«أحمد» من عامل إنتاج بمطبعة إلى معيد بجامعة الأزهر: «حققت اللي بحلم بيه»

كتب: أسماء الفولي

«أحمد» من عامل إنتاج بمطبعة إلى معيد بجامعة الأزهر: «حققت اللي بحلم بيه»

«أحمد» من عامل إنتاج بمطبعة إلى معيد بجامعة الأزهر: «حققت اللي بحلم بيه»

لم يستسلم أحمد سعيد، للظروف القاسية التى وجد نفسه فيها رغمًا عنه، أو يشعر بالنقمة بسبب تواضع حال أسرته، بل عمل بجد لخلق واقع أفضل لنفسه، وحقق ما رآه من حوله مستحيلًا، فلم يعد مجرد «عامل إنتاج» داخل مطبعة لا أحد يعلم عنه شيئا، بل ذاكر حتى أصبح معيدًا بكلية العلوم جامعة الأزهر يقبل عليه الجميع لطلب العلم والمشورة.

ولد «أحمد» في محافظة الإسكندرية لأب لم يسعفه الحظ لكي يحظى ولو بقدر ضئيل من التعليم، وكانت مهنة «السواقة» هي السبيل الوحيد لمنح أبنائه الثلاثة ما افتقده وهو تعليم جيد يساعدهم في بناء مستقبلهم، ووالدته حاصلة على دبلوم تجارة، لكنها قررت تخصيص حياتها كلها من السهر والتعب على متابعة تعليم ومذاكرة أبناءها.

دراسة وعمل في الإجازة الصيفية

«لم يأت في خاطري ولو مرة أنني سأكون عضوًا في هيئة تدريس»، كلمات «أحمد» لـ«الوطن»، مشيرًا إلى أن مجموعه في الثانوية العامة ساعده على الالتحاق بكلية العلوم جامعة الأزهر بأسيوط، وكان يضطر للعمل في الإجازات الصيفية لتوفير مستلزمات الدراسة؛ حتى لا يثقل كاهل والده.

يحكي «أحمد» عن الظروف الصعبة التي واجهها لكي يحقق حلمه كمعيد، ومنها اضطراره للبحث عن عمل بمجرد إنهاء مرحلة الثانوية الأزهرية، ومن المهن التى شغلها كعامل إنتاج في شركة للطباعة والتغليف، بهدف توفير مستلزمات الدراسة والمعيشة: «مدير الإنتاج أعجب بعملي، ووعدني بالعمل بشهادتي بعد انتهاء الدراسة معه في الشركة، ما أعطاني الحافز الأكبر وأنهيت الدراسة بتقدير عام جيد جداً عام 2008».

من عامل لمعيد بالجامعة

بعد التخرج، عُين «أحمد» مهندسًا للإنتاج بالقسم نفسه الذي كان يعمل فيه لمدة 6 أشهر، وبعدها تابع التطور في عمله فالتحق بإدارة الجودة لمدة 3 سنوات ونصف السنة: «في هذه الفترة بفضل الله حصلت الشركة على شهادات تقدير كثيرة مثل ISO 9001 وOHSAS 18001 وISO 14001، ثم أصبحت نائب مدير الجودة ومسؤول ضبط الوثائق ومسئول السلامة والصحة المهنية بالشركة».

جاء تعيين «أحمد» كمعيد مصادفة، إذ فوجئ بإدراج اسمه ضمن أوائل الخريجين، ثم رُشح للتعيين معيدًا بكليتي كلية العلوم جامعة الأزهر بأسيوط: «عدت لأسيوط واستلمت العمل، وساعد زواجي عام 2015 في تحقيق طموحي، فزوجتي إنسانة تحملت الكثير معي وهي تعمل في مجال التخاطب وتنمية المهارات بجانب تربية طفلي أنس وشهاب».

نجاحات متتالية

أنهي «أحمد» رسالة الماجستير سريعا في عام 2017 في تخصص «علم الأجنة»، ما جعله خبيرا في مجال الحقن المجهري: «لم أقف عند رسالة الماجستير فقط بل حاولت التطور في مجالي فأصبحت عضوًا في الجمعية المصرية لعلم الأجنة والإخصاب المساعد، ثم عضوًا فى المؤسسة المصرية لطب التكاثر وعلوم الأجنة، ثم عضوًا في المنظمة الليبية لعلم الأجنة والإخصاب المساعد».

ويستعد «أحمد» لمناقشة درجة الدكتوراه بالكلية: «في هذه الفترة حصلت على أكثر من 56 دورة وورشة عمل، وحضرت أكثر من 26 مؤتمر وندوة قمت بتنظيم عدد 16 منها».

نصيحته للشباب

ونصح «أحمد»، الشباب الراغب في متابعة طموحه عدة نصائح: «الأولى والأهم هي عدم اليأس والاستسلام لظروف الحياة مهما كانت، بل يجب على الإنسان أن يحب ما يعمل كي يعمل ما يحب، وأن يحرص على أن يكون عمله كله لله  وليس لشخص».


مواضيع متعلقة