فنانة صعيدية تعيد تدوير المخلفات: «بطلع منها أباجورات ومرايات وبراويز»

كتب: هاجر عمر

فنانة صعيدية تعيد تدوير المخلفات: «بطلع منها أباجورات ومرايات وبراويز»

فنانة صعيدية تعيد تدوير المخلفات: «بطلع منها أباجورات ومرايات وبراويز»

«أكبر تهديد لكوكبنا هو الاعتقاد بأن شخصًا آخر سيحافظ عليه»، هكذا قال روبرت سوان المستكشف القطبي والخبير البيئي، ويبدو أن «لبنى» اكتشفت هذه الجملة مبكرًا وفي سن صغيرة، فمنذ نعومة أظافرها تكون لديها اعتقاد بضرورة عدم التخلص من الأشياء وإعادة تدويرها، وتحويلها لتصبح شيئًا آخر مفيدًا، وتقول لبنى السيد هريدي حسين من مركز البداري بمحافظة أسيوط، إنّها تخرجت في كلية التربية النوعية قسم فنون إلا أن عملها بإعادة التدوير بعيد تمامًا عن مجال دراستها، لافتة إلى أن شغفها بإعادة التدوير بدأ معها في مرحلة مبكرة منذ أن كانت بالمرحلة الابتدائية، تحول أي شئ غير مفيد يقع بين أيديها إلى شيء «عندي هوس بالموضوع ده، ودي الحاجة اللي بحبها، مفيش حاجة عيني هتيجي عليها إلا وأحولها لحاجة جديدة، أي حاجة آلاقي أن ملهاش لازمة بخلي ليها لازمة، من الآخر أي حاجة قدامي مش بسيبها في حالها». 

«لبنى» تحول التراب دهب

استحقت «لبنى» عن جدارة لقب فنانة إعادة التدوير، بحسب المحيطين بها، مضيفة «بدأت بصنع الفوانيس من علب الكانز، وإعادة استخدام العقود والأكسسوارات والورود بالتزيين بعد إجراء التعديلات اللازمة، ثم تطور الأمر لاستخدام أطباق البيض الكرتون في صنع الزهور والأباجورات وزهريات الورود، واستخدام الأكياس البلاستيكية في صنع المرايات أو الأباجورات».  

 

«لبنى»:علمت نفسي بنفسي إعادة التدوير

تعتقد «لبنى» أن إعادة التدوير موهبة من عند الله سبحانه وتعالى أنعم بها عليها كونها لا ترمي شئ مطلقًا بالقمامة، وتستهدف الحفاظ على البيئة، ولديها القدرة على استخدام كل شئ وتحويله  لعمل فني رائع«علمت نفسي بنفسي»، حتى لو كان هذا الأمر علبة تونة، متابعة أنها تتمكن من صنع منظم لفرش المكياج ومقالم للأقلام باستخدام علب التونة ومشابك الغسيل المكسرة بربطهم بطريقة معينة وتلوينها، «أي حاجة عندي مستحيل أرميها».

 

أغطية الميه المعدنية لصنع المرايات والبراويز 

وأكملت «لبنى» حديثها لـ«الوطن»: «استخدم أغطية زجاجات المياه المعدنية وأغطية زجاجات المشروبات الغازية في إعادة التدوير، بعد فتحها ولفها بالخيوط وصناعة منتجات متعددة مثل الأباجورات وبراويز الصور، كما تقوم بجمع الملاعق البلاستيكية لصناعة المرايات».

مقابلة عمل أبرزت موهبتها

وأشارت «لبنى» إلى أن الصدفة لعبت دورًا في تنمية موهبتها وتطويرها، فبعد عملها معلمة لفترة ثم مديرة حضانة توقفت عن العمل لظروف خاصة، ثم عاودت البحث عن عمل بجمعية أهلية تسمى حقوق الإنسان في مركز البداري بمحافظة أسيوط، وأثناء إجرائها المقابلة الشخصية مع المسؤول عن الجمعية، سألها عن ما يمكنها علمه، فوجدتها فرصة للحديث عن هواياتها، ليقوم بتشجيعها بعد رؤية منتجاتها، وإقامة أول معرض سوقت من خلاله لمنتجاتها وإظهار موهبتها أمام الجمهور، فما لبثت بعده أن بدأ المستهلكين بمعرفتها وتزايد الطلب على منتجاتها، لتشارك بعد ذلك في معرض تابع لجمعية حماية البيئة بأسيوط ومعارض تابعة للمحافظة.

 

تحلم «لبنى بالشهرة والترويج لمنتجاتها المعاد تدويرها «عايزة أكون مشهورة وعندي معرض باسمي»، وعن أحلامها عبرت «لبنى» عن أمنياتها بأن تعرض منتجاتها بالعديد من المعارض، ويكون لها معرضًا كبيرًا باسمها، وتتمكن من خلاله تعليم الفتيات والسيدات فن إعادة التدوير للحفاظ على البيئة، «عايزة الناس تعرف فن إعادة التدوير وأكون مشهورة وأسمي مسمع بالمجال ده، وأطور من شغلي أكتر».

 

 

 

 


مواضيع متعلقة