«وعلم ينتفع به».. بركات الشيخ «الحصري» تتدفق من «شبرا النملة» لتعم العالم

«وعلم ينتفع به».. بركات الشيخ «الحصري» تتدفق من «شبرا النملة» لتعم العالم

«وعلم ينتفع به».. بركات الشيخ «الحصري» تتدفق من «شبرا النملة» لتعم العالم

من قلب الريف المصري ولد عملاق التلاوة العالمي القارئ الراحل محمود خليل الحصري في شبرا النملة إحدى قرى محافظة الغربية، كان مجيئة إلى الدينا إيذانا ببداية حقبة نورانية في تاريخ مقرئيي القرآن الكريم، لتنصت له الدنيا خاشعة وينهل حفظة كتاب الله من علمه الواسع في أحكام التلاوة والتجويد والقراءات العشر.

وعلى الرغم من مرور 42 عاما على رحيله في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من عام 1980، ما زالت بركات الشيخ الحصري تحل على أبناء قريته شبرا النملة، فالجميع يدرس في معهده الديني ويصلي في مسجده، بينما ينتفع العالم بأسره بعلمه الواسع في أحكام تجويد القرآن الكريم وأول مصحف مرتل على وجه البسيطة.                  

يقول محمود سيف، محام من شبرا النملة، إن القرية كانت نقطة انطلاق الشيخ محمود خليل الحصري إلى العالمية، فالقارئ الراحل رتل القرآن الكريم أمام الرؤساء والملوك في مختلف البلدان العربية والأوروبية، وأسلم على يده العشرات من مختلف الجنسيات، لما يتمتع به صوت عذوب.

مهنة والد الشيخ وراء لقب «الحصري» 

وبحسب سيف، فقد ولد الحصري  في 17 سبتمبر عام 1917 بقرية شبرا النملة، وكان والده يعمل بصناعة الحصر، وكان حريصا على فرش المساجد بها، واسمه الحقيقي محمود السيد خليل، «الحصري لقب أطلقه عليه أهل القرية، وبدأ في حفظ القرآن الكريم على يد مشايخه في الكتاب، وكان عمره 4 سنوات، وأتم حفظه وهو ابن الـ8 سنوات، ثم التحق بالمعهد الأحمدي بطنطا، وهي تبعد عن القرية نحو 5 كيلو مترات، كما حفظ القرآن  بـ4 روايات».

يسلط محمد شكر، موظف في جمعية الحصري، بقرية شبرا النملة، الضوء على أبرز المحطات في مشوار الشيخ الراحل محمود خليل الحصري، «ذاع صيت الشيخ بين أهل القرية والقرى المجاورة بعذوبة صوته وكان يقرأ القرآن الكريم في المأتم، وفي عام 1950 عين قارئا في مسجد السيد البدوى بطنطا، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة وكان قارئا في مسجد الحسين، وتقلد العديد من المناصب منها تعيينه شيخ عموم المقارئ المصرية بقرار جمهوري عام 1961».

مسجد ومعهد وجمعية خيرية باسم الحصري في شبرا النملة

وعلى الرغم من إقامة القارئ الراحل في القاهرة وبرفقته أسرته حتى وفاته التي تحل ذكراها الـ42 اليوم، إلا أن قرية شبرا النملة مسقط رأس محمود خليل الحصري، لم تحرم من بركاته حتى اليوم بحسب «شكر»، إذ تضم بين جنباتها معهد الحصري يدرس فيه سنويا المئات من أبناء القرية والقرى المجاورة القرآن الكريم والعلوم الشرعية، ومسجد الحصري أحد أشهر المساجد في القرية، ويقصده الجميع لأداء الصلوات فيه، إلى جانب الجمعية الخيرية ودار تحفيظ القرآن الكريم وهدفها تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الأسر الأكثر احتياجا، ويشرف عليها ابنة الشيخ محمود خليل الحصري «ياسمين الخيام».

إطعام المحتاجين في ذكرى رحيل الحصري 

أمل سعد، مدير جمعية الحصري بقرية شبرا النملة، قالت إن الجمعية في ذكرى وفاة وميلاد الشيخ الحصري، تعمل على قراءة القرآن الكريم وتوزيع وجبات طعام، واليوم في الذكرى الـ42 على وفاة الحصري، جرى تجهيز وجبات الطعام وتوزيعها على أهل القرية.

تقول أمل، «الجمعية تقدم العديد من الأنشطة، منها تجهيز وجبات الطعام أسبوعيا وتوزيعها على أهل القرية، والمشاركة في تجهيز العرائس الأيتام، وتوزيع الملابس إلى جانب المساعدات المالية إلى الأسر المحتاجة، كما تضم دار لتحفيظ القرآن الكريم يدرس بها 45 طفلا».

 


مواضيع متعلقة