نائب «هيئة الثروة المعدنية الأسبق» يوضح أهمية «الرمال السوداء» للمواطن العادي

كتب: محمد أسامة رمضان

نائب «هيئة الثروة المعدنية الأسبق» يوضح أهمية «الرمال السوداء» للمواطن العادي

نائب «هيئة الثروة المعدنية الأسبق» يوضح أهمية «الرمال السوداء» للمواطن العادي

حالة من البهجة أصابت الخبراء في مجال الثروة المعدنية، الذين هم على دراية تامة بأهمية إنشاء المشروعات الكبرى كمجمع «الرمال السوداء»، الذي يلمس حياة المواطن المصري بشكل مباشر، من خلال مواد وعناصر تستخدم في صناعة الأدوات التي يستخدمها والآلات المختلفة، منها الأصباغ والورق، والجلود، والمطاط، والمنسوجات، والمستحضرات الطبية والهواتف والسيارات.

الدكتور عبدالعال عطية، نائب رئيس هيئة الثروة المعدنية الأسبق، أثنى على اتجاه الدولة للصناعة، واستغلال كل موارد الدولة، مؤكدا أن مجمع فصل وتركيز معادن الرمال السوداء، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في منطقة البرلس بكفر الشيخ، مشروع مهم سيوفر للبلاد مواد خام وأموال طائلة.

وأوضح نائب رئيس هيئة الثروة المعدنية الأسبق، لـ«الوطن»، أن الرمال السوداء في الأصل قادمة من جبال الحبشة، وتتكون عندما ينزل عليها المطر، ثم تحملها مياه النيل، وبمجرد أن تصل مصر تترسب على الشاطئ، طبقا للوزن النوعي الخاص بها، لأنها تحمل معادن ثقيلة للغاية، فتترسب على الشاطئ، وبعد بناء السد العالي أصبحت تترسب خلفه، كما أن جزءا منها ترسب على شاطئ البحر الأحمر في حلايب وشلاتين.

معادن نستخدمها في حياتنا

هذه المعادن منها معدن الألمنيت، وهو الخام الخاص بمادة التيتانيوم، وهو في منتهى الأهمية لأن الصلابة الخاصة به عالية للغاية، ووزنه النوعي خفيف جدا، لذلك يستخدم في إنشاء وبناء هياكل الطائرات والصواريخ، وهي مهمة من الجانب الاستراتيجي، وهو الاستخدام الطبيعي لهذا المعدن، لكن الأنواع الرديئة منه يمكن استخدامها في البويات والكيماويات وصناعات أخرى منها الأجهزة التعويضية، وثاني أكسيد التاتانيوم، المُستخدم في الأصباغ والورق، والجلود، والمطاط، والمنسوجات، والمستحضرات الطبية، حسبما قال لـ«الوطن».

السيراميك والخزف والبورسلين

ويرى «عطية» أن هناك عناصر أخرى تستخرج من الرمال منها خام الروتايل، ويدخل في صناعة السيراميك والخزف والبورسلين، وتعطيه صلابة وشكل جميل، وهي مواد كنا نستوردها في السابق، كذلك معدن «المونزايت»، الذي يستخدم في صناعة الهواتف الذكية، والسيارات الكهربائية، والمعادن النادرة، والوقود النووي، «الخير كتير جدا ويحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي، تنفيذ هذا المشروع».

وشدد على أنه يجب على الممولين والمستثمرين المشاركة في مثل هذه المشروعات الكبرى، وعدم الاكتفاء بالمشاريع البسيطة أو الاستهلاكية، «دي صناعة تدخل دخل للبلد وتوفر فاتورة استيراد كبرى، وتوقف البلد على رجليها، وتوفر فرص عمل وتحسن مستوى المعيشة»، مؤكدا أن مصر تمتلك ثروات كثيرة تحتاج للبحث عنها والاهتمام بها، كما أنه من الضروري استغلال المواد الخام وعدم التفريط بها.

احتياطي يصل إلى 200 عام

أنشئت الشركة المصرية للرمال السوداء، بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتغطية احتياجات السوق المصرية من تلك المعادن الاقتصادية، والتصدير للخارج، بعد تعظيم الاستفادة الاقتصادية منها، بما يحقق دخل إضافي للدولة المصرية، وذلك لتواجد عدة مشروعات أصغر تمّ العمل عليها تجريبيا في الفترة الماضية، وبدأت دول مثل إسبانيا، وهولندا، واليابان، وانجلترا، وغيرها في التعاون للاستفادة من المعادن الـ6 المستخلصة من الرمال السوداء فيها. ويخدم ذلك احتياطات تكفي للعمل لمدة 200 سنة مقبلة، بخلاف المناطق التي ما تزال «تحت التقييم».


مواضيع متعلقة