مجلس الشيوخ يناقش تعديلات مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء غدا

كتب: محمد يوسف

مجلس الشيوخ يناقش تعديلات مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء غدا

مجلس الشيوخ يناقش تعديلات مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء غدا

يناقش مجلس الشيوخ، خلال الجلسة العامة، غدًا، مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تقنين أوضاع بعض مخالفات البناء والتصالح فيها، ومشروعي القانونين المتقدمين في ذات الموضوع من النائبين إيهاب منصور، وعمرو درويش ويعرض النائب عصام هلال عضو لجنة الإسكان ومقرر القانون خلال الجلسة العامة تقرير لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل، ومكتب لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، عن مشروع قانون الحكومة ومشروعي القانونين المقدمين في ذات الموضوع من كل من النائب إيهاب منصور  النائب عمرو درويش.

تقرير لجنة الإسكان حول قانون التصالح في مخالفات البناء

وكشف تقرير لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ أن مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء يأتي انطلاقًا من دور الدولة في الموازنة والمواءمة بين المصلحة الخاصة للمواطنين، والتي تتمثل في تقنين مخالفات البناء للاستفادة من العقار في الغرض الذي أقيم من أجله، والمصلحة العامة للدولة المتمثلة في القضاء على العشوائية العمرانية والاستفادة من الثروة العقارية التي تمت على أرض الواقع، دون الإضرار بوجه مصر الحضاري والتعدي على التراث المعماري والأثري؛ إذ ترمز العشوائيات إلى محاولة السكان توفير أهم الاحتياجات الإنسانية وهو السكن بغض النظر عن مدى مطابقته أو ملاءمته لقواعد السلامة الإنشائية والشكل الحضاري الملائم، ويبرز تأثير البناء العشوائي على البيئة العمرانية من خلال إحداثه تشويهاً للصورة البصرية بسبب انعدام القيم الجمالية في تصميم المباني السكنية وطريقة هندسة الطرق ومجاوراتها، ويعود سبب غياب الطابع الجمالي عن العشوائيات كونها نتيجة جهود ذاتية في البناء من خلال اعتماد السكان على أساليب بسيطة وقديمة في آن واحد وخارج أطر قوانين البناء، ومما لاشك فيه أن من أهم أسباب انتشار البناء العشوائي ضعف المستوى الاقتصادي للسكان بالإضافة إلى ضعف التخطيط والمتابعة من قبل الجهات المعنية.

بخصوص مشروع قانون التصالح على مخالفات البناء، أكّد التقرير أنَّ البناء المخالف أدى الانتشار الواسع للعشوائيات إلى اعتبارها ظاهرة عالمية تنتشر في الدول النامية، وهي ليست مشكلة عمرانية بحتة يمكن حلها بمجموعة من الحلول العمرانية بل هي مشكلة تنتج عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والعمرانية والتشريعية.

وتابع التقرير: «لذا جاء مشروع قانون بشأن تقنين أوضاع بعض مخالفات البناء والتصالح فيها ساعياً لغلق هذا الملف، بعد دراسة الأثر التشريعي للقانون رقم 17 لسنة 2019 بشأن التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها، والذي كشف عن بعض الصعوبات والعقبات؛ بالرغم مما أجراه المشرع من تعديلات عليه صدرت بالقانون رقم 1 لسنة 2020، إلا أنَّ غالبية تلك الإشكاليات لم تنحل كما كانت تأمل الحكومة؛ وهو ما يعد نهجاً محموداً من خلال وضع حلول قانونية وعملية نهائية لمشكلة مخالفات البناء، فدائماً وأبداً ما يرتبط نجاح أي قانون بمدى تحقيقه لأهدافه، ومدى مساعدته على تحسين أوضاع المواطنين في مجال تنظيم أحكامه من عدمه، وفي ظل الحرص الكامل من الدولة على ألا تتحول تلك المناطق إلى أوكار للعشوائيات، من خلال إلحاق تلك البناءات بالخدمات والمرافق بعد تقنين أوضاعها، حيث تستهدف الدولة تحقيق قدر من الاستقرار والأمن المجتمعي لأصحاب العقارات المخالفة بتقنين تلك المخالفات والتصالح بشأنها طالما أن الإبقاء عليها لا يتصادم مع المصلحة العامة للدولة أو يعرض حياة المواطنين للخطر».

مواد قانون التصالح في مخالفات البناء

وشرح التقرير فلسفة تعديلات مشروع قانون التصالح على مخالفات البناء، موضحًا أنه نظراً لصعوبة إزالة كل الوحدات السكنية المخالفة لارتفاع أعدادها، كما أنَّه في حال إزالتها من الممكن أن تؤدى إلى مشكلة كبرى في مصر؛ لذا رئي النظر إلى الوحدات المخالفة حسب نوع المخالفة وموقعها وحجم الاستفادة من المخالفات إن لم تكن تلك المخالفات تشكل خطراً على المبنى فيتم دفع الأموال مقابل التصالح، وبعد ذلك يتم تقنين أوضاعها ثم توصيل المرافق إليها.

مخالفات البناء

وأكّدت اللجنة في تقريرها أنَّ مخالفات البناء قائمة بالفعل، ويصعب أو يستحيل في بعض الأحيان إزالتها؛ لذا ارتأت الحكومة وضع تشريع بأحكام جديدة، لمعالجة إشكاليات القانون القائم؛ من خلال مراعاة البعد الاقتصادي للدولة وذلك باستفادة الدولة مادياً من هذه الأموال كتعويض عن المخالفات، واستغلال هذه المبالغ للصرف منها على مشروعات الإسكان الاجتماعي بما يساهم في حل أزمة الإسكان في مصر خاصة لمحدودي الدخل؛ مع مراعاة عدم إهدار الثروة العقارية، ويكون ذلك عن طريق النظر إلى مخالفات البناء والتي تعلقت غالبيتها بالحالات المحظور التصالح فيها، مما أدي إلى رفض الكثير من طلبات التصالح، بالإضافة إلى رغبة الحكومة في التيسير على المواطنين في الإجراءات، والذي من شأنه أن يحفزهم على التقدم بطلبات لتقنين الأوضاع المخالفة والتصالح عليها، مع التمسك بالتحقق من توافر السلامة الإنشائية.

وطالبت لجنة الإسكان بمحلس الشيوخ بتعديل عنوان مشروع القانون ليكون مشروع قانون التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها، بدلاً من مشروع قانون تقنين أوضاع بعض مخالفات البناء و التصالح فيها؛ لملاءمة عنوان التشريع مع موضوعه، وأن يتسم بالمنطقية، حيث أن التسلسل المنطقي يشير إلى أن التصالح يكون أولاً ويترتب على إتمامه تقنين الأوضاع ولذلك تم تعديل عنوان مشروع القانون.


مواضيع متعلقة