نتائج أولية: الجمهوريون يقتربون من تحقيق الأغلبية في الكونجرس.. و«بايدن»: ديمقراطيتنا في خطر

كتب: محمد علي حسن

نتائج أولية: الجمهوريون يقتربون من تحقيق الأغلبية في الكونجرس.. و«بايدن»: ديمقراطيتنا في خطر

نتائج أولية: الجمهوريون يقتربون من تحقيق الأغلبية في الكونجرس.. و«بايدن»: ديمقراطيتنا في خطر

أشارت نتائج أولية لانتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى بأن الجمهوريين هم الأوفر حظاً لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من منافسيهم الديمقراطيين، وإن كانت احتمالات تحقيقهم فوزاً كاسحاً ضئيلة، حيث أظهر «الفيل الجمهورى» تفوقه الواضح على «الحمار الديمقراطى» فى هذا الصراع، وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد حذر قبل فتح أبواب الاقتراع بساعات من أن فوز الجمهوريين فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس قد يضعف المؤسسات الديمقراطية ويفسد الكثير من إنجازات رئاسته.

وقال «بايدن» أمام حشد فى جامعة بووى الواقعة خارج واشنطن والمعروفة تاريخياً بأنها من جامعات السود: «نمر اليوم بمنعطف خطير. نعلم تمام العلم أن ديمقراطيتنا فى خطر ونعلم أن هذه هى اللحظة المناسبة للدفاع عنها».

ودائماً ما يخسر الحزب، الذى يحتل البيت الأبيض حالياً، مقاعد فى انتخابات التجديد النصفى، لكن الديمقراطيين كانوا يأملون فى أن يساعد قرار المحكمة العليا فى يونيو الماضى بإلغاء الحق فى الإجهاض على مستوى البلاد فى تغيير ذلك الواقع التاريخى، لكن التضخم السنوى المرتفع بشدة، الذى يبلغ 8.2 فى المائة عند أعلى معدل منذ 40 عاماً أثر على فرصهم طوال الحملة.

وقال جابرييل صوما، عضو المجلس الاستشارى للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، إن الحزب الجمهورى كان يعتقد الفوز بنسب أكثر من التى فاز بها الحزب فى انتخابات التجديد النصفى بالكونجرس، حيث إن التوقعات كانت تشير للفوز بفارق من 25 مقعداً إلى 30 مقعداً بمجلس النواب وفارق أكبر فى مجلس الشيوخ، ولكن الحزب الجمهورى ربح العديد من الشخصيات التى يستطيع الاعتماد عليها مستقبلاً فى الانتخابات المقبلة، والتى أثبتت نجاحها البارز فى الفوز لا سيما فى الولايات، حيث إن حاكم فلوريدا دى سانتوس ارتفعت أسهمه فى هذه الانتخابات كثيراً وتحديداً بعد نجاحه فى حصد أصوات المصوتين من أصول لاتينية وذوى البشرة السمراء، وهذا نتاج عمل وجهد كبير للغاية فى تعامله مع العاصفة الأخيرة التى ضربت ولاية فلوريدا الأمريكية.

«صوما»: الشعب غير راضٍ عن التضخم.. الجمهوريون ركزوا على ارتفاع الجريمة فى الولايات التى يحكمها الديمقراطيون

وأضاف «صوما» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «لا أعتقد أن قيادات الحزب الديمقراطى تحبذ الآن أن يترشح الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر عقدها فى العام 2024»، مشيراً إلى أن جميع استطلاعات الرأى فى وسائل الإعلام المختلفة ومراكز الدراسات أظهرت أن الشعب الأمريكى غير راض تماماً عن التضخم الذى أصاب الاقتصاد الأمريكى، كما أن الجمهوريين ركزوا على ارتفاع الجريمة فى الولايات التى يحكمها الحزب الديمقراطى ومسألة فتح الحدود مع المكسيك».

ويستثمر الجمهوريون أولوية الاقتصاد للناخب الأمريكى فى مهاجمة الحزب الديمقراطى والرئيس بايدن، لإحراجهم وتحميلهم مسئولية تراجع النمو الاقتصادى فى البلاد حالياً، ومن ناحية أخرى، يمكن ملاحظة تركيز الديمقراطيين على القضايا الاجتماعية الخلافية ونظريات المؤامرة الانتخابية لمهاجمة الحزب الجمهورى، غير أن هذا الأمر ساهم فى تراجع الدعم للحزب الديمقراطى فى أواسط أنصاره، فى حين أن معارضة أنصار الحزب الجمهورى للديمقراطيين باتت قوية، وهو ما يصب فى النهاية فى صالح نسب المشاركة فى التصويت، التى قد تصب فى صالح الجمهوريين.

