«محمد» طالب الابتدائية خرج للمدرسة وعاد جثة.. «الكولدير أنهى حياته»

كتب: شيماء دراز

«محمد» طالب الابتدائية خرج للمدرسة وعاد جثة.. «الكولدير أنهى حياته»

«محمد» طالب الابتدائية خرج للمدرسة وعاد جثة.. «الكولدير أنهى حياته»

ودع «محمد» ذو العشر سنوات، طالب الصف الرابع الابتدائي بمدرسة بيت داود الابتدائية بمركز جرجا بمحافظة سوهاج، والدته بقبلاته واحتضنها وطلب أن تعد له طعامه المفضل ولكنها لم تعلم أنه اللقاء الأخير مع نجلها، فحثته على الإسراع إلى مدرسته، ليغادر الطفل بعيون تودع والدته حتى غابت عن عينيه.

قضى محمد يومه الدراسي وهو يفكر بالرجوع إلى منزله لرؤية والديه، متمنيا طعامه المفضل، فهو الطفل المهذب الهادئ المحبوب من الجميع، كما وصفه أصدقاؤه ومعلموه الذين حرصوا على التواجد بتشييع جثمانه.

ووفقا لحديث مجدي محمد، نجل عم، لـ«الوطن»، خرج «محمد» من المدرسة مسرعا إلى منزله، ممنيا نفسه بتناول وجبته المفضلة، حتى سال لعابه وشعر بالعطش الشديد قرر أن يتوقف قليلا أمام مبرد مياه «كولدير» بأول شارع منزله أمام مركز شباب بيت داود، ليشرب قبل الدخول للمنزل.

وفاة الطفل صعقا بالكهرباء

اقتربت يد «محمد» من كوب المياه ثم توجه للصنبور والذي ما إن لامسه حتى انتفض جسده صارخا صرخته الأخيرة والتى جمعت أهل القرية، ليسقط معها «محمد» جثة هامدة.

وتخرج الأم مسرعة وقلبها يسبقها وكأنها تعلم أن تلك صرخة نجلها، لتجده ساقطا على الأرض جثة هامدة بالزي المدرسة.

صرخت الأم غير مصدقة، تريد عودة نجلها، مرددة بصدمة «ده راح المدرسة ومستنى يأكل الفطير مات جعان وعطشان».

تشييع جثمان الطفل

نقل الجثمان لمستشفى جرجا العام أملا بإسعافه ولكن أكدت طوارئ المستشفى وفاة الطفل.

ليتسلم والده جثمان نجله البكر وكله ألم، موضحا بمحضر الشرطة أن الطفل اعتاد شرب المياه من المبرد ولم يعلم أن نهايته كانت قريبة كذلك ليشيع جثمان ابنه الذى دفع حياته ثمنا لرشفة ماء وتم تشييع جثمانه بجنازة مهيبة.

تفاصيل الحادث

وكان قد تلقى اللواء محمد عبد المنعم الشرباش، مدير أمن سوهاج، إخطارا يفيد بمصرع طفل صعقا بالكهرباء بمركز جرجا.


مواضيع متعلقة