وزير الخارجية الأسبق: «الأزمة الروسية الأوكرانية ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ» تتصدر ملفات القمة العربية

كتب: محمد حسن عامر

وزير الخارجية الأسبق: «الأزمة الروسية الأوكرانية ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ» تتصدر ملفات القمة العربية

وزير الخارجية الأسبق: «الأزمة الروسية الأوكرانية ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ» تتصدر ملفات القمة العربية

أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، أن القضية الفلسطينية والأزمة الروسية الأوكرانية ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ والأمن المائى ملفات مهمة ستتصدر القمة العربية فى الجزائر، موضحاً أن الأزمة العالمية الراهنة غريبة ولا منتصر فيها ولا مهزوم، داعياً إلى رؤية عربية تجاه التعامل مع هذه المواقف، وأن يكون هناك قدر من التكاتف تجاهها.

ودعا «العرابى»، فى حوار لـ«الوطن»، إلى إنشاء صندوق عربى مهمته التعامل بقدر من العدالة مع الدول المتضررة بشكل كبير، وفق قواعد ونظام ما يرتبط بعدد سكان الدولة وحجم الضرر، مشيراً إلى أن مصر لعبت دوراً كبيراً لتقليل حدة الخلافات العربية خلال الفترة الأخيرة، متوقعاً أن تطرح ملفات ليبيا، والوضع فى البحر المتوسط وأمن البحر الأحمر والأمن المائى، فى القمة العربية.. وإلى نص الحوار:

مصر تتحرك وفق 3 قواعد أساسية هي السلام والاستقرار والتنمية

ما أهم الملفات التى ستكون حاضرة على طاولة القمة العربية فى الجزائر؟

- بطبيعة الحال ستكون هناك ملفات تقليدية ستُعرض على القمة، وبالطبع على رأسها القضية الفلسطينية، لكن هناك مستجدات جديدة، مثل موضوعات الأزمة الروسية الأوكرانية ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ، وهذه الموضوعات أو الملفات تؤثر تأثيراً كبيراً جداً على الأمن القومى العربى، وأيضاً أعتقد أن ملف الأمن المائى سيكون حاضراً بقوة، باعتبار أنه ليست مصر فقط المعرّضة لتهديدات لأمنها المائى، بل كذلك سوريا والعراق، وأعتقد هذه الموضوعات هى التى سيتم نقاشها، وهى لا رفاهية فيها، وإنما هى لمواجهة التحديات غير المسبوقة التى تحيط بالأمة العربية.

كيف ستكون الأزمة الروسية الأوكرانية حاضرة؟

- هى أزمة مهمة وتجرى بالقرب من الدول العربية، وأزمة تُستغل فيها الطاقة والغذاء، فقد رأينا أزمات كثيرة، لكن لأول مرة نرى أزمة بهذا الشكل تستعمل فيها الطاقة والغذاء كأحد الأسلحة، وأن يكون ذلك أحد الآثار وتداعيات الأزمة على العالم، وهذا حدث غير مسبوق وله تداعيات على الجميع، ونحن أمام حدث وظاهرة ستستمر فترة طويلة، ولا توجد بارقة أمل فى أن يكون هناك أى نوع من الحل السياسى حالياً، وهى أزمة غريبة لا منتصر فيها ولا مهزوم، فقد دخلنا نظاماً دولياً جديداً، الأمر الذى يتطلب رؤية عربية تجاه التعامل مع هذه المواقف، وأن يكون هناك قدر من التكاتف للتعامل معها.

كيف يمكن أن يكون الموقف العربى المطلوب للتعامل مع الأزمة؟

- لا يمكن الحديث عن وساطة عربية فى الأزمة أو جهد لنزع فتيل الأزمة والعمليات العسكرية، وأشير هنا إلى أنه ليست كل الدول العربية تأثرت بالأزمة بنفس المستوى، هناك دول لم تتأثر اقتصادياً، وبعضها حققت فوائد، وهناك دول تأثرت بقوة مثل تونس والصومال وجيبوتى ولبنان، وأعتقد -ولا أعرف ما إذا كان ما أقوله اقتراحاً مقبولاً أم لا- أنه يجب أن يكون هناك صندوق عربى مهمته التعامل بقدر من العدالة مع الدول المتضرّرة بشكل كبير، وفق قواعد ونظام ما يرتبط بعدد سكان الدولة وحجم الضرر، وبصفة عامة أعتقد أنه لا بد من إظهار قدر من التكاتف والوقوف صفاً واحداً من الناحية السياسية والمواقف والتصويت فى الأمم المتحدة فى الفترة القادمة.

السفير محمد العرابي: نحتاج صندوقا عربيا لدعم الدول المتضرّرة من الأزمات العالمية 

ما القضايا التى ستطرحها مصر خلال هذه القمة وفق تصورك؟

- بالطبع مقتضيات الأمن القومى المصرى، وهى معروفة بالنسبة لليبيا، والوضع فى البحر المتوسط وأمن البحر الأحمر، وملف الأمن المائى أعتقد أنه سيكون محور تركيز خلال القمة، كما أتوقع أن هذا الملف ستركز عليه مصر أيضاً فى قمة المناخ المقبلة بمدينة شرم الشيخ، وأيضاً القضية الفلسطينية، وهى ملف دائماً تضعه مصر أمامها وتتعامل معه بكفاءة، ومناقشة ما تحاول القوى الظلامية القيام به، وهى موجودة ويجب أن يكون هناك تعامل معها، كما سيتم إثارة بعض المبادئ التى نعمل على ترسيخها فى سياستنا الخارجية، وهى عدم التدخل فى شئون الآخرين، والبُعد عن الطائفية التى تُهدّد استقرار دول كثيرة فى المنطقة، وهى الأمور التى ستشكل ملامح كلمة مصر خلال القمة، خصوصاً أن لدينا تجربة جيدة فى دعم الاستقرار وتحقيقه بالمنطقة.

ما الذى قامت به مصر خلال الفترة الماضية لتهيئة الأجواء العربية قُبيل قمة الجزائر؟

- مصر عملت على تقليل حدة الخلافات العربية، وهذ أمر مهم جداً، لأن هذا هو أساس التضامن العربى، وأساس الفكر القادم فى المستقبل القريب الذى نحتاج إليه فى العلاقات العربية العربية، حيث أسست مجموعات واسعة للتشاور العربى، سواء قبل قمة الجزائر، أو قبل قمة جدة بالسعودية، وأعتقد أن هذه اللجان أدت إلى تقريب وجهات النظر كثيراً، كما عملت على دعم تماسك الأنظمة العربية، خصوصاً أن هناك بعض النظم العربية هشّة داخلياً، وهو ما يكون له تأثير على الدول الأخرى.

ما حجم النجاح الذى حققته الثلاث قواعد التى ذكرتها؟

- إلى حد كبير ناجحة فى ظل عالم مضطرب وإقليم مشتعل، وهذه كانت الرؤية الصحيحة.

أسس السياسة الخارجية المصرية

نحن نتحرك وفق 3 قواعد أساسية، هى السلام والاستقرار والتنمية، أى أن مصر حالياً تستعمل التنمية كأحد أساليب السياسة الخارجية، ونعيش فى محيط استراتيجى كأى دولة، ولذلك سنرى التعامل مع ليبيا فى إطار التنمية، فنقوم مثلاً بالربط الكهربائى معها ومع اليونان، ومثلاً جنوباً نقوم بمشروعات الربط الكهربائى مع السودان، وهو ما يحدث مع غزة أيضاً، وفق أهدف السلام والتنمية والاستقرار.

 

 


مواضيع متعلقة