قصة وفاة طالب طب أسيوط ساجدا.. رجع في الكفن بدل البالطو الأبيض

قصة وفاة طالب طب أسيوط ساجدا.. رجع في الكفن بدل البالطو الأبيض
كان يعد الأيام والساعات، ويجتهد في دراسته، حتى يتخرج من كلية الطب بالأزهر ويعود إلى والدته طبيبا محققا حلمه وحلمها، ويكون عونا للفقراء والبسطاء كما كانت وصية والدته، ولكن شاء القدر أن يتوفاه الله، قبل تخرجه بشهر ويعود إلى والدته جثة هامدة ملفوفا بالكفن الأبيض بدلا من البالطو الأبيض.
وفاة طالب بطب أسيوط قبل تخرجه
«أحمد محمد الشرقاوي» طالب بالفرقة السادسة بكلية طب أسيوط بجامعة الأزهر، الذي أثارت وفاته حالة من الحزن غطت أرجاء جامعة أسيوط وقرية منشأة نبهان التابعة لكفر الحاج عمر بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، حيث فوجئ زملاء الطالب والأهالي بوفاة الشاب الذي اشتهر بدماثة الخلق والسمعة الحسنة، تاركا خلفه سيرة عطرة ومسيرة من النجاح والتفوق جعلته قدوة لأبناء قريته وزملائه لتظل ذكراه خالدة في أذهان الجميع.
وداع مؤلم لطالب الطب المتوفى ساجدا
في مشهد عكس الوداع المؤلم للشاب الراحل خرج الآلاف لوداعه وتشييعه لمثواه الأخير بمقابر قريتهم في مركز فاقوس حيث شارك في مراسم التشييع الأهالي من مختلف الأعمار من السيدات والرجال والأطفال بينما كانت تتقدمهم الأم صابرة مرابطة تسمح للدموع بأن تنهال من عينيها، ربما تخفف من الآم الفراق التي تحرق قلبها.
إشادات بأخلاق الطالب الراحل قبل تخرجه
«الله يرحمه كان معروف بأدبه، وتدينه وأخلاقه الحسنة كباقي أشقائه الثلاثة ووالده الراحل ووالدته، فجميعهم من حفظة القرآن الكريم»، بتلك الكلمات بدأ ربيع عيد معلم الشاب الراحل وأحد أهالي القرية حديثه معنا: «وفاة أحمد فاجعة كبيرة، مش مصبرنا على فراقه غير، أننا على يقين أنه في الجنة كرما من الله أولا ، ثم لحسن خاتمته حيث توفى وهو ساجدا يصلي فرض الله عز وجل».
حفظ القرآن والتفوق في الدراسة
وأشار إلى أن الطالب الراحل بدأ حفظ القران الكريم منذ كان طفلا وختم القرآن وهو في المرحلة الإعدادية، وكان من الأوائل في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة، لافتا إلى أنه كان مفترض أن يتخرج من كلية الطب بعد شهر.
قال محمد رمصان أحد المعلمين الذين درسوا للشاب الراحل: «أحمد كان يتميز بالسمعة الحسنة ودماثة الخلق، وكان مجتهد في دراسته وكنا نتوقع له مستقبل ماهر ، إلا أن شاء القدر أن يتوفاه الله».
وأشار إلى أنه كان متواجدا في منزله بمنشأة نبهان حتى يوم الأحد وسافر إلى اسيوط لأداء الامتحان، وآخر مرة تواصل فيها مع والدته تليفونيا كان يوم الثلاثاء ثم انقطعت أخباره الأربعاء وعندما اتصلت به والدته يوم الخميس ولم يرد، اتصلت بزملائه للاطمئنان عليه ثم توجه إلى مسكنه عدد من زملائه وذلك يوم الجمعة فوجدوه جثة هامدة ساجدا على مصلية ويؤدي الصلاة.
حزن بين الأهالي وزملاء الطالب الراحل
وأثارت وفاة الطالب الراحل حالة من الحزن بين زملائه، حيث قال محمود مصطفى، أحد زملائه، إنه عندما دخل زملاؤهم السكن وجدوا زميلهم الراحل متوفى ساجدا.
ونعى زملاء الطالب الراحل صديقهم بكلمات مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب محمد المنسي: «إنا لله وإنا إليه راجعون، زميلنا أحمد الشرقاوي ، الفرقة السادسة كلية الطب - جامعة الأزهر الشريف فرع أسيوط في ذمة الله».
وتابع: «لما واحد زميلنا هيتخرج كمان شهر ونسمع أنه مات النهاردا ساجد يخلينا نعيد النظر ونفكر كتير في أحلام ومستقبل طويل مفكرين لسا هنعيشه بجد محتاجين نجدد نظرتنا للحياة يارب اغفر لنا مامضى وأحسن خاتمتنا».