[ مصر تحتضن العالم ]

سحر الجعارة

سحر الجعارة

كاتب صحفي

تحتضن مصر "قمة المناخ cop27 " بينما تنظر الدول النامية المشاركة إلى الوعد السنوي من قبل الدول المتقدمة لتقديم مبلغ 100 مليار دولار سنويا، والذي لم يتم الوفاء به.

ففي عام 2009 في كوبنهاغن، التزمت الدول الغنية بهذا التمويل، لكن التقارير الرسمية ما زالت تظهر أن هذا الهدف لم يتحقق. ويتوقع الخبراء أن يجعل COP27 هذا التعهد حقيقة واقعة أخيراً في عام 2023.. وهو ما يسميه الموقع الرسمى للأمم المتحدة "الفيل الذي لا يغادر غرفة المفاوضات أبداً".

وقد تصدرت الدنمارك عناوين الصحف خلال الأسبوع رفيع المستوى الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما أصبحت أول دولة تعلن نيتها تقديم 13 مليون دولار للدول النامية التي عانت من أضرار بسبب تغير المناخ.

مؤتمرات الأطراف هي أكبر وأهم المؤتمرات السنوية حول المناخ.. في عام 1992، نظمت الأمم المتحدة قمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حيث تم اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وتم إنشاء وكالتها التنسيقية - ما نعرفه الآن باسم أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ.

في هذه المعاهدة، وافقت الدول على "تثبيت استقرار تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي لمنع التدخل الخطير من النشاط البشري في نظام المناخ"، وقد وقع عليها حتى الآن 197 طرفاً مختلفاً.

منذ عام 1994، عندما دخلت المعاهدة حيز التنفيذ، أقدمت الأمم المتحدة بشكل سنوي على جمع كل بلد على وجه الأرض تقريباً لحضور مؤتمرات القمة العالمية للمناخ، المعروفة باسم "COP"، والتي تعني "مؤتمر الأطراف.

"إذن المؤتمر يتمحور حول قضيتين أساسيتين : التخفيف من آثار تغير المناخ إلى الجهود المبذولة لتقليل أو منع انبعاث غازات الدفيئة.

يمكن أن يعني التخفيف استخدام تقنيات جديدة ومصادر طاقة متجددة .. أيضاً التكيف مع العواقب المناخية حتى تتمكن من حماية مواطنيها.

حيث تختلف التداعيات حسب الموقع. فقد يعني ذلك خطر حدوث المزيد من الحرائق، أو الفيضانات، أو الجفاف، أو أيام أكثر حرارة أو برودة.

أما النقطة الثانية، فهى مدفوعات "الخسائر والأضرار" ، وقد طلبت مجموعة الـ 77 والصين (التي تضم تقديرياً جميع الدول النامية) إضافتها إلى جدول الأعمال، الأمر الذي سيتطلب إجماعاً من قبل جميع الدول في اليوم الأول من المحادثات.

ودعت مصر إلى اتخاذ إجراءات كاملة وشاملة وواسعة النطاق وفي الوقت المناسب على أرض الواقع.

وقال الرئيس "عبد الفتاح السيسي" ان (مصر تتطلع لخروج المؤتمر من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفیذ بإجراءات ملموسة على الأرض، تبني على ما سبق، لا سیما مخرجات قمة جلاسكو واتفاق باریس).

وخلال افتتاح قمة المناخ cop27 ، قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي الجديد لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، و الذى أطلق على نفسه لقب "رئيس المساءلة"، أن 29 دولة فقط تقدمت حتى الآن بخطط مناخية وطنية مشددة منذ مؤتمر COP26 في غلاسكو، أي بزيادة خمس دول منذ نشر التقرير التجميعي حول المساهمات المحددة وطنيا في ، وأضاف:

"وها أنا الآن أتطلع إلى 170 دولة من المقرر أن تعيد النظر وتعزز تعهداتها الوطنية هذا العام.وفي عبارات أثارت التصفيق في القاعة العامة، شدد الأمين التنفيذي على وجوب وضع النساء والفتيات في صلب عملية صنع القرار المتعلق بالمناخ والعمل فيه، وقال: "إن تمكينهن يؤدي إلى حوكمة أفضل ونتائج أفضل."

كما يسلط الضوء على أهمية منظمات المجتمع المدني والشباب في عملية COP27.. وهو ما سنتحدث عنه فى مقال قادم.

إذن العالم كله يتطلع إلى مقررات حاسمة تخرج عن المؤتمر ، تخفف من معاناة البشرية التى بدأت بالإحتباس الحرارى وتعوض الدول المتضررة من نشاط الدول الصناعية الكبرى .. وهنا فى مدينة "شرم الشيخ" يرنو العالم إلى مستقبل متصالح مع التقدم التكنولوجى بإستخدام بدائل الطاقة والطاقة المتجددة .. عالم بلا جفاف قاتل ولا فيضانات ولا حرائق ، ولا يزال الأمل معقودا على قمة شرم الشيخ cop27.