هشام سرحان يكتب: من قلبي سلام لـ«فيروز»
- فيروز
- جارة القمر
- عيد ميلاد فيروز
- هشام سرحان
- ذكرى ميلاد فيروز
- فيروز
- جارة القمر
- عيد ميلاد فيروز
- هشام سرحان
- ذكرى ميلاد فيروز
مع دقات السابعة من صباح كل يوم، كان يتسلّل صوتها إلى غرفتي، يداعب أحلامي ويوقظني من نومي، ليبدأ يوم جديد تزيّنه «جارة القمر» بأغنياتها التي دائما ما كانت ترافقني في كل حالاتي النفسية.
لم تكن «فيروز» بالنسبة لي فنانة أو مطربة مميزة فقط، وإنّما كانت «حالة» أعيشها بشكل يومي بعد تجاوز فترة مراهقتي، حين كنت لا أفهم من كلماتها الكثير، ولكنها كانت بالنسبة لأمي عادة يومية استمرت طويلا، وهو ما ساهم تدريجيا في معرفتي وحبي لها، حتى أصبحت وكأنّها إرثي من أمي.
مع مرور السنوات، أصبحت «فيروز» تغني لي وحدي، كانت تخاطب روحي المنهكة أحيانا والقوية أيضا، تنقلني من حالة لأخرى بسلاسة فراشة وجدت ضالتها في بقعة ضوء، تلامس أوجاعي فتداويها، هكذا كنت أشعر.
ذات يوم، غنّت لي «عشرون عاما وأنا يسكنني الحنين والرجوع.. كبرتُ في الخارج.. بنيت أهلا آخرين»، وحين سمعتها بكيت كثيرا دون أن أعرف سببا لذلك، هل لأنّي ولدت وكبرت في الخارج فعلا لما يقارب عشرين عاما، أم لأنّي بنيت أهلا آخرين على مدار سنوات طويلة وفارقتهم في لحظة.. لا أعلم.
في لحظة ضعف أصابتني بعد قصة حب انتهت وكنت أظنّها الحياة، كانت تواسيني بصوتها العذب «يا قلبي لا تتعب قلبك»، «يا سنيني اللي رحتي ارجعيلي.. عندي ثقة فيك.. قهوة ع المفرق.. حبوا بعضن»، كلها وغيرها أغنيات عبرت بي من حال إلى آخر.
علاقتي مع «جارة القمر» وصلت لابنتي أيضا، بعد أن أصبحت أغني لها حين تخلد للنوم «يا الله تنام ريما.. يا الله يجيها النوم.. يا الله تحب الصلاة.. يا الله تحب الصوم»، تلك الكلمات التي كانت تغنيها لابنتها، ولكني استبدل «ريما» باسم ابنتي، يعجبها الأمر كثيرا.
في حب «فيروز» لا ينتهي حديثي أبدا، أكتب لها وعنها بشكل دائم، وأسمع أغنياتها، وأحتفل بها كلما حل اليوم الحادي والعشرون من نوفمبر كل عام، بل وأغني لها أيضا.
كل سنة وأنتِ سالمة يا «ست فيروز».