«فيضانات وزلازل وبراكين».. رقم قياسي للكوارث الطبيعية في آخر عامين

«فيضانات وزلازل وبراكين».. رقم قياسي للكوارث الطبيعية في آخر عامين
- الكوارث الطبيعية
- تغير المناخ
- فيضانات
- جفاف
- زلازل
- الاحتباس الحراري
- الأمم المتحدة
- الكوارث الطبيعية
- تغير المناخ
- فيضانات
- جفاف
- زلازل
- الاحتباس الحراري
- الأمم المتحدة
أفاد تقرير، صادر عن معهد جامعة الأمم المتحدة للبيئة والأمن البشري، ونشرته مجلة العلوم الأمريكية في سبتمبر الماضي، بأن عام 2021-2022 شهد رقما قياسيا في وقوع الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم.
كوارث عامي 2021 و2022 أودت بحياة 10 آلاف شخص
وذكر التقرير، الذي حمل عنوان «مخاطر الكوارث المترابطة»، أن الفترة بين عامي 2021 و2022 شهدت كوارث مختلفة، تتمثل في تقلبات درجات الحرارة، والفيضانات، والجفاف الشديد، وحرائق الغابات، والزلازل، والبراكين، والتي أودت بحياة نحو 10 آلاف شخص، وتسببت في حدوث أضرار مادية تزيد على 280 مليار دولار خلال هذه الفترة، إضافة إلى تعرض الطبيعة للخطر الشديد الذي يصعب تقدير تكاليفه الحقيقية.
وضمن أبرز الكوارث الطبيعية التي اجتاحت العالم في الفترة بين 2021 و2022، هي موجة الحر في كولومبيا البريطانية، وزلزال هايتي، وإعصار إيدا في نيويورك، وفيضانات لاجوس النيجيرية، وحرائق الغابات في البحر المتوسط، وانعدام الأمن الغذائي في جنوب مدغشقر، وجفاف تايوان، وثوران بركان تونغا، وفقا للتقرير. ورصد التقرير آثار الكوارث على الفئات الأكثر ضعفا، موضحا أن أغلب من لقوا مصرعهم جراء إعصار إيدا، هم الذين كانوا يعيشون في منازل غير آمنة في منطقة معرضة للفيضانات في نيويورك، ولا يستطيعون دفع ثمن منازل أخرى، وبالتالي لم يقدروا على حماية أنفسهم وقت وقوع الكارثة.
وفي سياق متصل، قال جاك أوكونور، الخبير في معهد جامعة الأمم المتحدة للبيئة والأمن البشري والمتخصص في مجال علم البيئة البحرية، إنه خلال الخمسين عاما الماضية، شهد العالم تزايدا في عدد الكوارث سنويا على الأقل بمقدار خمسة أضعاف، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأضاف أوكونور، في تصريحات لمجلة العلوم الأمريكية، أن عام 2005 شهد رقما قياسيا لعدد الكوارث السنوية في المجمل، إلا أن ما حدث في عامي 2021 و 2022 يعتبر رقما قياسيا جديدا لعدد الكوارث التي حدثت في العديد من المناطق، مثل مدينة نيويورك التي شهدت أعلى معدل لهطول الأمطار تم تسجيله على الإطلاق، وبلغ هذا المعدل 8 سم في الساعة الواحدة خلال إعصار إيدا، كما شهدت حرائق الغابات في المناطق المطلة على البحر المتوسط شدة قياسية وصلت إلى 18.6 جيجاوات في تركيا.
الاحتباس الحراري يعتبر السبب الرئيسي في وقوع الكوارث
وحول أسباب وقوع الكوارث الطبيعية، أوضح أوكونور أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي تؤدي بدورها إلى تغير المناخ، تعتبر السبب الرئيسي في حدوث هذه الكوارث. وأشار إلى أن الإدارة غير الكافية للمخاطر، والتقليل من قيمة التكلفة البيئية أثناء اتخاذ القرارات، وعدم التكافؤ في أوضاع المعيشة، تعتبر أسباب وقوع حرائق الغابات في المناطق المطلة على البحر المتوسط، وحدوث حالات الجفاف في تايوان، وانعدام الأمن الغذائي في مدغشقر، وثورة بركان تونغا.
وبحسب التقرير، فإن الاستهلاك غير المستدام يعد أحد أسباب تفاقم حجم هذه الكوارث، فعلى سبيل المثال أدى التعدين المفرط للرمال، من أجل بناء الخرسانة في مدينة لاجوس بنيجيريا، إلى تدهور الساحل وجعل المدينة عرضة للفيضانات، كما أدى الاستخدام المفرط للمياه العذبة، وعدم صيانة البنية التحتية للمياه إلى حدوث الجفاف في تايوان ومعاناتها من أزمة نقص المياه.
حلول تساعد في إدارة الكوارث الطبيعية
وبحث التقرير الحلول التي كان يمكنها أن تساعد في إدارة هذه الكوارث بشكل أفضل، مثل تطوير بنية تحتية قادرة على التصدي للمخاطر، وإنشاء شبكات حماية للناس من مخاطر الكوارث، ودعم أنظمة الإنذار المبكر، وتطوير القدرة على الإبلاغ عن الصيد الجائر، وتعزيز أنماط الاستهلاك المستدام.
وفي هذا الصدد، قال الخبير في معهد جامعة الأمم المتحدة للبيئة والأمن البشري، إن الحل هو أن نترك الطبيعة تقوم بعملها، حيث يمكن إحياء العمليات الطبيعية مثل ترميم الجداول والأنهار الحضرية يمكن أن يقلل من مخاطر الفيضانات، كما يمكن لتصميمات البنية التحتية الخضراء أن تقلل من مخاطر الحرارة الزائدة وهطول الأمطار.
ولفت إلى أن أنظمة الإنذار المبكر الفعالة كان يمكنها إنقاذ حياة الآلاف في فيضانات لاجوس وثوران بركان تونغا، لأنها كانت ستوفر المعلومات حول الظروف الجوية القاسية الوشيكة، ومن ثم اتخاذ الناس إجراءات مسبقة لحماية أنفسهم قبل وقوع الكارثة، وذلك من خلال الاستعداد أو إخلاء المكان، خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفا.