«قمة» التخطيط الجيد والقضايا المُلحة.. خبراء: تنسيق فعّال وجدول أعمال منظم وحضور كبير لقادة الدول

كتب:  رؤى ممدوح

«قمة» التخطيط الجيد والقضايا المُلحة.. خبراء: تنسيق فعّال وجدول أعمال منظم وحضور كبير لقادة الدول

«قمة» التخطيط الجيد والقضايا المُلحة.. خبراء: تنسيق فعّال وجدول أعمال منظم وحضور كبير لقادة الدول

جهود ضخمة كانت وما زالت تبذلها مصر فى سبيل حشد جهود العالم لمواجهة التغيرات المناخية، استعداداً لانطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP27». وأكد خبراء نجاح الاستعدادات الأوّلية لاستضافة القمة، من خلال تنسيق فعّال أجرته الرئاسة المصرية للمؤتمر، فضلاً عن جدول أعمال متماسك.

وقال الدكتور سمير طنطاوى، استشارى التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، إنه فى إطار استضافة مصر للمؤتمر فإنها تقوم بجهد كبير لحشد الجهود الدولية فيما يخص العمل المناخى حالياً، لافتاً إلى أنّ المؤتمر امتداد واستكمال لما تم الانتهاء إليه فى الدورة الماضية «جلاسكو 26»، موضحاً أنّ الجهود تتضمن ما تقوم به الرئاسة المصرية من خلال التنسيق مع الأطراف المعنية من مختلف المجموعات التفاوضية على نطاق واسع من المناطق الجغرافية.

وحول تفاصيل تلك الجهود، قال «طنطاوى»: «هناك تنسيق تم على مستوى عالٍ وعميق وفعّال مع مجموعات كبيرة مثل مجموعة 77 والصين والمجموعة الأفريقية والمجموعة العربية ومجموعة الاتحاد الأوروبى ومجموعة المظلة الخاصة بالدول الصناعية، ومجموعة الدول اللاتينية، إذ قامت رئاسة المؤتمر بالتنسيق مع كافة الأطراف من أجل اتباع منهج شمولى ومتوازن وشفاف فى مناقشة كافة القضايا المطروحة على جدول أعمال مؤتمر المناخ»، لافتاً إلى أنّ مصر أعدّت 5 لقاءات لدعم توفير التمويل الخاص بالمناخ، وأنّ الهدف من تلك الاجتماعات هو غلق الفجوة بين المستفيد النهائى والجهة المانحة.

«طنطاوي»: مصر أنشأت منصة «نوفي» ومبادرة المشروعات الخضراء الذكية لمصلحة العمل المناخي

وأشار إلى أنّه من أبرز الجهود التى بذلتها الدولة فى إطار الخطة المخصصة لاستضافة وإقامة مؤتمر المناخ إنشاء منصة «نوفى»، التى تشمل مجموعة من المشروعات التى تستهدف تمويل القمة، إضافة إلى المبادرة المصرية الخاصة بالمشروعات الخضراء الذكية، وأنّ كل هذه الجهود تصب فى مصلحة العمل المناخى ونجاح المؤتمر، موضحاً أنّ المنهج الذى أعلنت مصر اتباعه لدعم التصدى للتغيرات المناخية يُعد أحد أبرز عوامل نجاح القمة، إذ اعتبر أنّ الاستغناء عن الورق فى المؤتمر واعتماد الأجهزة الإلكترونية هو رسالة للعالم بأن المفاوضات تساهم فى الحفاظ على البيئة والحد من استهلاك الموارد الطبيعية المتمثل فى قطع الأشجار والأخشاب، وبالتالى الحفاظ عليها قدر الإمكان.

ولفت «طنطاوى» إلى أنّ تلك المبادرة أطلقتها فى الأصل سكرتارية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ ما يزيد على 5 سنوات، للحد من استهلاك الورق، وبالتالى تكون الوثائق والمنشورات الخاصة بالاجتماع إلكترونية فقط، وتابع: «مصر تسلك الطريق ذاته فى مؤتمر المناخ، وتلك الخطوة سيكون لها مردود إيجابى فيما يتعلق بالتنظيم».

«دوميط»: عدم تنفيذ توصيات القمة سيشكل خطرا جسيماً يهدد العالم.. والترويج الناجح جذب اهتمام جميع القادة

من جهته، قال الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمى، إنّ مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ هو الفاصل بين الماضى الذى لم تنفذ توصياته، والمستقبل الذى سيأتى بتوصيات جديدة لا بد أن تكون واجبة النفاذ، مشيراً إلى أن مصر من أبرز الدول التى تهتم بالتغيرات المناخية والاحتباس الحرارى، والرئيس عبدالفتاح السيسى حمل على عاتقه هذا الأمر وحشد كل طاقته السياسية والعالمية لنجاح المؤتمر، كما أنّه كان حاضراً فى تفاصيل الإعداد له.

ولفت «دوميط» إلى أنّ من أبرز تلك الجهود توجيه دعوات لجميع الجهات المهمة لحضور المؤتمر، إضافة إلى وضع أجندة وجدول أعمال على مدار 12 يوماً، وتابع: «حرصت الدولة المصرية على أن يكون مؤتمر المناخ المقام على أراضيها مؤمّناً من حيث التمويل المطلوب والكافى»، موضحاً أنّ من أهم الأسباب لنجاح المؤتمر التشديد على تنفيذ الخطط السابقة المتعلقة بالتغيرات المناخية، التى لم ترَ النور، لافتاً إلى أنّه لا بد أن تكون هناك توصيات تنفيذية مختلفة عن تلك التى تم الاتفاق عليها فى جميع المؤتمرات السابقة، معللاً ذلك بتدهور وسوء التغيرات المناخية خلال الفترة الحالية مقارنة بالماضى، مضيفاً: «لا بد من استراتيجية تخطيط وتنفيذ صارمة وليس توصيات فقط كما حدث من قبل».

وأشار إلى أن تلك هى المرّة الأولى التى تستضيف فيها المنطقة العربية مؤتمر المناخ، مشدداً على أنّ عدم تنفيذ تلك التوصيات يشكل خطراً جسيماً يهدد العالم بأسره، مشيراً إلى أنّه نتيجة التنظيم والدعاية والترويج الناجح للمؤتمر، استطاعت مصر أن تكون وجهة لعدد كبير من زعماء وقادة العالم، الذين رأوا فى قمة المناخ التى ستقام فى شرم الشيخ أهمية كبيرة، وأعلنوا عن عزمهم الحضور والوجود من أجل العمل على الحد من التغيرات المناخية.

 

 

 


مواضيع متعلقة