خبراء عن تطبيق محتوى «سماحة الأديان» بين طلاب الجامعات: خطوة إيجابية

كتب: أحمد أبوضيف

خبراء عن تطبيق محتوى «سماحة الأديان» بين طلاب الجامعات: خطوة إيجابية

خبراء عن تطبيق محتوى «سماحة الأديان» بين طلاب الجامعات: خطوة إيجابية

كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من رؤساء الجامعات، تفاصيل قرار المجلس الأعلى للجامعات الحكومية برئاسة الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، بشأن إقرار المحتوى العلمي «سماحة الأديان وآداب الحوار مع الآخر»، الذي يُبرز سماحة الأديان وآداب الحوار بين البشر، وأعده مجموعة من كبار العلماء، ليدمج ضمن مُقرر القضايا المُجتمعية الذي يُدرس للطلاب بمختلف الكليات والتخصصات، مؤكدة أنه سيجري التطبيق بدءًا من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الجاري 2022-2023، موضحة أن إضافة المحتوى العلمي يأتي من دور المجلس والجامعات التوعوي والتنويري في تربية النشء وغرز قيم التسامح وقبول الآخر بين طلاب الجامعات.

«التعليم العالي»: تطبيق المحتوى يشمل جميع الجامعات

وأكد الدكتور عادل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية الدولية الهندسة وعلوم الإعلام والمتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، أن المحتوى سُيدرس لجميع الطلاب ضمن مقرر القضايا المجتمعية، وهو المقرر الذي يواجه تحديات المجتمع المصري، مضيفًا أن المجلس وافق على مضمون المحتوى ليكون فصلًا يدرس للطلاب، ويطرح فكرة آداب الحوار واحترام الآخر والتآخي وقبول الآخر، مشيرًا إلى أنه سيتم التطبيق بدءاً من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الجاري 2022-2023، مؤكداً أن المقرر يواجه أيضًا مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وما توثر سلبًا عليه.

 

وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الأعلى للجامعات أقر الخطة التنفيذية لوزارة التعليم العالي لمواجهة الأفكار الهدامة التي تؤثر سلبًا على أفكار الطلاب، مضيفًا أن هناك تعاون كبير بين كافة قطاعات وزارة التعليم العالي لمواجهة تلك الأفكار، لافتًا إلى أن الخطة شملت عددا من المحاور المهمة والرئيسية، أبرزها إعداد محتويات تعليمية لتوعية جميع طلاب الجامعات والمعاهد من خلال تدريس مُقرر القضايا المجتمعية لطلاب الجامعات، بجانب إعداد محتوى تعليمي جديد عن التسامح الديني وآداب الحوار، وإعداد دراسة لكيفية مواجهة مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وخطة الوزارة لمكافحة التطرف والفكر التكفيري، وتطوير المناهج الدراسية بما يُحصن الطلاب ضد مخاطر التكنولوجيا.

وتابع أن الخطة تشمل أيضا، تنفيذ عدة برامج تدريبية لنخبة من الأئمة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والجهات المعنية، واستخدام شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في توعية الطلاب والتصدي لخطر الشائعات، وتنفيذ عدد من الأنشطة بالجامعات لتنمية الوعي والانتماء الوطني لدى الطلاب، وعقد اللقاءات الحوارية والندوات الثقافية التي تعقدها مؤسسات التعليم العالي حول القضايا الوطنية التي تحتاج إلى توعية مُجتمعية.

 

رئيس جامعة سوهاج: دشنا مسابقة لتسامح الأديان سنويًا 

ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى عبدالخالق، رئيس جامعة سوهاج لـ«الوطن»، أن إقرار المحتوى العلمي الخاص بسماحة الأديان ضمن مقرر الخدمة المجتمعية خطوة إيجابية وتؤسس لقاعدة التسامح والتآخي والمحبة والحوار الأخوي بعيداً عن أي خلافات في ظل القيم والتقاليد والعادات والأصول التسامحية، مضيفًا أن الجامعة بدأت بالفعل في التطبيق من 3 سنوات، من خلال إطلاق أول مسابقة على أرض جامعة سوهاج حول سماحة الأديان، مضيفًا أن المسابقة يجري تمويلها من وديعة بنكية وضعتها الجامعة في أحد البنوك بمبلغ مليون جنيه.

وأضاف «عبدالخالق» أن المسابقة تكون لكل طلاب الجامعات حول رؤيتهم تجاه التسامح الديني وحرية الأديان وجائزتها 100 ألف جنيه سنويًا، ويتم التحكيم بها من لجنة خماسية من مجلس الجامعة على رأسهم الدكتور أسامة الأزهري وعدد من رموز الدين الإسلامي والمسيحي، مشيرًا إلى أن المسابقة توقفت الفترة الماضية بسبب أزمة كورونا وجرى الآن إعادة الإعلان عنها مرة أخرى، والتقديم مستمر حتى نهاية ديسمبر.

وأكد أن الجامعة تدعم القرار الخاص بالأعلى للجامعات لما له من دور في رفع قيم التسامح والتنوير والتوعية بين طلاب الجامعات بمختلف الكليات، بما يسهم في تنمية أفكار الشباب وتوعيتهم بكافة القضايا والموضوعات التي ممكن أن تؤثر على المجتمع، بجانب توعيتهم بضرورة قبول الآخر و التسامح.

ومن جانبه، أكد الدكتور صديق عبدالسلام، رئيس جامعة الأهرام الكندية، أن الجامعة ستبدأ فعلياً فور وصول المحتوى العلمي إليها لضمه لمقرر حقوق الإنسان والقضايا المجتمعية لتبدأ الدراسة به من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الجاري، لافتا إلى أن المحتوى سيجري تطبيقه على كافة الفرق الدراسية والكليات، على أن يدرسه الطالب خلال فصل دراسي واحد من الفصول الدراسية المقررة لها خلال فترة دراسته في الجامعة، مؤكداً أن قرارات الأعلى للجامعات الحكومية تسري على كافة الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والمعاهد وفقاً لقانون تنظيم الجامعات.

خبراء: خطوة إيجابية وتتماشى مع رؤية الجمهورية الجديدة 

وفي السياق ذاته، أشاد عدد من الخبراء، بقرار الأعلى للجامعات فيما يتعلق بمحتوى التسامح الديني، مؤكدين أن الخطوة إيجابية وتهدف إلى تنمية وعي وإدراك الطلاب بمختلف القضايا الاجتماعية التي تحدث في المجتمع، خاصة فيما يتعلق بضرورة نبذ التعصب وقبول الآخر والرأي، موضحين أن الخطوة تتماشى مع رؤية وأهداف الجمهورية الجديدة.

وأكد الدكتور سليم عبدالرحمن، الخبير التربوي واستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان، أن الخطوة المتعلقة بمحتوى سماحة الأديان إيجابية وتحقق أهداف وطموحات الجمهورية الجديدة  وتعمل على تنمية مواهب وقدارت المجتمع المصري بمختلف المجالات، وكذلك رفع الوعي المجتمعي تجاه قبول الآخر واحترامه، وتنمية مهاراته المجتمعية كي تجعله مؤهلاً لسوق العمل محليًا ودوليًا.

وأشار الدكتور محمد كمال، الأستاذ بجامعة كفر الشيخ كلية الآداب والخبير التربوي، إلى أن المقرر خطوة إيجابية وتأخرت كثيراً، لافتًا إلى أنها جاءت في وقت مناسب وتتماشى مع رؤية واستراتيجية الدولة بمختلف المجالات.  


مواضيع متعلقة