فيما قالت مرح البقاعى، رئيس تحرير موقع «البيت الأبيض بالعربية»، إن نتائج التجديد النصفى لم تشكل مفاجأة للمواطن الأمريكى أو المحللين والمتخصصين، حيث إن جميع استطلاعات الرأى فى الولايات المتحدة التى سبقت الانتخابات خرجت نتائجها بفوز الجمهوريين، وفى العادة فإن من يفوز بانتخابات التجديد النصفى يكون مغايراً لمن يحكم من البيت الأبيض.

وأضافت «البقاعى»: «أداء الرئيس الأمريكى جو بايدن فى السياسات خلال الفترة الماضية كان غير مرضٍ للشعب الأمريكى أو الدول الحليفة التى رأت أن الأداء لم يصل للطموحات المرجوة فى السياسات الخارجية، كما أن السبب الرئيسى لتراجع نتائج الحزب الديمقراطى فى انتخابات التجديد النصفى هو ارتفاع تكلفة المعيشة لدى المواطن الأمريكى، لا سيما أسعار الغذاء التى ارتفعت بشكل غير مسبوق بسبب جائحة كورونا، وأسعار اللحوم أيضاً التى ارتفعت بنسب عالية للغاية عما كانت عليه فى السنوات السابقة، ولكن هناك قاعدة تقول إن كل ما يتعلق بالخطط الاقتصادية وتأمين الدخل للمواطن دائماً أفضل عند الحزب الجمهورى الذى يتفوق على نظيره الديمقراطى».

«البقاعي»: 30% رفضوا ترشح «بايدن» مجددا.. والرئيس الحالي قلق من رغبة سلفه دونالد ترامب فى خوض انتخابات 2024

وتابعت: «نتائج انتخابات التجديد النصفى سيكون لها تأثير كبير على انتخابات الرئاسة المقررة عام 2024، حيث أعلن بايدن تخوفه من ترشح سلفه دونالد ترامب، كما أننا فى (البيت الأبيض بالعربية) قمنا باستطلاع رأى منذ فترة قليلة قبل انتخابات التجديد النصفى، وكانت نتائج هذا الاستطلاع فيما يخص الرضا عن أداء الرئيس الأمريكى الحالى غير مرضية، إذ رفض 30% من المستطلعين فكرة ترشحه للرئاسة مرة أخرى، حيث إن سياساته غير مرضية بالنسبة لهم، كما أن البعض يرى أن عمره المتقدم سيؤثر على الأداء فى الفترة الثانية حال فوزه، لكنه يريد بالفعل أن يترشح لفترة ثانية».

ويتمثل أكثر ما يُقلق الناخب الأمريكى، وفقاً لاستطلاعات الرأى، فى تشكيل كونجرس منقسم على ذاته بين الديمقراطيين والجمهوريين، وهو ما يمكن أن يحدث إذا فاز الجمهوريون فى مجلس النواب، مع احتفاظ الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، إذ كشف استطلاع أكسيوس - إبسوس، الذى تم إجراؤه فى أواخر سبتمبر 2022، أن 53٪ من الناخبين الأمريكيين يشعرون بالقلق من سيطرة حزب واحد على مجلس الشيوخ وآخر على مجلس النواب، مما يحد من قدرة بايدن على مواجهة تدهور الأوضاع الاقتصادية عبر تمرير مشاريع قوانين تحد من مستويات التضخم غير المسبوقة أو تحفز النمو الاقتصادى فى البلاد.

وأصبح المواطن الأمريكى العادى يشعر بخطورة هذه الانتخابات على مستقبل الديمقراطية الأمريكية، فقد كشف استطلاع للرأى أجرته شبكة «إن بى سى» أن 80٪ من الناخبين الأمريكيين يعتقدون أن اشتداد الصراع بين الحزبين سيدمر البلاد، حيث يستنزف السياسيون الأمريكيون كل طاقاتهم فى محاربة بعضهم البعض، من دون تقديم حلول للمشكلات الاقتصادية والمجتمعية التى تواجه البلاد.

وما يثير القلق فى أوساط النخبة الأمريكية أن عدد التهديدات المسجلة ضد أعضاء الكونجرس زاد بأكثر من 10 أضعاف فى السنوات الخمس التى أعقبت انتخاب دونالد ترامب، بحسب أرقام شرطة الكابيتول، وهى إشارة تعكس توجيه الاتهامات إلى ترامب بأنه مسئول عن تغذية الشعبوية والتطرف فى البلاد.


مواضيع متعلقة