صحيفة وراء إلغاء أستراليا الاعتراف بـ«القدس» عاصمًة لإسرائيل

كتب: محمد حسن عامر

صحيفة وراء إلغاء أستراليا الاعتراف بـ«القدس» عاصمًة لإسرائيل

صحيفة وراء إلغاء أستراليا الاعتراف بـ«القدس» عاصمًة لإسرائيل

«في هدوء تام تخلت أستراليا عن اعترافها بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل».. بتلك العبارة تحدثت صحيفة «جارديان»، البريطانية في تقرير مساء أمس عن قرار أستراليا إلغاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو قرار يأتي لتحقيق بعض التوازنات السياسية داخل البلاد في ظل اختلاف وجهات النظر بين الحزبين الكبيرين بشأن الموقف من قضية القدس.

كما لو كانت الصحيفة تقول «اللبيب بالإشارة يفهم»، والحديث يبدو موجهًا إلى ليز تروس رئيسة الوزراء البريطانية التي رغم مواجهتها أزمة سياسية طاحنة فقد صرحت بأنها تفكر في نقل السفارة البريطانية إلى القدس المحتلة، وهو الأمر الذي خصصت له «جارديان» افتتاحيتين للإعراب عن رفض هذه الخطوة التي وصفتها بالـ«الغبية» التي «ستلحق العار ببريطانيا».

وبهذا ألغت الحكومة الأسترالية بقيادة أنتوني أبانيز القرار الذي اتخذته حكومة سكوت موريسون قبل نحو 4 سنوات، في تبعية صريحة للولايات المتحدة وقتها عندما نقل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

الحفاظ على الهدوء بين الحزبين الكبيرين

وتقول صحيفة الجارديان إن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة حافظت بالقرار على موقف الحزبين بأن أستراليا «ملتزمة بحل الدولتين الذي تتعايش فيه إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، بسلام وأمن، داخل حدود معترف بها دوليًا».

وحذفت الوزارة بالفعل من على موقعها الإلكتروني ما كتب في ديسمبر 2018 بأن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، كونها مقر الكنيست والعديد من مؤسسات الحكومة الإسرائيلية، وأن «كانبرا» تتطلع إلى نقل سفارتها إلى القدس الغربية عندما يكون ذلك عمليًا، بعد تحديد الوضع النهائي لحل الدولتين».

وكانت وزيرة الخارجية، بيني وونج، صرحت في عام 2018 أن حزب العمل «لا يؤيد الاعتراف من جانب واحد بالقدس كعاصمة لإسرائيل وأن الحكومة ستعكس هذا القرار»، لكن ما كُتب ظل على موقع الوزارة حتى الأسبوع الماضي.

من أين بدأ القرار الأخير؟

صحيفة جارديان في نسختها الأسترالية طرحت أسئلة على الحكومة بشأن استمرار وجود العبارات الخاصة بالاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل رغم التصريحات سابقة الذكر، ليتم بعد هذه التساؤلات فعليًا تحديث القسم الخاص بإسرائيل على موقع الوزارة وتحذف العبارات ذات الصلة.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن الحكومة الأسترالية تواصل النظر في الوضع النهائي للقدس كمسألة يتعين حلها كجزء من أية مفاوضات سلام.

وضع القدس وخطط ليز تروس

ويعتبر وضع القدس من أكثر القضايا حساسية في الصراع طويل الأمد، بالنظر إلى أن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين يطالبون بها كعاصمة لهم، بحسب «جارديان»، إذ تعتبر القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة أرضًا فلسطينية محتلة بموجب القانون الدولي منذ حرب الأيام الستة عام 1967، وقد قال القادة الإسرائيليون مرارًا وتكرارًا إن القدس هي العاصمة «الأبدية وغير المقسمة» لإسرائيل.

وفي عام 2017، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزارة الخارجية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لأنه «قرر أن الوقت قد حان للاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل».

وفي العام التالي، خلال حملة انتخابية، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون أنه منفتح بشأن اتباع الخطوة الأمريكية ووعد بمراجعة الحكومة الأسترالية، في المقابل، رفض حزب العمل ما صرح به موريسون.

وتشير جارديان إلى أن وكالة المخابرات الأسترالية تحذر الوزراء من أن الخطوة المقترحة قد «تثير الاحتجاج والاضطراب وربما بعض العنف في غزة والغرب»، وهو نفس ما حذرت منه الصحيفة من قبل حكومة ليز تروس إذ قررت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة.


مواضيع متعلقة