«السماد العضوي هو الحل».. تجارب مزراعين حاربوا تغير المناخ بمواد صديقة للبيئة

«السماد العضوي هو الحل».. تجارب مزراعين حاربوا تغير المناخ بمواد صديقة للبيئة
- التغير المناخي
- البيئة
- السماد العضوي
- التربة
- الزراعة العضوية
- التغير المناخي
- البيئة
- السماد العضوي
- التربة
- الزراعة العضوية
مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة صيفا، والانخفاض الشديد في الحرارة وتضاؤل هطول الأمطار شتاء، كان لزاما على صغار المزارعين والجمعيات المعنية، إنتاج لوازم الزراعة، والتخلص من العادات الضارة بالبيئة والاتجاه نحو الطبيعة، فيما يعرف بـ«ممارسات التكيف مع التغير المناخي».
تغير المناخ في مصر
بحسب الموقع الرسمي لوزارة البيئة المصرية، أظهرت الدراسات أنّ المناخ في مصر تغير بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ما يؤدي إلى انكماش مساحة الأرض الصالحة للزراعة، وتحول توقيتات الدورات الزراعية، وتغيير أنظمة إنتاج المحاصيل، ولمواجهة ذلك، أنشأت الحكومة المصرية المجلس القومي للتغيرات المناخية، الذي يتولى دراسة وإقرار الحلول والمشروعات التي ستساهم في الجهود الوطنية للتكيف مع سيناريوهات تغير المناخ المتوقعة.
بخلاف الجهود الحكومية الرامية إلى مواجهة التغيرات المناخية، اتجهت العديد من الجمعيات المعنية بالزراعة والإنتاج الحيوي إلى اتباع طرق آمنة في الزراعة للتغلب على حدة التغيرات المناخية.
إعادة التدوير من أجل الحفاظ على البيئة
المدن هي أكبر مسببات للتلوث البيئي والتغيرات المناخية، ومن هنا انطلق «خالد عمار» في محاولة التغلب على تلك المسببات كلها، اعتمادا على مبدأ ثابت لديه «ما لا ينفع البشر أو الحيوان مفيد لكائنات حيّة أخرى»، فمن خلال تخمير المخلفات، يتم استخلاص أسمدة عضوية مفيدة للنباتات وغير ضارة بالتربة والطبيعة، فأسّس الجمعية المصرية للإنتاج الحيوي لدعم صغار المزارعين وتزويدهم بالأسمدة العضوية الصديقة للبيئة.
يروي «عمار» في حديثه لـ«الوطن» كيف تؤذي الأسمدة الكيماوية النظام البيولوجي للتربة وتضر النباتات: «بتقتل الكائنات الحية في التربة ما بين بكتيريا وفطريات وديدان نافعة تضررت بسبب الأسمدة والكيماويات اللي اتعودنا نستخدمها» ما أثر على كفاءة المحصول، بحسب وصفه.
الأسمدة العضوية صديقة للبيئة
تتولى الجمعية تصنيع الأعلاف ومخصبات التربة بطرق آمنة غير مضرة بالبيئة، إيمانا بأنّ أي زراعة تستخدم الأسمدة الكيماوية تخلّ بالنظام البيئي وتساهم بشكل كبير في زيادة مشكلة المناخ، وأي زراعات ولو كانت بسيطة تكافح ظاهرة التغيرات المناخية وتحقق الاكتفاء الذاتي بأدوات بسيطة بالاعتماد على زراعات الأسطح وتدوير مخلفات النشاط الزراعي مع محاولة التحكم في انطلاق غاز الميثان أو استغلاله، هي جزء من التطبيقات التي تساهم بإيجابية فى ملف المناخ، بحسب قول رئيس مجلس إدارة الجميعة المصرية للإنتاج الحيوي.
تجربة غيث مع الزراعة الصديقة للبيئة
في منطقة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية، اتبع محمد غيث، أحد مزارعي محصول المانجو، أنماطا جديدة لمواجهة الضرر الذي لحق بمحصوله قبل نحو 5 سنوات، وبحسب وصفه، الارتفاع المحلوظ في الحرارة على مدار السنوات الأخيرة أثر على تزهير الأشجار: «حرارة الشمس بتلسع الزهرة، وده حصل في أنواع كتير في المانجة منها الزبدية» وبالتالي يقل الإنتاج ويقل العائد المادي من المحصول سنويًا.
استخدام السماد العضوي والمكافحة الحيوية، أولى أنماط التكيف مع التغير المناخي، التي اتبعها «غيث» لإعادة إحياء التربة، وبحسب وصفه لـ«الوطن»: «ده فرق معايا جدا الشجرة بتطلع قوية وتطلع فروع أكتر وإنتاجية أعلى ومكافحتها للمرض بتزيد»، إذ إنّ التوقف عن استخدام الأسمدة الكيماوية ومنع رش المبيدات يحافظ على البيئة ويسمح بالتنوع البيولوجي في التربة والمكافحة الحيوية أدت إلى التوازن بين الحشرات في التربة.
زيادة إنتاجية محصول المانجو 30 %
تجربة المزارع الشرقاوي وإخوته، أدت إلى نتائج واضحة، زادت إنتاجية الأرض نحو 30% وزاد العائد المادي في الموسم الأخير لحصاد المانجو، عكس الخسارة التي لاحظها في السنوات الماضية: «الكيماويات كانت بتضعف التربة والشجرة وبتأثر على الثمرة وتضر البيئة»، بحسب تعبيره.
تخلى «غيث» عن عادة ضارة أخرى، وهي حرق ناتج تقليم الأشجار، ما كان يتسبب في تلوث البيئة، والآن وبعد وعيه بقضية التغير المناخي وضرورة الحفاظ على البيئة، يلجأ إلى فرمه وإعادة وضعه في التربة مرة أخرى، «بيعمل تغذية وتسميد كربوني للتربة» بما يحافظ على التنوع البيولوجي بها.
تجربة أسامة مع السماد العضوي
أسامة فاروق، منتج سماد عضوي ومزارع بمحافظة البحيرة، لجأ هو الآخر لاستخدام السماد العضوي بدلا من الكيماويات الضارة بالتربة والنبات، بعد أن عانى من إجهاد التربة وضعف محصوله من الكرنب والقرنبيط والفلفل وعدم قدرته على مواجهة التغيرات المناخية المتمثلة في الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، بحسب قوله.
السماد العضوي أو بلغة المزراعين «سماد كمبوست»، بديل للكيماوي الذي يؤدي إلى إجهاد التربة وبالتالي يؤثر على قوة النبات، وبحسب ما قاله فاروق لـ«الوطن» الزراعة العضوية قائمة في الأساس على الحد من التلوث والكربون، بما يحافظ على التنوع البيولوجي للتربة ويغذي النبات بشكل أكبر.
محصول الكرنب والفلفل يواجه درجات الحرارة
بعد فترة قليلة من اتباع تلك الطريقة الآمنة في تسميد التربة، لاحظ المزارع أسامة فاروق، قوة محصوله بشكل أكبر عن السابق وقدرة المحصول على تحمل الحرارة المنخفضة في الشتاء أو الحرارة المرتفعة في فصل الصيف: «كل ما مناعة النبات تكون كويسة بيتحمل أكتر ويكون في إنتاج أكبر» فضلا عن أهمية السماد العضوي في الحفاظ على البيئة والحد من أسباب التلوث، بحسب تعبيره.