القديس والولي.. طقوس فرعونية في احتفالات مولد «مار جرجس» و«أبو الحجاج»

11:48 ص | الاثنين 24 أكتوبر 2022

يستعد أقباط الأقصر للاحتفال بعيد تكريس أول كنيسة باسم الشهيد مار جرجس الروماني بمدينة «اللد» الفلسطينية، في دير القديس بقرية الرزيقات بمدينة أرمنت جنوب غرب الأقصر، لمدة 7 أيام بدءًا من يوم 10 حتى 17 نوفمبر المقبل، ويتضمن الاحتفال ممارسة العديد من الشعائر الدينية والطقوس العادات القديمة المرتبطة بمولده.

يقول عبدالجواد الحجاجي، رئيس الآثار الإسلامية والقبطية الأسبق بالأقصر، أن احتفالات بميلاد مار جرجس لا تختلف كثيرًا عن الاحتفالات بالموالد الإسلامية والقبطية وتتشابه معها كثيراً، موضحاً أن معظمها يرجع إلى طقوس فرعونية ما زالت باقية، وأهمها: الزفة أو «الدورة» التي تكون في الموالد الإسلامية مثل مولد أبو الحجاج الأقصري، وهي عبارة عن موكب كبير من الناس يحملون العصي والرايات التي تمثل الولي، ويدورن في ساحة أبو الحجاج سبع مرات من اليسار إلى اليمين، وهو ما يحدث تماماً في دورة مولد مارجرجس.

الدورة حول مقام الولي والقديس طقس فرعوني قديم

وأضاف رئيس الآثار الإسلامية والقبطية الأسبق بالأقصر، أن الدورة هي طقس فرعوني قديم كان يتم خلال احتفالية «الأوبت»، خلال انتقال الموكب المقدس لآمون وموت وخونسو ثالوث طيبة المقدس من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، عبر طريق الكباش حاملين الرايات والسيوف.

ولفت إلى أن هناك العديد من الطقوس التي تتشابه بين المولدين، مثل نحر الذبائح وتوزيعها على الفقراء، والنذور، والتبرك بالمذبح أو المقام والضريح للولي والتوسل به وطلب الشفاعة والغفران، مؤكدًا أن تشابه الطقوس والمظاهر يؤكد قدمها وارتباطها بشكل وثيق بالتراث الفرعوني.

تشابه حكايات المسلمين والأقباط عن الولي والقديس

وتابع «الحجاجي» أنه كما تتشابه حكايات المسلمين والأقباط عن بركات الولي والقديس، فنجد البسطاء يتداولون حكايات أسطورية تمجد الولي والقديس وتحكي عن كراماته، والغريب أن القصص متشابه جدًا، مثل قصة ظهور القديس مار جرجس على فرسه في المولد، إذ يظهر في السماء بحسب ما يروي الناس، وهناك قصصًا مشابهة لأبو الحجاج الأقصري وكراماته.

وفي سياق متصل أنهى دير الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، استعدادته لاستقبال الزائرين للاحتفال بالمولد حيث بدأ التخييم في الدير، وانتشرت الخدمات الأمنية في مداخل ومخارج الدير.