«التأديب العنيف» يدمر الأطفال.. واستشاري نفسي: خطر على المجتمع كله

كتب: إيمان إيهاب

«التأديب العنيف» يدمر الأطفال.. واستشاري نفسي: خطر على المجتمع كله

«التأديب العنيف» يدمر الأطفال.. واستشاري نفسي: خطر على المجتمع كله

«ما كلنا اتعرضنا للضرب في صغرنا والآن نحن بخير»، جملة تتردد في الآونة الأخيرة على لسان البعض، في محاولة منهم لإيجاد تبرير لضرب الأطفال الصغار وحتى المراهقين وهو ما يضطر خبراء التربية وعلم النفس تجريمه خلال أحاديثهم.

ردود فعل غير متوقعة، عقب قيام بعض الشباب بنشر فيديوهات يحكون فيها عن تعرضهم للضرب الوحشي من قبل آبائهم وأمهاتهم في صغرهم ، على مواقع التواصل الاجتماعي، تسببت في ندوب وجروح نفسية لم يستطيعوا الشفاء منها حتى الآن.

ومن بين هذه الفيديوهات المؤثرة كانت لفتاة تحكي أن والدتها تقوم بعقابها من خلال إلقاء «سكاكين المطبخ» عليها، قائلة: «في مرة انغرزت «السكين» فى ظهري واضطرت إلى الذهاب للمستشفى للعلاج».

لم تكن تلك هي هي الحالة الوحيدة، بل هناك أخرى لفتاة ذكرت أن والدتها كان تضربها بعصاة «المكنسة» الحديدية إلى أن تفقد الوعي، وخلال تلك الفيديوهات ظهر التأثر الشديد على الأبناء وهم يروون تفاصيل الضرب الذي كانوا يتعرضون له، مما يطرح سؤال عن تأثير الضرب الوحشي على نفسية الطفل وحياته في المستقبل. 

العنف ضد الأولاد

من جانبه أشار الدكتور وليد هندي، استشارى الصحة النفسية، إلى وجود مفهوم «الضرب التأديبى»: «للأسف بهذه الطريقة يعتقد الآباء أنهم يربون أبنائهم، ولكن هذا غير صحيح، لأن الضرب بكل أنواعه تأثيره خطير».

وذكر «هندي»، أن الضرب منتشر في مصر من خلال ذكر تفاصيل دراسة سابقة كانت نتائجها تقول أن 90% من الآباء يضربوا ابنائهم بوقع 3 مرات أسبوعيا حتى سن 5 سنوات، 60% من الآباء يضربون ابنائهم بالصفع على الوجه أو اليدين أو مؤخرة الجسم، 20% يحملون الطفل من أحد أطرافه ورفعه بعنف ويتركه بقوة، 15% يستخدمون العصا أو الخرزانة أو الخرطوم أو الحزام لتأديب الطفل، 10% يقومون بقذف شيء ما تجاه الطفل.

وحذر«هندي» من تأثير الضرب الوحشي، مؤكدا أنه يجعل الطفل يكتسب سلوك عدواني، ويصبح عنده عدم ظبط للنفس، وعصيان وعدم تواصل حضارى مع الآخرين: «من الممكن أن يدفع الضرب الطفل إلى ممارسة  العنف مع الآخرين وأن يقوم بحل المشكلات التي تواجهه من خلال العنف، حيث يزيد عنف الطفل تجاه الآخرين كلما ازداد العنف الذي يمارسه الآباء ضد أبنائهم، وأكد على أن الطفل سيصبح شخصية لديها جنوح وعدوان اتجاه المجتمع».

الضرب ليس الطريقة المثلى

وأوضح الدكتور هندي، أن استخدام الضرب التأديبي لن يجعل الطفل يكتسب مفاهيم وسلوكيات جديدة أو يعدل عن بعض السلوكيات غير المرغوبة بل إنه يدفع الطفل إلى ارتكاب الخطأ سرا وليس جهرا، مشيرا إلى أن الأفضل هو تعليم الطفل كيفية  ضبط النفس واكتساب السلوكيات الجديدة بالتعلم بطريقة «المحاولة والخطأ» وشرح الأخطاء التي قام بها  بهدوء و تصحيحها وأن يحرص الأب والأم أن يكونوا قدوة ونموذج له في السلوكيات الجيدة.


مواضيع متعلقة