الأسقفية.. أطلق عليه البابا شنودة اسم «ميخائيل» وغيّره أثناء قداس الرسامة إلى «تواضروس»

كتب: مصطفى رحومة

الأسقفية.. أطلق عليه البابا شنودة اسم «ميخائيل» وغيّره أثناء قداس الرسامة إلى «تواضروس»

الأسقفية.. أطلق عليه البابا شنودة اسم «ميخائيل» وغيّره أثناء قداس الرسامة إلى «تواضروس»

بعد رحلة من الجهاد الروحى والانغماس فى شئون الكنيسة والأقباط والاهتمام برعايتهم، وجد الراهب القمص ثيؤدور الأنبا بيشوى، الأنبا باخوميوس يرشحه ليكون أسقفاً مساعداً له فى إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، والتقدم بهذا الطلب إلى البابا شنودة الثالث، الذى وافق وتم طقس الأسقفية فى 15 يونيو 1997م، كأسقف عام لقطاع الصحراء بإيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية تحت اسم «الأنبا تواضروس»، حيث كان فى البداية قد اختار البابا شنودة أن يطلق عليه اسم «ميخائيل» كاسم رئيس الملائكة، بحسب الاعتقاد المسيحى، ولكن أثناء قداس الرسامة تراجع وأطلق عليه ذات اسمه «تواضروس» وهو ذات اسمه الرهبانى ولكن باللغة القبطية ومعناه «عطية الله».

استمر «تواضروس» فى نفس خدمته فى رعاية الشباب والخدام كما كان يفعل وهو الراهب «ثيؤدور»، ولكن تكليف الأنبا باخوميوس له برعاية قطاع الصحراء غرب الإسكندرية، جعل الأسقف المساعد الجديد البالغ من العمر وقتها 45 عاماً، ينقل مقر إقامته من دمنهور إلى منطقة «كينج مريوط» التى تقع غرب محافظة الإسكندرية وتبعد عنها بنحو 30 كيلومتراً.

وضع الأسقف الشاب خطة لتعمير المنطقة وربط أقباطها بالكنيسة

كانت المنطقة صحراء قلحاء، والأقباط بها من الأقاليم وخاصة الصعيد، الذين نزحوا بحثاً عن الرزق، ولم يكن فى المنطقة سوى كنيستين إحداهما مغلقة، ووضع الأسقف الشاب خطة لتعمير المنطقة وربط أقباطها بالكنيسة، وقام برسامة كهنة لكل تجمع يضم 200 أسرة قبطية، حتى امتدت الأماكن والخدمة وصارت مستقرة.

وفى «كينج مريوط» حيث المكان الذى اتخذه «تواضروس» مقراً له، وحمل اسم «بيت الكرمة» أنشأ 5 مبانٍ ضمت نادياً وحمامات سباحة ومسرحاً وقلايات - مقر سكن الرهبان-، حتى إن هذا المكان الذى تحول لـ«بيت للخلوات والمؤتمرات الكنسية» هو ذاته المكان الذى كان يلجأ إليه «تواضروس» بعد جلوسه على الكرسى البابوى بين الحين والآخر ليرتاح فيه.

والمبنى الذى يضم سكن الأسقف فى «كينج مريوط» وصار استراحته بعد وصوله إلى البطريركية، مكون من 4 طوابق، تزين حوائطه الأيقونات والصور التى تؤرخ لرحلة البابا تواضروس، ويحتوى على تماثيل للعذراء وبرج إيفل، ويضم غرفاً للنوم ومكتباً للبابا وغرف انتظار واستقبال وذلك فى الدورين الأول والثانى، بينما يضم الدور الثالث كنيسة صغيرة تحمل اسم الملاك ميخائيل، يستقبل فيها «تواضروس» الأسقف والبابا، الشباب لإلقاء الكلمات وإقامة صلوات القداسات، حيث إنها كنيسة بطابع الأديرة، لا يوجد به مقاعد للجلوس، وفى ذات الدور توجد غرفة نوم البابا التى تضم سريراً ودولاباً وكرسياً وسجادة بالأرض وإضاءة كافية بالسقف، وهى الغرفة التى كتب عنها قصة نُشرت فى جريدة الأهرام فى يوليو 2020م بعنوان «صديقتى»، قال عنها: «أحب غرفتى بل وأعشقها رغم أثاثها البسيط جداً، كنت أحب الجلوس فيها لوقت طويل ودون ملل أو ضجر. ورغم أن لى مسكناً آخر فى مدينة أخرى فإن هذه الغرفة كانت تجذبنى دائماً فى حياتى التى أعيشها بمفردى داخلها منذ العقد الخامس من عمرى».

أنشأ حينما كان أسقفاً 35 كنيسة في المنطقة الصحراوية

واستطاع الأنبا تواضروس خلال سنوات قليلة أن ينشئ 35 كنيسة فى المنطقة الصحراوية، ويرفع عدد الكهنة فى تلك المنطقة من 4 كهنة فى 1997 إلى 40 كاهناً فى 2012، ويمد خدمات الكنيسة الاجتماعية للمنطقة لتخدم الجميع بدون تفرقة «مسلمين وأقباطاً»، فنفذ مشروعات لتوصيل المياه الصالحة للشرب إلى تلك المناطق المحرومة، وشجع على التعليم، وساهم بإدخال الصرف الصحى للمنطقة، حتى إن آخر مشروع قام به قبل جلوسه على الكرسى البابوى هو إنشاء 600 «دورة مياه» لمنازل القطاع الصحراوى للمصريين من «المسلمين والأقباط».

كما أنشأ العديد من المستشفيات لتقديم الخدمات الصحية لكل المصريين، ومنها مستشفى «الراعى الصالح» فى كينج مريوط، ومستشفى «الرحمة» فى منطقة عبدالقادر لخدمة الفقراء.

وفى هذه الفترة التى امتدت بالأنبا تواضروس فى مهام الأسقفية منذ 1997م وحتى 2012م، سافر للخارج فى عدة رحلات رعوية ودرس «التعليم المسيحى والإدارة» فى سنغافورة عام 1999م، لكنه رغم ذلك كان نادر الاحتكاك بالقاهرة والسكن فيها.

وبرسامة الأنبا تواضروس أسقفاً، انضم بالتالى طبقاً للقوانين الكنسية إلى المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذى يضم البابا رئيساً ومطارنة وأساقفة الكنيسة ووكيلى البطريركية بالقاهرة والإسكندرية أعضاء به، والتحق الأنبا تواضروس عضواً فى عدة لجان رئيسية بالمجمع المقدس وهى: «لجنة الإيمان والتعليم والتشريع، ولجنة العلاقات الكنسية، ولجنة الرعاية والخدمة»، قبل أن يصبح فى عام 2005م مقرراً للجنة الطفولة، وهى لجنة فرعية منبثقة عن لجنة الرعاية والخدمة، ليبرع فى تلك الخدمة سواء فى مهرجان الكرازة المرقسية أو ملتقى الأطفال المبدعين.


مواضيع متعلقة