«طه» مصاب بالاستسقاء الدماغي وحصد ميداليات في ألعاب القوى: نفسي حد يدعمني

كتب: تقى حسين

«طه» مصاب بالاستسقاء الدماغي وحصد ميداليات في ألعاب القوى: نفسي حد يدعمني

«طه» مصاب بالاستسقاء الدماغي وحصد ميداليات في ألعاب القوى: نفسي حد يدعمني

لم يتأثر «طه خلف» بمرض الاستسقاء الدماغي، الذي يجعل المصابين به غير قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، محاولًا الاجتهاد لإثبات أن ذوي الهمم ليسوا أقل شأنًا من الأشخاص الطبيعين، وأنهم قادرون على التفوق في عدة مجالات أبرزها المجال الرياضي،  وهو ما حدث في بطولة كأس مصر لألعاب القوى لعام 2022، وحصول العديد من أصحاب ذوي الهمم على الميداليات الذهبية.

ولد «طه» في منطقة المرج، وهو يعاني من الاستسقاء الدماغي، وقرر الأطباء بعد ولادته بـ21 يومًا، إجراء عملية جراحية لزرع ما يسمي بـ«التحويلة»، وظل تحت الرعاية الطبية لسنوات طويلة، وبعد تحسن حالته، اختار بدء تعليمه الدراسي: «دخلت مدرسة ابتدائية في البداية، كانت الدراسة تسير بشكل جيد وكنت متفوقا، ولكن بعد تدهور حالتي الصحية، وتنمر الأطفال علي، لم اتحمل وتركت المدرسة».

ولادة الأمل  

اليأس الذي شعر به «طه» وعائلته كان شديدًا، لدرجة جعلته حبيس المنزل لمدة عامين، ولكن عندما كان في العاشرة من عمره، وأثناء استقلاله إحدى سيارات النقل الجماعي مع والده عائدين من الإسكندرية، تعرفا بالصدفة على معلم يعمل في مدرسة تربية فكرية: «بعد أن رأى المدرس علامات الحزن على وجه والدي، اقترح إلحاقي بمدرسة فكرية، بدلا من البقاء في المنزل، وبالفعل أعجبت الفكرة والدي، ومن خلال تلك المدرسة حصلت على شهادة التلمذة الصناعية للتربية الفكرية».

فتحت المدرسة أبواب الأمل أمام «طه»، ووجد نفسه في الأنشطة الفنية والرياضية، وكانت أولى تلك الأنشطة هى الأنشطة الموسيقية، التى تفوق فيها وحصل علي أكثر من شهادة تقدير، ولاحظ «طه» ميوله الرياضية، ليلتحق في بادئ الأمر بلعب كرة القدم، وبسبب تفوقه فيها، انضم إلى الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، وحصد أكثر من شهادة تقدير لفوزه في عدة مسابقات: «بدأ المدربين يشجعوني على الانضمام لأنواع مختلفة من ألعاب القوى مثل لعبة قذف القرص، والتنس الأرضي، والهوكي، رافضين أن استسلم لفكرة أني من ذوي الهمم».

بداية الجوائز

لم يتوقف «طه» البالغ من العمر 21 عامًا عند حد التفوق الرياضي بل انتقل إلى خانة حصد الجوائز المتنوعة، إذ شارك في البطولات التى ينظمها الاتحاد الرياضي للإعاقات الذهنية، وحصل على المركز الثاني وميدالية فضية في لعبة قذف القرص، وفي رياضة تنس الطاولة حصل على المركز الثاني، واستمر الشاب العشريني في اصطياد الجوائز، حتى حصل على بطولة العالم في رياضة التنس الأرضي، وبطولة الشرق الأوسط في رياضة الهوكي عام 2020، ومؤخرًا حصد الميدالية الذهبية في بطولة كأس مصر لألعاب القوي عام 2022 .

 

كفاح و تفوق

بجانب التفوق الرياضي والدراسي، ضرب «طه» مثالًا رائعًا على الشاب الذي يقف بجانب أسرته في أحلك الظروف، فعندما وصل إلى سن الـ14 عامًا، قرر الاعتماد على نفسه، من خلال البحث عن عمل، لتكون قصته ملهمة للجميع من حيث الجمع بين الصبر والأمل: «كنت أضع جدول والتزم به من أجل الموازنة بين التمارين الرياضية والدراسة، وكل ما أحلم به هو وجود الدعم المادي للاستمرار في المجال الرياضي الذي أعشقه».


مواضيع متعلقة