«القومي للبحوث» يحدد أهم الإجراءات التدخلية لتحسين جودة الهواء

كتب: كريم روماني

«القومي للبحوث» يحدد أهم الإجراءات التدخلية لتحسين جودة الهواء

«القومي للبحوث» يحدد أهم الإجراءات التدخلية لتحسين جودة الهواء

تلوث البيئة وتغير المناخ وجهان لعملة واحدة ومن ثم يجب التصدي لهما معًا مع التركيز على صحة الإنسان، فملوثات الهواء وغازات الاحتباس الحراري التي تنتج من حرق الوقود الأحفوري المستخدم في توليد الكهرباء وتسيير السيارات أو المصانع، تظل تلك الملوثات مثل الكربون الأسود والميثان والهيدروكلوروكربونات عالقة في الهواء لفترات متفاوتة لتزيد من درجة حرارة الجو.

في هذا الصدد، استعرضت الدكتورة نيفين عزالدين، أستاذ صحة البيئة بالمركز القومي للبحوث، أهم الإجراءات التدخلية الرامية إلى تحسين جودة الهواء، على النحو التالي:  

- في مجال الطاقة: تغير الطاقة المستخدمة لتشمل مصادر طاقة متجددة وأكثر نظافة والتخلص التدريجي من دعم الطاقة الذي يشجع البعض على استخدام وقود ملوث للبيئة.

- في مجال الصناعة: استخدام وقود من مصادر الطاقة المتجددة مع الحرص على تركيب أجهزة لتنقية الهواء من الجسيمات قبل انطلاقها في الهواء وتلويثه.

- في مجال النقل: التحول من المركبات التي تعمل بالوقود إلى مركبات كهربية وإنشاء برامج لفحص المركبات وصيانتها.

- في مجال الزراعة: عدم تشجيع استخدام الأسمدة الأزوتية وتحسين إدارة الأسمدة ولا سيما السماد العضوي، لأن السماد الأزوتي ملوث للبيئة.

- تشجيع استخدام الغلايات والمواقد والدفايات التي لا تلوث البيئة.

وللتصدي الفعال لتلوث الهواء، حددت أستاذ صحة البيئة، مجموعة من الطرق ومنها أنه يجب قياس الملوثات ومتابعاتها، فكشفت دراسات للبنك الدولي، أنه لا يوجد سوى جهاز واحد لكل 28 مليون شخص في منطقة أفريقيا لرصد الجسيمات الدقيقة، في مقابل 370 ألف شخص في البلدان مرتفعة الدخل.

الإنهاك الحراري يمكن أن يفقد الإنسان حياته  

وأوضحت «عزالدين»، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ومع التكرار فإن الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع، أيضًا يؤدي التعرق إلى فقدان الأملاح والسوائل، كما أن الإنهاك الحراري وضربات الشمس يمكن أن تفقد الإنسان حياته خاصة بين أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال وكبار السن.

تزداد الوفيات بسبب النوبات القلبية  

وفي حديثها لـ«الوطن»، أكدت أن نسب الوفيات تزداد بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية الناتجة عن إجهاد الجسم، موضحة أن الحد من تلك الانبعاثات يتم بالإجراءات التدخلية، ويمكن أن يحقق فوائد مزدوجة وهي مستوى أفضل من جودة الهواء وتحسين للصحة، بالإضافة للفائدة العالمية المتمثلة في الحد من تغيرات المناخ.

إنشاء شبكات الرصد لتقديم بيانات دقيقة عن الملوثات  

وأشارت إلى أن الجسيمات الدقيقة بقطر 2.5 ميكرون الناتجة من احتراق الوقود كالفحم، تعد أكثر الجسيمات سمية وأكثرهم تأثيرًا وضررًا بالصحة من الجسيمات الأخرى التي تطلقها معظم مصادر تلوث الهواء الأخرى.

ووصفت الدكتورة نيفين عز الدين، هذه الأرقام بالـ«خطيرة»، فلا يمكن إدارة ما لا يمكن قياسه بشكل صحيح وإيجاد الحلول الفعالة، ومن ثم يجب العمل على إنشاء شبكات الرصد، لتقديم بيانات دقيقة عن الملوثات ومصادرها، التي يمكن أن تختلف من بلد إلى بلد، فقد تكون وسائل النقل هي المسبب الأكبر للتلوث، او قد يكون شيئًا أخر مختلف مثل حرق قش الأرز أو انبعاثات الناجمة عن وقود طهي الطعام بالمنازل الريفية، ومن ثم تختلف الإجراءات التدخلية للحد من ظاهرة الانبعاثات وحماية الفئات الأولى بالرعاية، مثل الأطفال وكبار السن.

 

 


مواضيع متعلقة