«عاطف» فرد أمن فقد كف يده في حادث: «حاسس إني ميت ونفسي ألاقي شغل»

كتب: تقى حسين

«عاطف» فرد أمن فقد كف يده في حادث: «حاسس إني ميت ونفسي ألاقي شغل»

«عاطف» فرد أمن فقد كف يده في حادث: «حاسس إني ميت ونفسي ألاقي شغل»

كان عاطف سمير يشعر بالرضا بعد انتهاء ساعات العمل كـ«فرد أمن» في شركة خاصة، إذ أدى عمله على أكمل وجه، ومشى في الشارع فصدمته سيارة سريعة في الشارع، غيرت مجرى حياته للأبد، إذ خرج من الحادث فاقدًا كف يده، وبعد إنفاقه كل أمواله على العلاج صار يبحث عن أى عمل، ولكن بلا جدوى، فأصحاب الأعمال ينظرون له على أنه بلا نفع بعدما فقد يده.

تفاصيل الحادث الأليم

«الحادث وقع منذ 10 سنوات، ولكن مازلت أعاني منه إلى اليوم، رغم أنه لم يكن لي يد فيه، وحاليًا أنا أعيش شبه ميت» كلمات يقولها عاطف سمير البالغ من العمر 39 عامًا، بحزن بالغ على الحادث الذي وقع منذ 10 سنوات، وجعله يفقد يده اليمني إلى الأبد، ويفقد معها أي سبيل لحياة كريمة.

يحكي «عاطف» عن افتقاده لمشاعر الأمان والسلام التي كانت تملأ حياته قبل الحادث، فهو لم يولد ثريًا أو كما يقال وفي «فمه معلقة ذهب»، بل ولد لأسرة كبيرة العدد، ووالده يعمل ليوفر نفقات الطعام والشراب، ما دفعه إلى العمل منذ أن كان في السابعة من عمره.

وعندما وصل للمرحلة الإعدادية في التعليم لم يستطع الموازنة بين التعلم والعمل، فترك التعليم، واكتفى بالشهادة الإعدادية، موضحًا: «خرجت من الحادث وقد تدمرت تماما، في البداية وكلت محامي كي يحصل لى على تعويض مناسب أستطيع الإنفاق منه على علاجي، ولكن للأسف المحامي لم يكن أمينًا، فقد حصل على تعويض 50 ألف جنيه، لكنه لم يمنحني منها سوى 30 ألف جنيه واستولى على الـ20 ألف جنيه الأخرى ولم استطع فعل شئ».

عندما وجد «عاطف» أن مبلغ التعويض لن يكفي العلاج، قرر الاعتماد على «تحويشة» عمره، فباع شقته والتى بلغ ثمنها 100 ألف جنيه، موضحًا: «أنفقت هذا المبلغ خلال 4 سنوات على نفسي وتكاليف العلاج والأدوية لأنني لم أحصل على أي راتب يساعدني، وعندما انتهى المبلغ تمامًا صرت أعيش على الكفاف».

البحث عن عمل

الألم الذي يشعر به «عاطف» هو أنه يبحث عن عمل منذ 8 سنوات بدون أي أمل، كما عاد للحياة مع عائلته في شقة صغيرة في شبرا، بلا أي مورد مالي، فصار شبه «ميت» كما يصف نفسه: «أنا عائلتي على قد حالها، وبالتالي أنا كرجل المفترض أن أساعدهم لا أن أكون عبئًا زائدًا على حالتهم المتعسرة أساسًا، خصوصًا أن أخوتي كلهم بنات».

على الرغم من المعاش الذي حصل عليه «عاطف» من عمله والذي وصل إلى لـ1200 جنيه، إلا إنه لم يكن كافيًا لمصروفات العلاج والطعام: «أنا أشعر بالقهر، فكلما توجهت لصاحب عمل أطلب العمل عنده ولو بمبلغ مالي بسيط يرفضون بسبب يدي، حتى لو استعطفتهم بفكرة أن الدولة تخصص 5% لذوي الهمم». 

امتلاك كشك هو الحلم 

صارت أحلام «عاطف» في الحياة هي امتلاك «كشك» يكسب منه قوت يومه، ويعفيه عن سؤال الطعام في نهاية الشهر بعد أن ينفق راتبه كله: «نفسي وحلمي في الحياة أن أكون إنسان حقيقي وليس مجرد إنسان على هامش الحياة».


مواضيع متعلقة