عصام حجى: على الدولة الاعتذار للشعب عن «جهاز عبدالعاطى»

عصام حجى: على الدولة الاعتذار للشعب عن «جهاز عبدالعاطى»
قال الدكتور عصام حجى، عالم الفضاء المصرى بوكالة ناسا المستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية، إن «ما سُمى بجهاز علاج فيرس سى، الذى تم الإعلان عنه من قبل الدولة، ليس له أساس علمى نهائياً».
وكشف، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن أنه طلب جميع المستندات الخاصة بالاختراع وقت الإعلان عنه أثناء وجوده بالولايات المتحدة الأمريكية، وأجرى اتصالات مع باحثين مصريين، وأكدوا له عدم صلاحية الجهاز، وأنه بلا أساس علمى.
وأضاف «حجى» أن «القضية تتمثل فى اللواء إبراهيم عبدالعاطى وفريقه واستغلال الثقة الممنوحة من الشعب للقوات المسلحة لمصالح شخصية»، موضحاً أن الإعلان عن جهاز «عبدالعاطى» كان المرة الثالثة التى يُعلن فيها عن موضوعات مرفوضة لأسباب علمية.
ولفت «حجى» إلى أنه أثناء عمله فى الرئاسة رفض مشاركة مؤسسة الرئاسة فى تكريم 3 رواد فضاء وهميين، حيث إنه كان نموذج محاكاة للفضاء لإحدى الشركات، ورفضت مشاركة الرئاسة فيه، لأنه لا يجوز للدولة تبنى مثل هذه الملفات الوهمية.
وتابع أن قضية جهاز علاج فيروس «سى» كانت مختلفة وتخص 13 مليون مواطن مريض بالفيروس، بخلاف صحة المواطنين، مؤكداً أنه قال وقتها إنها «فضيحة لمصر ولا بد من اعتذار الدولة للشعب عن جهاز فيروس سى».
وتابع القول: «ابتعدت عن الإعلام ولم أتحدث طوال الفترة الماضية بسبب تخوين البعض لكل من يتحدث برأى مختلف»، مضيفاً: «تم التوقيع على إطلاق القمر الصناعى المصرى منذ أسبوعين، وسيسهم فى حل مشكلات المياه والزراعة».[FirstQuote]
ومن المقرر أن يزور وفد صينى هيئة الاستشعار عن بُعد الشهر الجارى، لبحث الخطوات الإجرائية لتنفيذ القمر الصناعى، الذى من المقرر تصنيعه بالتعاون بين مصر والصين، ومن بين الأماكن التى سيزورها الوفد معامل اختبارات تابعة للهيئة بالمدينة الفضائية بالقاهرة الجديدة، وهو الموقع الذى ستصنع فيه مصر الجزء الخاص بها، الذى سيصل إلى 70% من القمر، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها مصر فى التصنيع. وطالب «حجى» الدولة وجميع المسئولين بها بضرورة الاستعانة بالشباب لكسر الجمود داخل المؤسسات الرسمية، وحدد نقاطاً رئيسية للنهوض بمستقبل مصر، أهمها معالجة ملفات المرأة والأقليات، من خلال التغيير المجتمعى الشجاع، والثورة التعليمية، ولا بد أن يكون المشروع القومى لمصر تعليمياً، مؤكداً أنه لا يوجد فى مصر مجانية للتعليم، لأن الطالب يذهب للمدرسة ويتمنى أن يعود إلى المنزل بمجرد دخوله ولا يتعلم شيئاً.
وأكد أن أكبر مشكلة فى مصر هى الجهل، والحرب على الجهل أصعب من الحرب على الإرهاب، لأن الإرهاب موجود فى منطقة معينة، لكن الجهل منتشر فى كل مكان، وشدد على أهمية إنشاء المجالس المتخصصة، ومنها المجلس التخصصى للتعليم الذى أنشأه الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وتابع: عندما عملت مستشاراً إعلامياً لرئيس الجمهورية كان هدفى محاربة «الجهل»، ولكننى رفضت أن أكون جزءاً من الجهل.
وأضاف أن التعليم سيقضى على الإرهاب والتطرف، موضحاً أن النقطة المهمة أيضاً للنهوض بمصر هى التصالح مع كل فئات المجتمع، والإفراج عن الطلاب المحبوسين، لافتاً إلى أنه طلب ذلك فى «عيد العلم» من الرئيس، وأكد ضرورة إصدار عفو رئاسى عن الطلاب المحبوسين، والتعامل معهم داخل الجامعات من خلال مجالس تأديبية فالطلاب ليسوا إرهابيين، بل إنهم غاضبون ومحبطون فقط، واقترح «حجى» الحوار مع الشباب، وقال: «لا يمكن بناء دولة حديثة فى ظل إحباط الشباب والتخوين والمزايدات»، وقال إن الضبابية التى تخيم على الموقف الحالى جعلت الجميع يزايد على وطنية غيره، فضلاً عن وجود فراغ أكاديمى داخل الجامعات. وتابع أن هناك 3 دفعات تخرجت فى الجامعات خلال السنوات الثلاث الماضية، دون تعليم، وغير مؤهلين، موضحاً أن إنهاء الصراع داخل الجامعة من مصلحة مصر.
وقال خلال الحوار إن الشباب هم الأساس فى التقدم، ولا يمكن بناء دولة حديثة فى ظل إحباط الشباب وجو التخوين، والمزايدات على وطنيات البعض، ولن تتقدم مصر دون العلم والإبداع، والحديث عن حبنا لمصر أشبه بالشعارات أو الشفقة، لأن الحب يغير الإنسان.[SecondQuote]
وعلى الجانب العلمى، قال إن العلم يدرس التغيرات المناخية، لأن الإنسان ليس أقوى من الطبيعة، ولا بد من معرفة سبب وجودنا قبل انقرضنا، ولا بد أن يكون الإنسان جاهزاً لمواجهة أى كوارث طبيعية، وذلك لن يحدث إلا بالعلم. وتابع أن العالم أجمع تابع هبوط المركبة «روزيتا» على سطح «المذنب»، الذى شارك فيه وفد علمى، منهم مصريون، ونحن فى مصر نهتم بالجن وعالم الغيب، وغير معنيين بالعلم نهائياً، ولم يكن هناك رد فعل رسمى أو غير رسمى.
وأضاف: «إننى تعلمت من تجربتى بالدولة الفرق بين الحقيقة والمنطق والواقع، والحقيقة تقول بتهالك المنظومة فى مصر، هناك خلل وبطء فى التنفيذ لدى الدولة، ولا بد من إصلاح المنظومة الإدارية وأجهزة الدولة وإصلاحنا نحن».