«جارديان» تنتقد رغبة «تروس» بنقل سفارة بلادها إلى القدس: ستلحق العار ببريطانيا

«جارديان» تنتقد رغبة «تروس» بنقل سفارة بلادها إلى القدس: ستلحق العار ببريطانيا
- القدس
- نقل السفارة البريطانية إلى القدس
- ترامب
- نقل السفارة
- القدس
- نقل السفارة البريطانية إلى القدس
- ترامب
- نقل السفارة
في الثالث عشر من مايو عام 2018، أقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على اتخاذ قرار اعتبره الكثيرون استفزازيا ومجحفا بحق الفلسطنيين، حينما نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، ما يعني اعترافا عمليا من قبل واشنطن بأن القدس عاصمة لإسرائيل، القضية الأكثر حساسية في مسار عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.
ولقى القرار الأمريكي حينها رفضا عربيا واسعا، واندلعت اشتباكات دامية في جميع أرجاء فلسطين مع الكيان المحتل، تنديدا بإعلان ترامب وصفت بـ«الانتفاضة الثالثة»، ولكن مع تولي ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية، يبدو أن لندن التي انتقدت القرار الأمريكي من قبل، عازمة على اتخاذ خطوة مماثلة بنقل السفارة البريطانية إلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي قوبل بانتقادات كثيرة.
«جارديان»: «تروس» ليست قلقة من انزعاج الفلسطينيين بقرار نقل السفارة المحتمل
في تقرير نشر مؤخرا، ذكرت صحيفة جارديان البريطانية أن إثارة ليز تروس لهذه القضية الجدلية يعبر عن سياستها الخارجية المستقبلية، التي تحررت من قيود عضوية الاتحاد الأوروبي، وعليه فلن تكون قلقة بل وربما سعيدة، من أن تفكيرها في نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس أزعج الفلسطينيين.
وأضافت: «الأمر الذي يجب على ليز أن تكون أكثر قلقا حياله، هو التأثير على مكانة بريطانيا العالمية، فنقل السفارة البريطانية إلى القدس خطوة من شأنها أن تفصل لندن عن الإجماع الدولي الذي سبق وانتهكه دونالد ترامب بشكل فريد حتى الآن، بين قادة الديمقراطيات المتقدمة».
بريطانيا ستنتهك الإجماع الدولي بشأن الوضع في القدس
وترى الصحيفة أن هذا القرار لن يكون انتهاكا للإجماع الدولي فحسب، وإنما خرقا للموقف البريطاني الثابت منذ حرب عام 1967 بشأن وضع القدس وموقع السفارة البريطانية من قبل كل الحكومات السابقة.
ولفتت إلى أن رفض إقامة سفارة في القدس قبل تحقيق سلام عادل بين إسرائيل والفلسطينيين، يتماشى مع القانون الدولي وكل قرارات الأمم المتحدة على مدى خمسة عقود، التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وأكدت أن ضم إسرائيل القدس الشرقية إلى أراضيها في أعقاب حرب 1967، اعتبره العالم أمر غير قانوني، والتزمت كل الدول الأوروبية بهذا التوجه ومن بينها بريطانيا.
قرار يضر بعلاقات الدبلوماسيين البريطانيين مع الفلسطينيين
ووصفت الصحيفة في تقرير لاحق، قرار ليز تروس الذي تعتزم تنفيذه بنقل السفارة البريطانية إلى القدس، بـ«الغبي»، وقالت إنه سيلحق ببريطانيا العار. وأضافت أن نقل دونالد ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في عام 2018 كان مثيرًا، وانتقد على نطاق واسع، بما في ذلك الحكومة البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار ترامب، أثار احتجاجات قتلت قوات الأمن الإسرائيلية على إثرها عشرات الفلسطينيين، مضيفة أنه على الرغم من أن أمريكا قوة عظمى ويفترض أن قرارها سيوفر غطاء للدول الأخرى إذا قررت نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، إلا أن أربع دول فقط حذت حذوها: هندوراس، وجواتيمالا، وكوسوفو وباراجواي.
وأكدت الصحيفة أن نقل السفارة من شأنه أن يمزق الالتزام بأي حل حقيقي للدولتين، وسيعني التغاضي الضمني عن زحف المستوطنات غير الشرعية، وستغلق الأبواب الفلسطينية في وجوه الدبلوماسيين البريطانيين، كما أن العلاقات مع بقية دول الشرق الأوسط سوف تتضرر.
قلق فلسطيني وامتنان إسرائيلي
أما الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية فقد أعرب عنه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قبل أيام، عندما أرعب عن قلقه إزاء مسألة مراجعة قرار نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس، بحسب ما نقلت وكالة أنباء رويترز.
وقال «اشتية»، في اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء في رام الله بالأراضي المحتلة، إن أي تغيير في الوضع الراهن في القدس، من شأنه أن يقوض حل الدولتين وسيعتبر اعترافا ضمنيا بضم المدينة لإسرائيل، الأمر الذي سيشجع دولة الاحتلال.
وحذر اشتية، «تروس» من الإقدام على هذه الخطوة، من شأنه إلحاق الضرر بعلاقات بريطانيا مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين حول العالم.
وعلى الجانب الآخر، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، عن امتنانه لتفكير تروس تروس في هذه الخطوة.