«هل قضت السينما على المسرح».. كيف أجاب الراحل نجيب محفوظ عن هذا السؤال؟

«هل قضت السينما على المسرح».. كيف أجاب الراحل نجيب محفوظ عن هذا السؤال؟
يعتبر البعض أن العلاقة بين الفنون المختلفة «تكاملية»، في حين يرى آخرون عكس ذلك، وتحديدا في ما يخص السينما والمسرح، وكان الأديب الراحل نجيب محفوظ قد طرح سؤالا حول هذا الأمر مفاده «هل قضت السينما على المسرح؟»، وجاء السؤال عنوانا لمقال أديب نوبل والذي أعيد نشره ضمن العدد التذكاري لدار الهلال بمناسبة الاحتفال بمرور 130 عاما على تأسيسها، ويتضمن مجموعة كبيرة ومختارة من المقالات لنخبة من الكتاب والمفكرين والفنانين.
مقال «هل قضت السينما على المسرح؟» سبق نشره في 1959، وقت أن كان نجيب محفوظ مدير الرقابة على السينما، وقال في مقدمته «الواقع التاريخي أن المسرح أعرق من السينما، وإن كان إغراق السوق بالأفلام السينمائية من الأسباب التي صرفت جمهرة من الناس عن المسرح»
كيف استفادت السينما من أسبقية المسرح
لكن كيف استفادت السينما من أسبقية المسرح، قال «محفوظ»: «وقد راعت السينما ابتغاء النجاح والرواج، المبادئ الأساسية في نجاح المسرح، فلجأ المخرجون إلى ألوان الميلودراما التي انتشرت على المسرح، كما لجأوا إلى المسرحيات الغنائية الراقصة، ولم يلبث الرقص أن أصبح عنصرا من عناصر النجاح في السينما، وحرص المنتجون على الاستعانة بأشهر الراقصات لضمان إنتاجهم السينمائي».
محفوظ: السينما تتقدم إلى الأمام
«ولكني أعتقد اعتقادا راسخا أن انتشار المسرح دلالة على على رقي الذوق أكثر من انتشار السينما، لأنه في الغالب أقرب إلى الفن الرفيع والأفلام التي تعرض علينا تمثل لنا التقهقر بل الإصرار على التقهقر بسبب كثرتها».
وتابع: «ولكن السينما على أية حال، تنتج في العام 100 فيلم، فإذا اعتبرنا 90 فيلما رديئا كانت هناك 10 أفلام جيدة، ونحن لم نكن نظفر في أي موسم من المواسم في السنوات الماضية بهذا العدد من الأفلام الجديدة، بل كنا نفتقر كل الافتقار إلى فيلم واحد أو فيلمين في الموسم».
مطالب بزيادة العناية بالمسرح
ويخلص إلى أن السينما تتقدم إلى الأمام، «وسوف تشهد السنوات القليلة القادمة نهضة سينمائية ولا سيما بعد إصدار القانون الجديد الخاص بعدم تصدير المصنفات الفنية الهابطة، فالأفلام سوف تعرض على الرقابة لتتحكم فيها لا من الناحية الرقابية فقط، وإنما من الناحية الفنية كذلك وليس من شك في أن هذا القانون سوف يدفع المنتجين إلى الإنتاج الطيب أو إغلاق الباب وعدم الإنتاج».
ونادى الأديب الراحل حينها بوجوب زيادة العناية بالمسرح، قائلا: «ونحن في حاجة إلى مسارح أكثر، وهنا لا بد أن نفرق بين طبيعة السينما والمسرح، فالمسرح نشأ في أحضان المعابد أما السينما فنشأت في أحضان التسلية، وخضوع السينما للجمهور الواسع يجعلها تضحي بالفن في سبيل النجاح».