش من غير الشغل، هو ونس حياتى بعد موت زوجتى منذ 4 سنوات»، كلمات لخص بها «عم صلاح يوسف» حياة الوحدة التى كان سيقع فريسة لها، لولا أن أنقذه العمل من هذا المصير.

لم يعتد العجوز السبعينى على الحياة بلا هدف أو حرفة يمتهنها، وقرر فتح مشروعه الخاص، بعد أن كان سكرتيراً فى الخدمات الجوية، ولأن الشغل دائماً هو محور الحياة، فقد قرر أن يعمل ما يحبه ففتح محل «ترزى»، فهو شغفه الجديد، ولم يعبأ إذا لم تكن تلك هى مهنته الأصلية وإنما يكتفى بأنها تعيد له الحياة مرة أخرى، وإضافة إلى شعوره بالونس فى عمله فهو أيضاً يراعى أطفال ابنته التى تسكن فى نفس العمارة فى وقت عملها قبل ذهابه إلى العمل.

الزواج هو السكن الذى يحتمى به الزوج أو الزوجة عند الكبر، ويفتقد كثير من الناس هذا المعنى عند فقد شريك الحياة.. 4 سنوات عاشها العم صلاح يوسف، 73 عاماً وحيداً بدون زوجته، إلا أن ونسه الوحيد يتمثل فى عمله الذى لا يستطيع التخلى عنه، وأولاد ابنته التى تسكن فى نفس العمارة بعدما تزوج إخوتها، ويعيش كل من الأخ والأخت فى أماكن مختلفة بعيداً عنه.

ويقول «صلاح» لـ«الوطن»: «كنت مسئول سكرتارية أمن الخدمات الجوية وكنت مرافق الطائرات كأمن على الطائرة، لكن بعد المعاش فتحت دكان لإصلاح وبيع ماكينات الخياطة وعمل تطريز وعراوى وأوفر، بدلاً من الجلوس على المقاهى، فقد سبق لى عمل اليفط البلاستيك بتقطيع البلاستيك بالمنشار الأركت».

ورغم الانشغال فى عمله فإن «العم صلاح» يوفر الوقت لمراعاة أحفاده مساعداً لابنته التى تسكن معه فى نفس العمارة، ويضيف: «باخد أحفادى علشان أبوهم وأمهم فى الشغل ولما ترجع أمهم اللى هى بنتى بتاخدهم وأنا أذهب إلى الدكان لأنى أكره مضيعة الوقت فى المقاهى» وفى حب الخير والسعى إليه لم يقصر العجوز، فقد علم الكثير من الشباب الخياطة مجاناً وأعطى أحدهم ماكينة خياطة لكى يعمل عليها.


مواضيع متعلقة