خيرسون بين سيطرة روسيا وهجمات أوكرانيا المضادة.. معارك دامية

خيرسون بين سيطرة روسيا وهجمات أوكرانيا المضادة.. معارك دامية
في شهر أبريل الماضي، وبعد أسابيع قليلة من انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، أعلنت موسكو سيطرتها علي مدينة خيرسون ذات الأهمية الاستراتيجية، ومنذ ذلك الوقت بدأت القوات الأوكرانية من جهة أخري شن سلسلة من الهجمات المضادة في محاولة لإعادة السيطرة عليها، الأمر الذي لم يتوقف حتى مع إعلان روسيا ضم هذه المدينة لسيادتها.
خيرسون وأهميتها الاستراتيجية
تمتلك خيرسون، موقعا جغرافيا هاما حيث تطل على كل من البحر الأسود وبحر ازوف، وكذلك يوجد بها أكبر ميناء على نهر دنيبرو، كما أنها واحدة من أكبر المناطق الأوكرانية من حيث الكثافة السكانية بإجمالي عدد سكان يصل إلى مليون نسمة قبل الأزمة، وتتمتع خيرسون بثروات وموارد طبيعية كثيرة، بحسب صحيفة «الإيكونمست»، حيث تعد منبع رئيسي للفحم الحجري والحبوب والغلال، كذلك يوجد بها عدد من المصانع التي تعود لحقبة الاتحاد السوفيتي.
بالنسبة لروسيا تعتبر خريسون مدينة ذات أهمية استراتيجية، حيث تسيطر على الطرق والممرات البرية الوحيدة المؤدية لشبه جزيرة القرم التي أعلنت موسكو ضمها للسيادة الروسية في مارس من عام 2014، كما يوجد بها أيضا مصب نهر دنيبرو الذي يبلغ طوله 2200 كيلومترا ويشق الأراضي الأوكرانية، وفقا لرويترز.
السيطرة الروسية
أعلنت روسيا في شهر أبريل الماضي عن سيطرة قواتها على مدينة خريسون الأوكرانية التي تعد من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية، وتعتبر أولى المدن التي نجحت القوات الروسية في السيطرة عليها بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة، وحاولت القوات الروسية من خلال السيطرة على المدينة إطلاق عدة هجمات على عدة محاور استراتيجية، فبحسب خبراء أتاحت خيرسون للقوات الروسية التقدم في عدة اتجاهات والتوغل داخل الأراضي الأوكرانية، وإجبار قوات كييف على الانسحاب إلى مدينة ميكولايف في محاولة للوصول إلى مدينة أوديسا ذات الأهمية الاستراتيجية باعتبارها البوابة الرئيسية لأوكرانيا على البحر الأسود.
ضمها للسيادة الروسية
تعتبر خيرسون واحدة من الأقاليم الأربعة التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشهر الماضي ضمها إلي السيادة الروسية، بعد إعلان موسكو إجراء استفتاء بهذه المناطق، وحذرت روسيا من أى اعتداء على هذه المناطق.
هجمات القوات الأوكرانية المضادة
بدأت القوات الأوكرانية منذ عدة أشهر تنفيذ سلسلة من الهجمات المضادة علي مدينة خيرسون التي تخضع لسيطرة القوات الروسية، واشتدت وتيرة هذه الهجمات منذ شهر أغسطس الماضي، وبحسب وكالة رويترز أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة تستهدف خطوط الإمداد لما يصل إلى 25 ألف جندي روسي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، حيث حاولت القوات الأوكرانية استهداف عدة جسور استراتيجية بمدينة خيرسون، لمحاصرة القوات الروسية.
وقال القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا سيرجي سوروفكين يوم الثلاثاء في تصريحات لقناة روسيا 24 إن القوات الروسية في خيرسون تتعرض لضغوط شديدة نتيجة الهجمات التي تنفذها القوات الأوكرانية، مضيفًا أن قوات كييف تستهدف البنية التحتية والمباني السكنية.
وأعلنت روسيا منذ عدة أيام بدأ عملية إجلاء المدنيين على نطاق واسع من مدينة خريسون ومحيطها، وذلك ضمن إجراءات تتخذتها روسيا استعدادا لشن القوات الأوكرانية هجوما جديدا علي المدينة في محاولة للاستيلاء عليها، بحسب ماذكرت وكالة رويترز.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية الأربع التي تم ضمها مؤخرا إلى سيادة روسيا، ومن بينها خيرسون.
وبحسب رويترز، قال فلاديمير رغوف، رئيس منطقة خيرسون الذي عينته روسيا بعد السيطرة عليها أن هناك خطط لإجلاء من 50 إلى 60 ألف شخص من مدينة خريسون إلى الضفة الأخرى من نهر دنيبرو، مضيفًا أن عمليات الإجلاء ستخلي ما يصل إلى 10 آلاف شخصا يوميًا وتستمر لمدة تصل إلى 6 أيام.