ذوو الإعاقة في مقدمة صفوف «القمة»: لا للتغيرات المناخية

ذوو الإعاقة في مقدمة صفوف «القمة»: لا للتغيرات المناخية
يعانون كغيرهم من التغيرات المناخية، التي قد تمنعهم من التمتع بحياتهم وتعيق حركتهم، ما دفعهم للمشاركة في مؤتمر المناخ COP27، المقام حالياً بمدينة شرم الشيخ، لتوصيل صوت ذوى الإعاقة للعالم، وعرض مشاكلهم والتأثيرات المباشرة للتغيرات المناخية عليهم.
الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، وتعانى من إعاقة حركية، حرصت على الوجود في مدينة شرم الشيخ مع انطلاق فعاليات «القمة»؛ للمطالبة بالاستماع لأصوات ذوى الإعاقة، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في وضع الخطط والحلول لإنقاذ البيئة، وحمايتهم بصفتهم ضمن الفئات الأكثر تضرراً بالتغيرات المناخية: «كتير من ذوى الإعاقة مابيقدروش يحصلوا على الغذاء بسبب الجفاف ونقص المياه المعالجة صحياً».
مشاركة ذوي الإعاقة في المؤتمر
تشعر «إيمان» بسعادة للمشاركة القوية من قبل ذوى الإعاقة في فعاليات المؤتمر، ومن جميع الدول، لافتة إلى أنه من ضمن الأضرار التى قد تلحق بذوى الإعاقة، وتم مناقشتها، كيفية التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها الشديد، الذى قد يؤدى إلى الموت: «بعض ذوى الإعاقة مابيقدروش يتحملوا موجات الحرارة والبرد الشديد، وممكن تحصلهم أزمات في التنفس».
نقص الأجهزة التعويضية، مشكلة أخرى تواجه ذوى الإعاقة: «فيه أجهزة بيحصل لها تلف، ومابيقدروش يحصلوا عليها تانى، وبالتالى بيتضرروا بشدة وبيقعدوا منعزلين عن الناس، وشُفنا ده في أزمة كورونا، وبالتالى بنطالب بحمايتهم من التغيرات المناخية».
تحالف دولي لذوي الإعاقة
فيما يشارك الدكتور مصطفي كمال عطية، استشارى في مجال الإعاقة، ويعانى من إعاقة بصرية، في فعاليات المؤتمر، موضحاً أن هناك العديد من الجهات التى تمثل ذوى الإعاقة في مؤتمر المناخ، منها هيئات التحالف الدولى للإعاقة، المنتدى الأوروبى للإعاقة، ومنظمات من المجتمع المدنى، لافتاً إلى أنهم ما بين إعاقة بصرية وحركية.
وهناك متطوعون من ذوى الإعاقة يشاركون في التنظيم ويساعدون ذويهم خلال فعاليات المؤتمر، بحسب «مصطفى»: «أنا صاحب إعاقة بصرية، لما باجى أدخل مؤتمر باطلب حد منهم يساعدنى ويوصلنى، وفيه كمان كراسى متحركة متوفرة وجولف جار لسهولة الحركة».
رغم وجود تمثيل لذوى الإعاقة بالمؤتمر، فإن «مصطفى» يأمل أن يزيد التمثيل، وأن حقوقهم واحتياجاتهم تكون ممثلة في برامج واستراتيجيات المؤتمر، لمقاومة الكوارث والزلازل والبراكين والأمطار الشديدة: «عايزين نعرف إيه الأدوات المتاحة لينا، وإزاى نقدر نستفيد من استراتيجية التغير المناخى، ودى من القضايا المثارة في المؤتمر، وفيه منتديات بتتعمل على هامش الفعاليات، وبنطالب بأن تكون قضايانا مدرجة في أى استراتيجيات وطنية».
كما يشير «مصطفى» إلى ضرورة تثقيف ذوى الإعاقة، وتقديم محتوى إعلامى يناسب ظروفهم ويخاطبهم: «ماينفعش يكون فيه برنامج بيتكلم عن التغير المناخى ومفيش فيه ترجمة لغة إشارة مثلاً، لأن الموضوع يخصهم»، موضحاً أنه لا بد من تيسير أدواتهم، وتقديم المعلومات اللازمة لهم لتوعيتهم.يوافقه الرأى مايكل حداد، السفير الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى للمناخ للدول العربية، والذى يعانى من إعاقة حركية، وحرص على المشاركة في المؤتمر، مؤكداً ضرورة تمكين ذوى الإعاقة في استراتيجيات التغيرات المناخية: «لو فيه سيول تكون ليهم وسائل للإغاثة لإنقاذهم وحمايتهم».
«مايكل»: العالم كله سيتأثر بالتغير المناخي
أصيب «مايكل» بالشلل في عمر الـ6 سنوات، وأصبح يعانى من إعاقة حركية، لم تعطله عن ممارسة حياته، وبدأ يقدم توعية لذوى الإعاقة بجميع دول العالم، لافتاً إلى أن العالم كله سيتأثر بالتغير المناخى، ولكن هناك مجموعة من البشر ستتأثر أكثر من غيرها، وعلى رأسهم ذوو الإعاقة، بسبب الكوارث الطبيعية التى قد تهدد وضعهم: «فيه معاقين بيتعرضوا للموت لأنهم مابيقدروش يحموا نفسهم ولا يمتلكوا الأدوات المناسبة، عشان كده بنطالب بتوفير كل ما يحميهم».