مدير «الإيسيسكو»: المناخ أثر في 62 موقعا تراثيا بعالمنا الإسلامي (حوار)

كتب: رضوى هاشم

مدير «الإيسيسكو»: المناخ أثر في 62 موقعا تراثيا بعالمنا الإسلامي (حوار)

مدير «الإيسيسكو»: المناخ أثر في 62 موقعا تراثيا بعالمنا الإسلامي (حوار)

قال الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، إن التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على الحاضر والمستقبل، بل يمتد أثرها ليطال الماضى وتاريخه وآثاره وتراثه المادى وغير المادى.

وأكد، فى حوار مع «الوطن»، أن مواقع التراث الطبيعى ازداد تدهورها، وأوضح تفاصيل مشاركة المنظمة فى مؤتمر المناخ «COP27»، الذى نظمته مصر فى مدينة شرم الشيخ، فى الفترة من 6 إلى 20 نوفمبر 2022، ووجه «المالك» الشكر للحكومة المصرية على التنظيم الرائع للمؤتمر، معتبراً إياه إنجازاً يجب أن يفخر به كل العرب.. وإلى نص الحوار:

ما اهتمامات «الإيسيسكو»؟ وكيف كانت مشاركتها فى مؤتمر المناخ الذى استضافته مصر؟

- منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» تنطوى تحت رايتها 54 دولة، ولا يقتصر اهتمامها على الثقافة والعلوم بشكلها التقليدى المعتاد فحسب، بل يتخطاه للثقافة البيئية والتراث والحضارة والآثار والاتصال وعلوم الفضاء والعديد من المجالات التى نحاول من خلالها أن نسهم فى دعم دولنا الأعضاء من خلال المشاريع والبرامج التى تقدمها المنظمة من خلال خبرائها أو خبراء خارجيين، وكانت مشاركتنا فى قمة المناخ التى استضافتها مدينة شرم الشيخ هى المشاركة الأولى للمنظمة فى أحد مؤتمرات المناخ، وأقمنا 50 فعالية مختلفة من خلال جناحنا الذى استضافته المنطقة الخضراء.

ما الذى ركزتم عليه خلال مشاركتكم فى مؤتمر المناخ؟

- ركزت الفعاليات والندوات والمناقشات على التقاطعات ما بين الثقافة والعلوم والتراث والمناخ وكيف يؤثر ويتأثر كل منها بالآخر، ومن بين أهم الفعاليات التى شهدها المؤتمر محاكاة للمؤتمر بمشاركة أطفال أقل من عشر سنوات من مدارس شرم الشيخ، والذين أبهرونا بوعيهم عن قضية التغيرات المناخية ومداخلاتهم التى وضعت حلولاً مبتكرة تتحدث عن جيل يعى أهمية الحفاظ على الكوكب.

سالم المالك: التغيرات المناخية يمتد أثرها ليطال الماضى وتاريخه وآثاره

شهد المؤتمر الإعلان عن صندوق حماية الآثار من التغيرات المناخية، ما تفاصيله وأهمية إطلاقه فى هذا التوقيت؟

- نظراً لأن التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على الحاضر والمستقبل، بل يمتد أثرها ليطال الماضى وتاريخه وآثاره وتراثه المادى وغير المادى، وقد ازداد تدهور مواقع التراث الطبيعى، إذ زاد عدد المواقع التى تأثرت بالتغيرات المناخية، من 35 إلى 62 موقعاً، خلال ثلاث سنوات فقط، كما زادت المواقع المتدهورة جرَّاء شدة تغيرات المناخ إلى 16 موقعاً منذ عام 2017، وذلك الارتفاع فى النسب يتطلب من الجميع مضاعفة الجهود ومد جسور التواصل للمزيد من التعاون المشترك لحماية وصون مواقع التراث بكل أنواعه من الاندثار.

وسنعمل من خلال خبراء «الإيسيسكو» فى حماية تلك المواقع من خلال رصد تأثير التغيرات المناخية عليها وتوفير الدراسات اللازمة لحماية تلك المواقع وتوثيق التراث غير المادى فى المناطق المهددة بفعل التغيرات المناخية والتى تشهد هجرات بيئية سواء داخلية أو خارجية ومعها يختفى تراث متوارث عبر آلاف السنين، وسيشهد اجتماع «الإيسيسكو» بمدينة جدة السعودية الشهر المقبل بحث آليات عمل الصندوق وحجم تمويله.

وما تفاصيل اتفاقية تحويل المتاحف المصرية إلى متاحف خضراء، التى وقعت خلال المؤتمر؟

-تهدف «الإيسيسكو» من المشاركة فى هذا الاتفاق إلى استخدام الطاقة النظيفة فى المواقع التراثية والمتاحف، بهدف توفير الحماية المستدامة للمواقع التراثية من آثار استخدام مصادر طاقة غير نظيفة تؤثر سلباً على المواقع التراثية والمتاحف ومقتنياتها، وتأهيل المتاحف والمواقع إلى مواقع خضراء تعتمد على الطاقة الشمسية كبديل مستدام وأكثر جدوى اقتصادياً عن الطاقة الكهربائية ويسهم فى الحفاظ على التراث الثقافى بجميع أنواعه، وحمايته وتأهيله والاستفادة منه فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وذلك تطبيقاً لرؤية منظمة «الإيسيسكو» وتوجهاتها الاستراتيجية فى تبنى ودعم مبادرات التحول الأخضر، حفاظاً على البيئة ومواجهة للأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية، التى تصيب جميع مناحى الحياة على كوكب الأرض، وبخاصة التراث الذى توليه المنظمة اهتماماً خاصاً وتضع حمايته والحفاظ عليه واستدامته فى مقدمة أهدافها الاستراتيجية.

نتعاون مع وزارة السياحة والآثار

وما الهدف من ذلك؟

- تهدف «الإيسيسكو» من هذه المشاركة إلى تشجيع وتحفيز الدول الأعضاء فى المنظمة على تبنى وإحداث مبادرات التحول الأخضر بكل مكوناته، انطلاقاً من استخدام الطاقة الشمسية النظيفة، وتعاونا مع وزارة السياحة والآثار المصرية بالفعل بتحويل مواقع تراثية ومتاحف إلى استخدام الطاقة الشمسية، وقد بدأنا بمتحف الفن الإسلامى، ليس ذلك فقط، بل حرصنا أن يمتد التعاون لمتاحف تعود للحقبة المصرية القديمة ومنها المتحف المصرى الكبير كرسالة معبرة عن اهتمام «الإيسيسكو» بالتراث دون تفرقة بين عصر وآخر أو ارتباطه بدين معين، فالتراث الإنسانى هو هوية الشعوب ومظهر من مظاهر التنوع الثقافى والحضارى، ويؤكد ما تتبناه المنظمة من مبادئ العيش المشترك.

تنظيم مصرى رائع لـ«COP27»

أحب أن أهنئ الحكومة المصرية على هذا التنظيم الرائع الذى شهدته مدينة السلام «شرم الشيخ» لمؤتمر المناخ فى نسخته الـ27، الذى يعتبر إنجازاً يجب أن يفخر به كل العرب.


مواضيع متعلقة