هل هناك فرق بين الاحتباس الحراري الطبيعي والمعزز؟.. خبير بيئي يجيب

هل هناك فرق بين الاحتباس الحراري الطبيعي والمعزز؟.. خبير بيئي يجيب
يعتقد الكثيرون أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي ينتج عنها تغير المناخ، حديثة تؤدي إلى توابع وخيمة، منها انتشار الامراض والكوارث الطبيعية، مثل زيادة حموضة مياه البحار والمحيطات، وذوبان الجبال الجليدية وتلف الغطاء النباتي، وغيرها من التهديدات التي تستهدف التوازن البيئي.
ولكن ما لا يعرفه البعض أن ظاهرة الاحتباس الحراري لها نوعان، الطبيعي الذي بدأ مع بداية الكون، وهو شيء طبيعي لازم لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، و بدونه تنتهي جميع الكائنات الحية، لأنها تحافظ على التوازن البيئي، والنوع الآخر الذي يطلق عليه «المعزز» وهو الذي يتسبب في التغيرات المناخية التي تهدد الكرة الارضية، وهو ما أشار إليه الدكتور«محمد الزرقا»، خبير البيئة الدولي في حديثه لـ«الوطن» عن الفرق بين الظاهرتين.
ولفت دكتور «الزرقا»، الانتباه إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري المعزز هي التي يناقشها قادة العالم حاليا خلال مؤتمر «قمة المناخ»، الذي تنظمه مصر في شرم الشيخ.
أوضح «الزرقا»، طريقة تكون ظاهرة الاحتباس الحراري الطبيعي، حيث ترسل الشمس الأشعة الفوق بنفسجية للكرة الارضية، فيمتصها الغلاف الجوي، الذي يحتوي علي بعض الغازات مثل بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون بنسبة قليلة وبعض الغازات الحرارية الأخرى، ويرسلها لسطح الأرض: «وقتها تصل درجة حرارة كوكب الأرض إلى الدرجة اللازمة لحفظ التوازن البيئي، وحياه الكائنات الحية جميعا علي سطح الأرض، وهي تختلف من مكان لآخر بحسب موقعه من خط الاستواء».
الاحتباس الحراري المعزز
وأوضح الدكتور «الزرقا»، أن الاحتباس الحراري المعزز بدأ مع بداية ممارسة الأنسان للأنشطة الصناعية، التي ساهمت الكثير منها في ازدياد معدل الاحتباس الحراري عن الحد الطبيعي، منها حرق الوقود الأحفوري الذي ساهم في زيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري، والتي تصعد لطبقة الغلاف الجوي فتزداد درجة الحرارة عن المعدل الطبيعي مما ينتج عنه التغيرات المناخية.
وشرح الدكتور «الزرقا» أن تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري المعزز هو التغيرات المناخية متمثلة في ذوبان جليد القطبين، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغرق بعض الجزر المنخفضة القريبة منه، ومثل تحذير بعض العلماء من غرق دلتا نهر النيل بعد فترات طويلة: «كذلك يتغير أنماط المطر و مواقعه، كما ينتشر الجفاف بعض المناطق مما يضطر سكانها سواء من الأنسان أو الحيوان مغادرتها لبلاد ومناطق أخرى، ويطلق عليهم مهاجرين البيئة»
وتظهر تأثيرات التغيرات المناخ السلبية بحسب «الزرقا» في تلف النباتات التي تحتاج لدرجات حرارة مختلفة باختلاف أنواعها و مواقعها، وكذلك حدوث حركات أرضية، فتؤدي الي خلل التوازن البيئي بالكامل، فيتأثر الأمن الغذائي والاقتصادي للدول، وانتشار الامراض والاوبئة، مشيرا إلى أن يمثل كارثة تهدد العالم.