لبلبة: أخدت الجمهور في حضني على المسرح.. وحولت شقتي مخزنا لملابس أدواري بعد وفاة شقيقي (حوار)

لبلبة: أخدت الجمهور في حضني على المسرح.. وحولت شقتي مخزنا لملابس أدواري بعد وفاة شقيقي (حوار)
- لبلبة
- الأوبرا المصرية
- حسين فهمى
- مهرجان القاهرة السينمائي
- عبلة كامل
- لبلبة
- الأوبرا المصرية
- حسين فهمى
- مهرجان القاهرة السينمائي
- عبلة كامل
فنانة متعدّدة المواهب، تجيد التمثيل والغناء والرقص والاستعراضات منذ كان عمرها 5 أعوام، توقع المحيطون بها عدم استمرارها فى عالم الفن والأضواء، ولكن موهبتها وحبها لفنها انتصرا على مدار سنوات، لتستطيع إثبات نفسها كفنانة لا تشبه أحداً، فهى حالة فنية متفرّدة كونها تتلون فى أدوارها والشخصيات التى تجسّدها، فلا تجد دوراً شبيهاً بالآخر، ومن هذا المنطلق، لم تجد إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى برئاسة الفنان الكبير حسين فهمى أفضل منها لمنحها جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر فى الدورة الـ44، التى انطلقت فعالياتها مساء الأحد الماضى، داخل دار الأوبرا المصرية.
الفنانة الكبيرة لبلبة تتحدث فى أول حوار لها بعد تسلمها التكريم لتكشف عن المشاعر التى انتابتها فى هذه اللحظة المميزة من حياتها، واستعادت ذكرياتها مع والدتها الراحلة منذ مرحلة الطفولة، وروت لأول مرة قصة الشقة التى قرّرت تحويلها إلى مخزن لملابس أدوارها والكثير من التفاصيل والأسرار خلال السطور المقبلة.
اختلطت مشاعرك لحظة تكريمك بين الفرح والحزن والتوتر..
- «مقاطعة»: انتابنى شعور بالخوف لحظة دخولى للمسرح، وأصبت بخضة من التصفيق والاستقبال الحافل، ولكننى لمست حب الناس وتقديرهم لمشوارى، وشعرت بعد 3 ثوانٍ «إنى واخدة الجمهور فى حضنى»، وانطلاقاً من هذه الحالة، لن أنسى هذا اليوم طوال حياتى، فلأول مرة يشاركنى الناس فرحتى بعيد ميلادى، وعادة أنا لا أحتفل بهذه المناسبة منذ سنوات، وتحديداً منذ وفاة والدتى التى كانت تحتفل به مع أقاربى، والحقيقة أننى سعيدة بمشاعر زملائى نحوى، وتركى مكان الحفل وهو «سُخن» بلغة المسرح.
هل سردك كواليس ولادتك فى كلمتك بعد التكريم كان مُعدّاً له من جانبك أم ارتجالاً؟
- هذه الواقعة جالت بخاطرى أثناء وقوفى على المسرح، بدليل ضحك حسين فهمى، الذى علم بها مثل الجمهور بالضبط، وقد علمت بهذه الكواليس من خالى وزوجته، فوالدتى كانت عاشقة للسينما منذ نعومة أظافرها، وانتابتها آلام الولادة أثناء مشاهدتها فيلم داخل صالة العرض، ولولا نقلها إلى المستشفى آنذاك، لتمت ولادتى داخل قاعة السينما.
أستشعر من كلامك افتقادك الشديد لوجود والدتك فى حياتك.. أليس كذلك؟
- نعم، فحينما أبلغنى الفنان حسين فهمى بنبأ تكريمى عبر الهاتف، طِرت من الفرحة، وانتابتنى مشاعر متباينة آنذاك، ولكن والدتى كانت أول من جال بخاطرى، واستعدت ذكرياتى معها منذ الطفولة «إزاى كنا بنروح الشغل، وكانت بتقف وراء المخرج وأنا بامثل»، وكنت أنظر إليها بعد انتهائى من تصوير أى مشهد، لمعرفة رأيها، وأذكر أن المخرج حسن الإمام حدّثنى أثناء تصوير فيلم «حكايتى مع الزمان»، قائلاً: «ليه لما باقول ستوب بتبصى لأمك؟»، فرددت: «علشان أشوفها راضية ولّا لأ»، فقال: «أنا المخرج على فكرة»، والحقيقة أن اهتمامى بمعرفة رأى أمى يعود لصدقها الشديد معى، فكانت تقول لى أحياناً «انتى كنتى حلوة فى الحفلة الفلانية، ولكن ماكنتيش حلوة فى الحفلة التانية» وهكذا.
أمى تزورنى شابة ثلاثينية فى المنام.. ووصيتها «إوعى تقدمى تنازلات فى شغلك حتى لو هتقعدى فى البيت»
هل حلمتِ بوالدتك بعدها، بما أنها كانت تتمنى دوماً تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائى؟
- أمى لا تفارقنى، وأشعر بوجودها دوماً داخل المنزل، وهو المكان الذى طالبتنى بمغادرته والانتقال لمسكن آخر حال وفاتها، فقد قالت لى «لو جرالى حاجة ماتعيشيش هنا علشان ماتفتكرينيش وتتعذبى»، ولكنى لم أستطع تحقيق رغبتها وما زلت أسكن فى نفس البيت، فحينما أختار فستاناً لأرتديه أنظر إلى كرسيها داخل غرفة نومها، وهذا الكرسى «محدش بيقعد عليه لحد دلوقتى»، وبالعودة لأصل سؤالك، فأمى تأتينى فى المنام دوماً وهى فى سن صغيرة، بيكون عندها حوالى «35 أو 40 سنة»، فلم يسبق لى رؤية أمى فى منامى بهيئتها التى توفيت عليها، ولا أعرف السبب إلى الآن.
اضطررت لدوبلاج لقطة صراخى فى «ليلة ساخنة» بسبب عربة «تريللا»
انطلاقاً من أمنية والدتك سالفة الذكر.. هل ترين أن تكريمك من مهرجان القاهرة جاء متأخراً؟
- ما يميز هذا التكريم أنه جاء فى دورة يترأسها الفنان حسين فهمى، وبالمناسبة هو قال لى: «التكريم كان متأخر عليكى يا نونيا»، فقلت له «دى أحلى حاجة إنى باتكرم وانت رئيس المهرجان»، وهذا التكريم مختلف بالنسبة لى على جميع الأصعدة، أولها أنه من مهرجان بلدى العريق، الذى يحمل الصفة الدولية، ولعشقى الشديد له وحرصى على حضور دوراته، «مفيش سنة ماروحتش فيها المهرجان، سواء ليّا فيلم أو ماليش»، وأذكر أن نسخة فيلم «ليلة ساخنة» انتقلت من المعمل لقاعة العرض فى مهرجان القاهرة، وكان يترأسه حينها سعد الدين وهبة، وجلست وقتها فى آخر صف، خوفاً من عدم إعجاب الجمهور والنقاد بدورى، ولكن ردود الفعل حينها كانت عظيمة، مع العلم أن أحداث الفيلم بالكامل تم تصويرها فى الشارع، ويحضرنى هنا موقف لا أنساه.
وما هو؟
- كان هناك مشهد يتطلب صراخى فيه، وأديته ولكن الصوت «باظ» بسبب مرور عربة «تريللا»، فكان لا بد من عمل دوبلاج لهذه اللقطة، وطالبنى المخرج عاطف الطيب حينها بأداء الصرخة بـ3 أشكال مختلفة، ووقتها كانت غرفة المونتاج فى الطابق الأعلى من استوديو الصوت، فالتقيت بالأستاذ عاطف الطيب أثناء نزوله من غرفة المونتاج، فسألته ووجهى فى الأرض «يا رب تكون حضرتك راضى عنى»، فرد: «انتى هتكونى مفاجأة وهتاخدى جوايز كتيرة عن دورك»، وشعرت بسعادة غامرة آنذاك لأن كلامه «فرح قلبى».
وبما أن عاطف الطيب فرح قلبك، حسب وصفك.. هل سبق وكسر أحد المخرجين بخاطرك يوماً ما؟
- على الإطلاق، فأنا أتجه لموقع التصوير وأنا مذاكرة كويس، بحكم أن «ماعنديش حاجة فى حياتى أهم من شغلى»، فطالما أنا مرتبطة بتصوير أتفرّغ له بشكل كامل، فلا أسهر أو أذهب إلى عيد ميلاد وما شابه ذلك.
محمد عبدالوهاب حمانى بنصيحة ذهبية من مغريات الشهرة
وكيف قاومت «لبلبة» مغريات الأضواء والشهرة؟
- ذهبت لمنزل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بدعوة من أولاده، وكان عمرى حينها لم يتجاوز الـ7 أعوام بعد، فسألت بناته: هو بابا بيقعد فين؟ وتمنيت أن أراه وأصافحه من حبى له، وبالفعل خرج من غرفته «وكان حتة قطنة ماشية» من فرط أناقته، فذهبت إليه مسرعة كى أصافحه، ووقتها كنت جريئة ولست خجولة كما أنا الآن، وقلت له «عاوزة أسألك سؤال، إزاى أفضل ناجحة زى حضرتك؟»، فرد قائلاً: «اتعلمى تقولى لأ لأى شىء مايصحش، أو أى مكان تتعزمى فيه، أو أى حاجة تسىء ليكى كفنانة»، ومن وقتها سارت هذه الجملة نهجاً فى حياتى، خاصة مع عشقى الشديد لمهنتى وإخلاصى لها.
بمناسبة الحديث عن طفولتك.. هل والدتك بالفعل لم تكن تتوقع استمرارك فى عالم الفن والأضواء؟
- نعم، «هى كانت فاكرة إنى هاعمل فيلم وخلاص»، فلم يخطر ببال أحد أن «الطفلة اللهلوبة» هتكمل، وأذكر أننى سألت أمى ذات مرة: «انتو ليه غيرتو اسمى؟ ماله اسم نونيا يعنى؟»، فردت: «هو أنا هاعرف منين إنك هتشتغلى عمرك كله فى التمثيل»، والحقيقة أن «النجاح جاب نجاح» مثلما نقول باللهجة الدارجة، ولكن هذا النجاح كان سببه جهد وتضحية، ولكنى لا أحب أن أقول إننى ضحيت من أجل فنى، لأننى أحب الفن، «إزاى واحدة بتحب واحد وتقول له أنا علشانك ضحيت بكذا وكذا؟ هى كده تبقى ضيّعت الحب كله»، وأنا أحب جمهورى وأحترمه وباعمل له ألف حساب، وإن كنا لا نضمن النجاح أثناء التصوير، ولكن «ربنا بيحط إيده دايماً على شغلنا»، فتتفاجأ بنجاح لم يخطر على بالك، وهذا ما حدث مثلاً مع فيلم «عريس مع جهة أمنية».
عادل إمام طالبنى بإنقاص وزنى قبل «عريس من جهة أمنية»
معنى كلامك أن النجاح الكبير لفيلم «عريس من جهة أمنية» لم يكن متوقعاً بالنسبة لكِ؟
- حينما تلقيت عرضاً بالمشاركة فى بطولة الفيلم، لم يكن شريف منير هو المرشح لدور ابنى، حسب الأحداث، كان ممثلاً آخر، وحدّثنى الأستاذ عادل وقتها، قائلاً: «أنا عارف إن شريف منير كبير إنه يبقى ابنك»، فسكت للحظات وبدأت التفكير فى شخصيتى بالفيلم، فقطع تفكيرى، قائلاً: «انتى زعلتى ولّا إيه؟»، فقلت: «أنا بافكر هاعمل الشخصية إزاى»، وأذكر أن أول مشاهدى كان مشهد وضعى لـ«الماسك» على وجهى، وحديثى مع ابنى وقتها، قائلة: «دى مراتك يا ابن الهبلة»، وصورت بعدها مشهداً آخر جمعنى بشريف منير وحلا شيحة، ووقتها وصل الأستاذ عادل إلى البلاتوه حاملاً تورتة، وسأل المخرج على إدريس: «نونيا عاملة إيه؟ ورينى على المونيتور»، وحينها شعرت بالخوف، ولكنه تلاشى حينما أشاد عادل بأدائى للشخصية وقال: «هايل.. يا ريت أقوى كمان من كده».
لماذا كشفتِ أن الفنانة عبلة كامل كانت المُرشّحة الأولى لدورك فى الفيلم رغم عدم علم الصحافة بهذه المعلومة؟
- لم أكن أعلم بهذا الاختيار فى البداية، وعلمت بعدها أن اسمها كان مطروحاً، ولكن لم يتواصل أحد معها آنذاك، وبعيداً عن هذه الجزئية، فقد أعادنى فيلم «عريس من جهة أمنية» للتعاون مع عادل إمام بعد 18 عاماً، حيث سلك كل منا اتجاهاً مختلفاً حينها على سبيل التغيير، والتقيته بالصدفة حينما أقام الصحفى الكبير محمد عبدالمنعم عزومة غداء فى منزله، وبمجرد أن رآنى قال لى: «نونيا انتى تخنتى.. يلّا خسى علشان هنشتغل سوا»، فقلت له: «من بكرة»، وبعدها تواصل معى هاتفياً، فقلت له: «أنا خسيت 3 كيلو»، وقدّمنا معاً فيلم «عريس من جهة أمنية»، وأنا أحب التعاون معه، لأنه «عارف بيجيبنى فى إيه»، وكانت هناك واقعة أخرى حدّثنى فيها الأستاذ عادل عبر الهاتف.
وما هى؟
- تلقيت عرضاً بالمشاركة فى بطولة مسلسل «الشارع اللى ورانا»، وبعد موافقتى تراجعت وقرّرت الاعتذار لسببين، أولهما عدم وجود الأستاذ عادل إمام معى بعد تعاوننا فى مسلسل «مأمون وشركاه»، فضلاً عن خوفى من طبيعة الشخصية والأحداث، إذ أظهر بدور ميتة فى أجواء من الرعب، فوجدت الأستاذ عادل يحدّثنى بعد علمه بنبأ اعتذارى، قائلاً: «ماحبش أسمع عنك إنك ما بعد توافقى على عمل تعتذرى عنه، ليه اعتذرتى؟ مش عاجبك؟»، فقلت له: عاجبنى بس خايفة، وشجّعنى حينها على قبول الشخصية، وكانت المرة الأولى، التى يتدخل فيها الأستاذ من فرط خوفه علىّ.
والدتى خافت علىّ من «فرحان ملازم آدم»: «مالناش دعوة بالسكة دى»
ولكنك سبق واعتذرتِ عن فيلمى «النعامة والطاووس» و«فرحان ملازم آدم» قبل موافقتك عليهما؟
- نعم، وأذكر أن أمى قالت لى: «مالناش دعوة بالسكة دى»، ومع ذلك أعتز كثيراً بشخصية «إحسان» التى قدّمتها فى «فرحان ملازم آدم».
وهل غضبت والدتك منك بعد تقديمك للفيلم؟
- على الإطلاق، ولكنها تضايقت من مشهد النهاية فى فيلم «جنة الشياطين»، وبالعودة للحديث عن فيلم «النعامة والطاووس»، فموضوعه كان جريئاً جداً وقتها، لدرجة أننى قلت لمخرجه محمد أبوسيف «أنا هاقول الكلام ده إزاى؟»، فتدخل الكاتب لينين الرملى وأكد أن سياق الحوار والأحداث مبنى على دراسات علمية وطبية، فاتجهت لطبيبة متخصّصة فى نفس مجال دورى بالفيلم، وأعطيتها السيناريو وأنا أشعر بخجل شديد، ولكنها شجّعتنى حينها.
تعلمتِ قوة الرفض من الموسيقار محمد عبدالوهاب حسبما ذكرتِ.. ولكن ألم تضطرك الظروف للتنازل بقبول أفلام فى سبيل ضغوط مادية وما إلى ذلك؟
- لم يحدث ذلك على مدار مشوارى الفنى، «علشان أنا مايهمنيش لو ماعنديش فلوس»، فقد تربيت أن أرضى وأعيش بالقليل حال تعثرنا مادياً، والعكس صحيح، فإذا كانت الأوضاع المادية مستقرة «نفرفش ونصرف ونلبس»، ولكن دعنى أتحدث من زاوية أخرى، فمن الممكن أن أشارك فى فيلم على سبيل الدعم لصنّاعه، فمثلاً محمد إمام ظهرت معه بدور والدته فى فيلم «البيه رومانسى»، الذى كان أول بطولة سينمائية له، ووالده خيره علىّ، وقدمت أنجح أدوارى معه، فكيف لا أدعم ابنه حينما يطلبنى معه؟ ونفس الحال بالنسبة للمخرج رامى إمام أيضاً، ولكن والدتى أوصتنى قبل وفاتها بعدم تقديم تنازلات حينما أكبر فى العمر، وقالت لى: «انتى بطلة، لو مالقتيش حاجة حلوة تعجبك اقعدى فى البيت واحترمى المشوار اللى انتى تعبتى فيه».
محمد عبدالوهاب كان شخصية موسوسة حسبما صرّح فى أكثر من مقابلة إعلامية.. فما الوساوس التى تعانى منها لبلبة فى حياتها؟
- أعانى من وسوسة الدقة، ولا أعلم إن كان ذلك ميزة أم عيباً، ولكنى دقيقة للغاية بحكم تمتعى بقوة الملاحظة، فلا بد من اقتناعى بما أقدمه كى أكون واقعية فى التجسيد، ولكن إذا لم أقتنع بشىء فلا أوافق عليه.
سمير صبرى كان يرى الأموات قبل وفاته
كانت هناك علاقة صداقة تجمعك بالفنان الراحل سمير صبرى.. فماذا عنها؟
- أفتقد وجود سمير صبرى فى حياتى، وشعرت بصدمة حينما علمت بمرضه، وزُرته فى المستشفى «وكان عنده أمل إنه يعيش»، وكان معانا حينها المخرج خالد يوسف، وفجأة وأثناء جلوسنا معه سرح قليلاً وبدأ يردّد «عماد حمدى لأ لأ لأ هو عماد حمدى»، وبدا وكأنه يرى الأموات حينها، الله يرحمه، كان فناناً محباً لمهنته ومتعدد المواهب.
جمعنى حوار مع الفنانة الراحلة مديحة يسرى قبل أعوام، وقالت نصاً «ربنا هيكرم الفنانين فى الآخرة».. هل تؤيدينها الرأى؟
- نعم، فأنا أشعر أحياناً أننى مصدر سعادة للناس، وحينما يروننى ترتسم الابتسامة على وجوههم، وساعات أذهب إلى دار المسنين ولا أقول لأحد، وأحرص على زيارة ذوى الهمم منذ 25 عاماً، ويسعدون بشدة حينما أزورهم ويظلون يرددون اسمى.
شقة مصر الجديدة
هذه الشقة لها قصة حزينة سأرويها للمرة الأولى، فحينما مرضت والدتى واستغرق علاجها نحو 16 عاماً، بدأت تستشعر قُرب الأجل، فطالبتنى بالانتقال إلى مسكن آخر وترك شقتنا الإيجار التى أقيم فيها حالياً، وأوصت شقيقى الأكبر بالبحث عن شقة تمليك لى بالقرب من منزله بمصر الجديدة، وبالفعل بعد رحلة بحث اشترى شقيقى الشقة وبدأنا فى سداد أقساطها، وكان أخى يشرف على تحضيرات تجهيز الشقة، ولكن يشاء القدر أن يتوفى بسكتة قلبية قبل وفاة أمى بـ4 أعوام، ومن ثم لم أستطع دخول هذه الشقة والعيش فيها، فقررت تحويلها إلى مخزن، لاسيما أنها ليست مُشطبة بشكل كامل، وهناك أحتفظ بملابس أدوارى فى أفلام منها «الشيطانة التى أحبتنى، عريس من جهة أمنية، ليلة ساخنة، الآخر، جنة الشياطين، عائلة ميكى» ومسلسل «الشارع اللى ورانا».