مظاهرات فرنسا.. الآلاف في الشوارع وإضراب غدا بسبب تكاليف المعيشة

مظاهرات فرنسا.. الآلاف في الشوارع وإضراب غدا بسبب تكاليف المعيشة
مع بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، كان جليا بما لا يدع مجالا للشك أن الأزمة لن تقف عند الحدود الجغرافية لروسيا وأوكرانيا، بل إن التبعات ستمتد إلى بقية دول العالم وفي المقدمة أوروبا، خصوصا ما سببته من أزمة في أسعار الطاقة وارتفاع في تكلفة المعيشة، وهو ما قد كان واليوم هي سبب رئيسي لخروج مظاهرات فرنسا الحالية.
ودفعت الأزمة الروسية الأوكرانية أسعار الطاقة في أوروبا والعالم إلى أرقام غير مسبوقة، وتزداد المعاناة أكثر في القارة العجوز مع اعتمادها بشكل رئيسي على الغاز الروسي الذي تحول إلى ورقة سياسية مهمة بيد فلاديمير بوتين الرئيس الروسي.
أسباب مظاهرات فرنسا
أمس الأحد وفي باريس عاصمة النور احتشد الآلاف في مسيرة ضد غلاء المعيشة، وكان هذا العنوان الأبرز في مظاهرات فرنسا التي نظمها تحالف يساري يقوده فيما يبدو جان لوك ميلينشون زعيم أكبر حزب في هذا التحالف اليساري، وفق شبكة يورو نيوز، والذي خاض غمار آخر استحقاقين لانتخابات الرئاسة الفرنسية لكنه لم يوفق في المرتين حتى أنه لم يصل إلى جولة الإعادة.
ويبدو أن السياسي الفرنسي المخضرم السيد «ميلينشون» الذي يقود تحالف «فرنسا الأبية»، يرى في هذا الواقع فرصة مواتية لطموحاته السياسية، إذ قال إن هذه المظاهرات اليسارية بداية جبهة شعبية جديدة في البلاد، على حد وصفه.
وقال وهو يستقل شاحنة وسط الحشد الذي تجمع في باريس: «هذا هو الترابط الكبير، نحن من بدأنا هذه المسيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا»، مضيفًا أن «بناء هذه الجبهة الشعبية الجديدة سيجعلها تحكم عندما يحين الوقت».
الحكومة ترد على المتظاهرين
وردت الحكومة في المقابل على الاحتجاجات، إذ وصفها الوزير المفوض للحسابات العامة جابرييل أتال بأنها «مسيرة لمؤيدي حصار فرنسا»، ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رفع سن التقاعد وإصلاح نظام التقاعد على نطاق أوسع.
وقد أدت خطط ماكرون، الذي واجه خلال سنوات حكمه احتجاجات غير مسبوقة، إلى معارضة كبيرة من النقابات والجماعات اليسارية في البلاد، إذ أنه من المقرر أن يكون الثلاثاء يوم إضراب في البلاد.
أزمة نقص الوقود ومخاوف من أعمال عنف
وتأتي مظاهرات فرنسا بعد إجراءات استمرت أسابيع من قبل عمال المصافي في شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال، مما أدى إلى نقص الوقود والطوابير الطويلة في محطات الوقود.
وبحسب مصادر الشرطة التي تحدثت إلى وكالة «فرانس برس»، فقد قام المتظاهرون بعدة محاولات لإتلاف اللافتات التجارية أو البنوك، وقد تم منعهم من خلال مجموعة «براف» وهي مجموعات شرطية لقمع أعمال العنف.
وكانت لدى أجهزة الشرطة، وفق تقرير يورو نيوز، «مخاوف حقيقية» بشأن «وصول أشخاص عنيفين من أصحاب السترات الصفراء المتطرفة».