«أكوام القمامة» تعود بفضل «إضراب الزبالين».. و«تطنيش الشركة»

«أكوام القمامة» تعود بفضل «إضراب الزبالين».. و«تطنيش الشركة»
يسير قابضاً على «مقشته»، آخر ما يحتفظ به من هموم العمل، بعد أن خلا جيبه فى أول الشهر من 750 جنيهاً هى كل ما يحصل عليه نظير عمل متواصل لثمانى ساعات يومية تبدأ فى السادسة صباحاً لتنتهى فى الثانية ظهراً، 750 جنيهاً توقفت، فتوقف زملاء «سعيد» من جامعى القمامة فى حى وسط القاهرة عن العمل معلنين دخولهم فى إضراب حتى صرف المرتب، إلا «سعيد» أبى أن يُضرب: «أنا بآجى من العياط عشان أروّح آخر اليوم بفلوس لعيالى ولازم أجيب فلوس حتى لو هكنس الشارع لوحدى».
فى شارع الأزهر الرئيسى استمر «سعيد» فى عمله كما المعتاد غير معنى بحالة الإضراب التى دخل فيها زملاؤه بسبب تأخر صرف مرتباتهم من شركة «أما العرب» رغم انتظام تحصيل مقابل القمامة على فواتير الكهرباء: «الناس بتدفع على الفاتورة ومابقاش فيه حد بيطلّع جنيه زيادة عن اللى فى الفاتورة والناس مش ذنبها، كفاية اللى بيدفعوه».
4 أيام من الإضراب كانت كفيلة بأن تحيل شوارع الجمالية وحى وسط القاهرة بالكامل إلى «مقلب كبير» للقمامة التى تزاحمت أمام مداخل الحارات الضيقة بلا يد تزيحها جانباً أو سيارة ترفع عناء رؤيتها عن أهالى الحى الذين حاولوا إشراك رجال الأعمال فى البحث عن حل لأزمة القمامة بحسب شادى خفاجة، أحد شباب الجمالية: «اتكلمنا مع رجال أعمال عشان يبعتوا عربيات ولوادر ترفع الزبالة من الشوارع بس مع الأسف مش عارفين نوديها فين والتكلفة المتوقعة مش هنلاقى حد يتحملها والوضع لو استمر أكتر من كده سيتحول لكارثة فى منطقة سياحية بالدرجة الأولى».
العميد حسن أبوأحمد، المستشار الإعلامى لهيئة نظافة القاهرة، أكد أن المشكلة كلها تكمن فى تعامل «أما العرب» مع العمال الذين لم يصرفوا مستحقاتهم الشهرية فامتنعوا عن العمل: «إحنا ادينا الشركة الشيك الشهرى المتفق عليه لكن هى اكتفت بنصف المرتب للعمال عشان توفى باقى احتياجاتها لحين إصدار الشيك الجديد، وهو ما يجرى العمل على إنهائه حالياً»، مستشار هيئة النظافة أكد فرض غرامات تأخير وعدم عمل على الشركة التى تعاملت بشكل خاطئ مع العمال: «فى النهاية إحنا كهيئة شلنا على قد ما نقدر، لكن مع الأسف إمكاناتنا محدودة مقارنة بالشركة وستتم معاقبتها».