شيخ الأزهر: الغرب في حاجة إلى حكمة الشرق وأديانه وروحانياته

شيخ الأزهر: الغرب في حاجة إلى حكمة الشرق وأديانه وروحانياته
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنّ الغرب في حاجة إلى حكمة الشرق وأديانه وما تربى عليه الناس من قيم هذه الأديان، ومن النظرة المتوازنة إلى الإنسان والكون وخالق الكون وهو في حاجة إلى روحانية الشرق وعمق نظرته إلى حقائق الأشياء وإلى التوقف طويلا عند الحكمة الخالدة التي تقول ليس كل ما يلمع ذهبا.
وأضاف الطيب، في كلمته ضمن فعاليات الجلسة الختامية لملتقى البحرين للحوار بحضور ملك البحرين وبابا الفاتيكان، أن الغرب محتاج إلى أسواق الشرق وسواعد أبنائه في مصانعه بأفريقيا وآسيا وغيرهما والمواد الخام المكنوزة في أعماق هاتين القارتين والتي لولاها لما وجدت مصانع الغرب ما تنتجه.
وتابع: «ليس من الإنصاف في شيء أن يكون جزاء المحسن مزيدا من الفقر والجهل والمريض، والشرق في حاجة إلى اقتباس علوم الغرب والاستعانة بها في نهضته التقنية والمادية واستيراد المنتجات الصناعية من أسواق الغرب كما يجب على الشرقيين أن ينظروا إلى الغرب نظرة جديدة فيها شيء من التواضع وكثير من حسن الظن والشعور بالجار القريب والفهم المتسامح لمدنية الغرب وعادات الغربيين بحسبانها نتيجة ظروف وتطورات وتفاعلات خاصة بهم دفعوا ثمنها غاليا عبر قرون».
وثيقة الأخوة الإنسانية أحدثت حراكا ملموسا في الشرق والغرب
وأكد، أن وثيقة الأخوة الإنسانية أحدثت حراكا ملموسا في الشرق والغرب وقدمت أنموذجا متميزا لما ينبغي أن تكون عليه الحضارات من احترام متبادل وتأثير فعلي في علاقات الشعوب المبنية على التعارف والتعاون والأخوة والسلام وسلطت الضوء على أهمية العلاقة بين الشرق والغرب.
وواصل: «أنا واثق بإذن الله من أن مسيرة الأخوة الإنسانية والتي يعد هذا الملتقى التاريخي على أرض البحرين الطيبة أحد أهم روافدها الداعمة سوف تُرى في التعاون وتبادل المنافع وتمكين الإنسان من أداء الأمانة التي ائتمنه الله عليها وهي إعمار الأرض ومسؤوليته عن إصلاحها وعدم الافساد فيها بأي صورة من صور الفساد».
التعارف في القرآن الكريم
وشدد على أن هذه النظرية تستند إلى كلمة التعارف الواردة في القرآن الكريم، كما تستند في إطارها الكلي إلى أصول قرآنية ثلاثة، الأول هو أن الله خلق عباده مختلفين في العرق واللون واللغة والدين وخصائص أخرى غيرها وأنهم سيبقون مختلفين في هذه الخصائص إلى آخر لحظة في هذا الكون، والثاني هو أنه تعالى خلقهم أحرارا فيما يعتقدون وإلا ما تحقق الاختلاف الذي جعله الله سنة في خلقه، والأصل الثالث هو علاقة التعارف الذي رسمه الله إطارا للمعاملات والعلاقات بين الناس، ويمكن صياغة قاعدة تقول إن العلاقة المشروعة بين الناس في القرآن هي فقط علاقة التعارف والسلام.