«أين كنا؟».. استدعاء أزمات الماضي لرسم خارطة مستقبل الاقتصاد المصري

كتب: كريم عثمان

«أين كنا؟».. استدعاء أزمات الماضي لرسم خارطة مستقبل الاقتصاد المصري

«أين كنا؟».. استدعاء أزمات الماضي لرسم خارطة مستقبل الاقتصاد المصري

4 مؤتمرات اقتصادية عقدتها مصر على مدار 40 سنة ماضية، لتستطيع التحرك نحو خارطة طريق للمستقبل، وفقًا لحديث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،الذي قال إنّه لابد من معرفة واقع الاقتصاد المصري؛ وأين كنا في الماضي، وإلى أين وصلنا الآن، لنبني حلولًا للمستقبل تكون مبنية على قاعدة معلومات، مستعرضًا صورًا أرشيفية من «نوستالجيا الاقتصاد المصري» قديمًا.

رئيس مجلس الوزراء أكّد أنَّ المؤتمرات الاقتصادية جاءت جميعها في خضام ظروف مصرية صعبة، وسط صور لزحام المواطنين أمام الجمعيات الاستهلاكية وزحام السكك الحديدية، ومشكلات الصرف الصحي والتعليم، واستلم النظام الحالي إرث من الأزمات.

«الملاح»: مصر لازالت متماسكة رغم اهتزاز اقتصادات دول العالم

وتعليقًا على هذا الشأن، قالت هدى الملاح مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى والخبيرة الاقتصادية، إنَّ ما عرضه رئيس الوزراء، يوضح أنَّه برغم الأزمات التي مرت بها البلاد على جميع الأصعدة قديمًا، إلا أن الأزمة الاقتصادية الراهنة أقوى من جميع الأزمات التي مرت، ورغم معاناة اقتصادات العالم من الاهتزاز أو ارتفاع التضخم وعدم حصولها على سلع، لكن مصر لازالت متماسكة.

وأضافت «هدى الملاح» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنَّ تفاقم هذه الأزمة الاقتصادية، بسبب رفع البنك الفيدرالي سعر الفائدة لجذب استثمارات أجنبية، وسحب الأموال المباشرة أو «الساخنة» مثل سندات الخزانة، ووظيفتها مساندة احتياطي أي دولة  لكن مصر تماسكت وحافظت على مكانتها، والفضل يعود للإصلاح الاقتصادي الذي تمّ عام 2016.

وأشارت الخبيرة الاقتصادية، إلى أنَّه في العهود السابقة لم يحاول أحد الاهتمام بالبنية التحتية، من طرق وكباري وهما شرايين اقتصادات العالم كله، ولكن الحديث هنا عن طريقة التعامل بالاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرقمنة، ولكن حاليًا الرئيس عبدالفتاح السيسي هو من يسعى للحاق بكل ذلك.

كما أوضحت أنَّ مصر كان لديها أزمات في الصرف وأزمات تعليم وموارد غير متوفرة، وجدتها الحكومة الحالية إرثًا وعبئا ثقيلًا، لكن الدولة عملت جاهدة على حلها، من خلال البناء في جانبين الشق الاستثماري مثل العاصمة الإدارية، والشق الداخلي مثل تطوير العشوائيات والبنية التحتية، وبرغم هذه الأزمات لا يوجد اقتصاد متماسك مثل مصر.

كما أردفت أنَّ البنية التحتية المهيئة والمواكبة للعصر ضرورية لعمل مشروعات استثمارية لها عائد اقتصادي، والمؤتمر الاقتصادي جامع ما يقرب من 500 خبير اقتصادي وجهات خارجية، يجب أن يقدموا اقتراحاتهم وحلولهم لحل أزمات الماضي وحمل هذا العبء الثقيل من على كاهل الدولة.

كما شددت على ضرورة عرض مشاكل الشارع بكل شفافية، عن طريق رؤساء الغرف التجارية بكل المجالات، لأنَّهم أكثر من يلمس المشكلات لكل القطاعات مثل الصناعة والتجارة، وذلك للخروج بحلول وأساليب لحل مشاكل الاقتصاد في هيئة خريطة طريق، «الآن أصبح هناك مصارحة في تصريحات المسؤولين، عكس الأزمنة السابقة التي أشار إليها الدكتور مصطفى مدبولي».

وأكدت مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى والخبيرة الاقتصادية، أنَّه على عكس الجميع كانت سعيدة بالأزمة الاقتصادية لأن «الأزمات تصنع الثروات»، والخارج يصنع ونحن نستورد وحانت لحظة الإنتاج لإزالة المعوقات أمام الإنتاج، وتذليل العقبات أمام الإنتاج المحلي ودعن التصدير وتطوير قطاعات الدولة.

وتابعت أنَّ مصر أنتجت مصنع للبولي إثيلين للبلاتسيك، ينتج مواد يستلزم شرائها من الخارج بثمن يزيد على 80% من قيمته، لذا يجب تعميم هذه التجربة في كل الصناعات، وبدل العجز يصبح زيادة والدخل القومي، فالبلاد تنهض بالاقتصاد، وتركة الاقتصادات الفاسدة السابقة التي ورثناها في العهود القديمة مهملة.

خبير اجتماع سياسي: تشابه البيئة وطريقة التفكير خلق موروث ثقافي خاطئ

ومن جهته، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إنَّ «المؤتمرات الاقتصادية في العهود السابقة لم تطبق التوصيات التي خرجت بها، ويجب على الدولة المحاسبة وسؤال إلى أين انتهت الأمور؟».

وأضاف «صادق» لـ«الوطن»، أنَّ الموروث الثقافي الاجتماعي وعادات المواطنين تتوارث من زمن لآخر، ومن جيل إلى جيل، وزحام السكك الحديدية أو طوابير المجمعات الاستهلاكية يمكن أن نراه اليوم رغم مرور ما يقرب من 40 عامًا ولكن تشابه البيئة وطريقة التفكير الواحدة.

كما أشار أستاذ علم الاجتماع السياسي، إلى أنَّه يجب وضع حلول جذرية للأزمات، واستغلال ثورة الإنترنت، لأن العادات المجتمعية هي ما تشد المواطنين لأعلى، والدولة هي القاطرة التي تسحب السكان تجاه مستقبل أفضل، لذا عليها أن تتحدى نفسها وتراجع تطبيق أفكارها.


مواضيع متعلقة