«منى» تصمم حقائب ومفروشات صديقة للبيئة من إعادة تدوير الملابس القديمة

كتب: هاجر عمر

«منى» تصمم حقائب ومفروشات صديقة للبيئة من إعادة تدوير الملابس القديمة

«منى» تصمم حقائب ومفروشات صديقة للبيئة من إعادة تدوير الملابس القديمة

برنامج تليفزيوني على إحدى القنوات المصرية كان انطلاقة «منى» للتعرف على فن «الباتشورك» لتصنع بقصاقيص الأقمشة القديمة منتجات يدوية صديقة للبيئة أدهشت كل من شاهدها بالمعارض التي شاركت بها، وتروي منى عبد العال سيد كيميائية بدرجة كبير ومدير شؤون البيئة بوزارة الكهرباء، أن هوايتها بدأت منذ 10 سنوات تقريبًا، عندما كانت تقلب بين القنوات فشاهدت أستاذة بكلية الفنون التطبيقية تشرح فن «الباتشورك» من خلال تقديمها لأحد البرامج مستهدفة تعريف الجمهور بهذا الفن.

لتكتشف «منى» أن فن «الباتشورك» ليس بجديد فهو يعود للمصريين القدماء، ووجدت قطعا منه مصنوعة من مجموعة من الوحدات بمقابر المومياوات، مع اكتشافها شغفها بتحويل قصاقيص الأقمشة التي كانت في طريقها لصناديق القمامة إلى حقائب ومفروشات ومفارش للسرير وخداديات ملونة ورائعة.

تعليم ذاتي لفن «الباتشورك»

«علمت نفسي بنفسي» بهذه الكلمات واصلت «منى» حديثها لـ«الوطن»، فتابعت كل حلقات «الباتشورك» التي عرضتها الأستاذة الجامعية، ثم بدأت بالتواصل مع العديد من الأساتذة والمتخصصين خلال استضافتهم بالبرامج أو سفري لهم بالعاصمة لأخذ منهم الاستشارات، حتى تمكنت بمفردي الوصول إلى المستوى الاحترافي.

فن «الباتشورك» هو تحديث لصناعة اللحاف القديمة

وأشارت «منى» إلى اعتقادها أن فن «الباتشورك» هي تطوير لمهنة صناعة الألحفة التي اندثرت كونهم يشتركون في: «غرزة المنجد القديمة» لتثبيت الـ3 طبقات التي تحتاجها المنتجات المصنوعة بهذا الفن، إلا أنهم يختلفون في أن اللحاف القديم كان متعدد الأشكال إلا أنها تتسم بالبساطة بالنسبة للأشكال المصنوعة باستخدام الفن الحديث، الذي يعتمد على النقوش أو تشبيك الوحدات بصور مميزة.

كيفية العمل بفن «الباتشورك» والأدوات المستخدمة

 واستطردت «منى» أن الأدوات المستخدمة بفن «الباتشورك» عبارة عن «ماتا» وهي لوحة تقطع عليها الأقمشة وكاتر ومساطر، حيث يتم ضبط القصاقيص بأحجام وأشكال معينة، ثم شبكها مرة أخرى باستخدام مكنة أو باليد لتكوين وحدة متكاملة بشكل معين ليتم تكرار الوحدات بعد ذلك.

منتجات صديقة للبيئة بالاعتماد على إعادة التدوير

وتابعت «منى» أن إعادة تدوير الأقمشة القديمة والمستهلكة كانت فكرة من إحدى السيدات التي طلبت مني صنع حقيبة من جيبة قديمة لابنتها قماشتها جميلة تريد التخلص منها، حيث ترددت بالبداية ثم صنعتها ولاقت استحسان كل من شاهدها فعاودت الأمر عدة مرات، خاصة وأن إعادة التدوير يجنبنا التخلص منها بالطرق التقليدية وبالتالي الحد من التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وعن المصاعب التي تواجهها «منى» قالت إن ما يواجهها هو ما يواجه أصحاب الحرف اليدوية من عدم معرفة البعض قيمة العمل اليدوي الذي يستهلك الكثير من الجهد والوقت، فعلى مدار 10 أعوام بذلت جهودا كبيرة لتعريف المستهلكين بقيمة المنتجات المصنوعة بهذا الفن، وهو ما أتى ثماره بعد ذلك، لافتة إلى تزايد الإقبال من المستهلكين على المنتجات بصورة كبيرة بالآونة الأخيرة.

إشادة بالمنتجات من وزيرة التضامن

وعن مشاركتها بالمعارض أعربت «منى» عن سعادتها بمشاركتها بمعرض الأسر المنتجة منذ عامين بمحافظة أسيوط بحضور وزيرة التضامن الإجتماعي نيفين القباج التي أثنت كثيرًا على منتجاتها وأبدت سعادتها بوجود فن «الباتشورك» بالصعيد، وطلبت منها الإستمرار بعملها وتدريب المزيد من السيدات عن هذا الفن بالمحافظات المجاورة، متابعة: «كلام الوزيرة مش ممكن أنساه، وخلاني بقمة الحماس وأنا بشتغل»، كما شاركت بمعرض تراثنا وتم تصوير المنتجات بالتقارير التلفزيونية التي غطت الحدث.

بحلم بمعرض خاص بفن «الباتشورك» وخط إنتاج كبير

وأعربت من عن آمالها في تدريب السيدات على فن «الباتشورك» كونه فن يبرز الطاقات والابداعات، إضافة إلى كونه صديق للبيئة، مشيرة إلى حرص الأمهات قديمًا على عدم التخلص من بقايا الأشياء وخاصة الملابس والأقمشة، فكانوا يقومون بقصها وارسالها للمشاغل لصنع المفارش، فالمرأة المصرية منذ القدم لديها قدرات كبيرة على إعادة التدوير «أمهاتنا ماكنوش بيرموا حاجة»، متمنية أن يكون هناك معارض خاصة بفن «الباتشورك» أسوة بدول عربية كالإمارات لتجميع كل العاملين بهذا الفن وتدريب الراغبات وعمل خط إنتاج كبير يليق بهذه الصناعة، لافتة إلى انتشاره بأمريكا وأوروبا كون الأجانب يتعاملون معه كمهنة ويقيمون له ورشا كبيرة مزودة بماكينات متطورة.


مواضيع متعلقة