أستاذ موارد مائية: ترع مصر الطينية لم تشهد تطويرا منذ عهد محمد علي.. وإنقاذها يخدم التنمية

أستاذ موارد مائية: ترع مصر الطينية لم تشهد تطويرا منذ عهد محمد علي.. وإنقاذها يخدم التنمية
- التبرع الطينية
- تقليل نسبة الهدر
- حمايوة البيئة
- التغيرات المناخية
- التبرع الطينية
- تقليل نسبة الهدر
- حمايوة البيئة
- التغيرات المناخية
أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أهمية المشروع القومى لتبطين الترع، ليس فقط على مستوى الحفاظ على الماء، وإنما بما يحققه المشروع من مكاسب صحية وبيئية مهمة بعد انتهاء تنفيذه على مستوى محافظات مصر، ولفت فى حواره لـ«الوطن» إلى أن تبطين وتأهيل الترع يوفر 7 مليارات متر مكعب مياه يمكن استخدامها فى رىّ الأراضى الزراعية، وإلى نص الحوار:
نور الدين: التبطين يوفر 7 مليارات متر مكعب مياه يمكنها ري مليون فدان
كيف تتابع تطورات المشروع القومى لتبطين الترع على مستوى المحافظات ومدى أهميته؟
- المشروع القومى لتبطين الترع الهدف الأساسى منه هو سد مسامّ الترع الطينية لتقليل الفاقد فى نسبة المياه، وبعد الانتهاء من تنفيذه نستطيع توفير نسبة كبيرة من المياه يمكن استخدامها فى رىّ مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية مثل مشروع الدلتا الجديدة، وبالتالى يزيد الإنتاج الزراعى، ويمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء على المدى البعيد.
وبالنسبة للمواطن أو المزارع البسيط ما عوائد المشروع القومى لتبطين الترع عليه؟
- تبطين مجرى الترع بالأسمنت يسهّل عملية جريان المياه عن التربة الطينية التى تسبب رشح كمية كبيرة من المياه، وبالتالى مع تبطين الترع بالأسمنت تصل المياه أسرع للمزارعين، وذلك يمنع إهدار المياه ويساعد الفلاح على زراعة أرضه فى مواعيد ثابتة دون معاناة مع نقص المياه كما كان يحدث سابقاً، وبالتالى لن تتضرر المحاصيل من ندرة المياه وتزيد إنتاجية الفلاح.
نسبة الهدر تبلغ نحو 19 مليار متر مياه سنويا
كيف يحافظ التبطين على كمية المياه المهدرة من الترع؟
- بحسب دراسة سابقة منشورة على موقع وزارة الرى المصرية، فإن نسبة فاقد المياه منذ خروجها من السد العالى حتى وصولها إلى الدلتا تبلغ نحو 19 مليار متر مكعب من المياه بسبب عملية التبخير أو عملية الرشح من جدار الترع الطينية التى لم تشهد أى تطوير منذ عهد محمد على أى قبل أكثر من 100 عام، وبالتالى كان من السياسات الجديدة التى أقرتها الدولة المصرية منع إهدار المياه وحسن استغلالها من خلال نظم التوزيع والتوصيل، وقد تم حصر جميع «الترع المتعبة» التى توجد بها مشاكل فى وصول المياه إلى النهايات، وتوجد بها أيضاً انهيارات بالجسور، وبلغ الطول الإجمالى لهذه الترع حوالى 7 آلاف كيلومتر طولى تحتاج إلى التأهيل.
ما كمية المياه المتوقع توفيرها مع الانتهاء من مشروع تبطين الترع؟
- بحسب الدراسات العلمية الحديثة، فإنه بعد الانتهاء من مشروع تبطين الترع من المتوقع توفير نحو 7 مليارات متر مكعب من الماء يمكن استخدامها فى رى حوالى مليون ونصف المليون فدان من الأراضى الزراعية على مستوى الجمهورية، لزيادة الإنتاج الزراعى، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية وتحقيق إنتاجية عالية من المحاصيل، وهذا الأمر سوف يساعد على تقليل استيراد العديد من المحاصيل، منها القمح والفول والذرة الصفراء، وهو ما يسعى إليه مشروع الدلتا الجديدة، كما أن الارتقاء بكفاءة الترع وتبطينها يؤدى إلى نتائج إيجابية تحافظ على الصحة العامة للفلاح ونظافة البيئة ويحقق فوائد غير مباشرة وأخرى مباشرة تستهدف وصول مياه الرى إلى نهايات الترع وتقليل الفاقد منها بنسبة تصل إلى 30% أو 40%.
المشروع يتناغم مع جهود الدولة لحماية البيئة ومواجهة مسببات التغيرات المناخية
كيف ترى أهمية تبطين الترع بالنسبة للبيئة ومواجهة التغيرات المناخية؟
- المشروع القومى لتبطين الترع له تداعيات بيئية وصحية مهمة تتناسب وخطة الدولة لمواجهة التلوث ومسببات التغيرات المناخية، فى السابق كانت الحشائش تنمو على جانبى الترع، وهى تستهلك كميات كبيرة من المياه، فضلاً عن تكلفة الدولة سنوياً لإزالة تلك الحشائش الضارة التى تعيق جريان المياه فى الترعة، وبالتالى فإن مشروع تبطين الترع يمنع تراكم تلك الحشائش الضارة، فضلاً عن نظافة الترع التى كانت مرتعاً للحشرات وتنقل الأمراض للمواطنين المجاورين للترع، وبذلك فإن مشروع تبطين الترع يوفر بيئة صحية للمواطنين، خاصة سكان المنازل المطلة على الترع، وذلك تماشياً مع خطة الدولة المصرية لمواجهة التلوث ومسببات التغير المناخى.
الثروة السمكية
أى مجرى مائى يكون به أسماك، خاصة إذا لم تكن هناك فواصل بين النيل والترع، وكلما كانت الترعة أكبر ساعد ذلك على تربية الأسماك بها، ويمكن أن تكون سبباً فى إنعاش الثروة السمكية وتوفر مورد رزق للصيادين فى تلك القرى، كما سيكون لأعمال التأهيل الجارية مردود اقتصادى واجتماعى ملموس فى المناطق التى يتم التنفيذ فيها، وستؤدى لنقلة حضارية فى تلك المناطق، وستسهم بشكل كبير فى تحسين البيئة ومستوى معيشة المواطنين.