حكاية خصومة منذ 47 عاما بالصعيد.. راح ضحيتها 14 فردا و«سلامة المجتمع» أنهتها

04:21 م | الاثنين 17 أكتوبر 2022

«الصلح خير قوم نتصالح».. كلمات غنتها قديما المطربة نادية مصطفى، تحث على الصلح والبعد عن الخصام والهجر، الذي يقسي القلوب ويجمد المشاعر، لكن هناك مشكلات لا يجدي الصلح العادي معها نفعًا، يتطلب الأمر مجهودا أكبر، وجلسات أكثر، وأحاديث مطولة حول من المخطىء، تلك الدائرة التي قرر النائب أسامة الهواري، بمحافظة قنا، الدخول بها، من أجل حل الخلافات والخصومات بين الأهالي من خلال مبادرة «سلامة المجتمع»، وتعرض «الوطن» في سلسلة يومية أبرز هذه الخصومات التي تم حلها، بهدف العظة وقطع دابر الشيطان ووساوس الشر للأهالي.

حكاية صراع بين قبيلتين منذ 47 عاما

ولعل هذه الحكاية التي يرويها أسامة الهواري، حدثت بالفعل بين قبيلتين من العرب وهوارة، وهما «حمرة دوم ونجع الشيخ»، في أقصى جنوب مصر بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، حول خصومة ممتدة لأكتر من 47 عاما.

يعود الخلاف القديم يعود لعام 1974، وأسفر عن 14 قتيلًا وعشرات المصابين، وتهجير البعض من بيوته لقرى أخرى، ونحو 16 محكوما عليهم بالإعدام، ما جعل الخلاف يتأصل ويمتد لأجيال جديدة، وعلى مدار عام ظل رجال المبادرة من الشيوخ والأجازيد بالتودد للطرفين والسعي في الصلح، وفق «الهواري».

محاولات عديدة ومستمرة من قبل رجال المبادرة، تمكنوا من خلاها الوصول لاتفاق عقب تقريب وجهات النظر، فمضى الطرفان على بنود وشروط المباردة، والتقيا في مركز شرطة نجع حمادي، ووقعا على الصلح،وفق حديث النائب الهواري لـ«الوطن»: «نحن في انتظارعقد في سرادق أمام الجميع للشد من أزرهم وإقرار الصلح بشكل علني أمام الجميع».

مبادرة «سلامة المجتمع» لإنهاء الخصومات الثأرية

ووفق النائب أسامة الهواري، فإن الصراعات القبلية تعود على المجتمع بالسلب خاصة في صعيد مصر، فهو صراع مرير، يدفع ثمنه نساء وأطفال لا ذنب لهم، والقاتل يظل مطارد حتى يقع في قبضة الأمن ويأخذ عقابه.

وتحت مسمى «سلامة المجتمع»، أطلق «الهواري» مبادرة مجتمعية من أجل الصلح بين العائلات والقبائل في الخلافات والخصومات، بهدف الاستقرار والحفاظ على الأجيال القادمة، ويسعى جاهدا، لإطلاق المصالحات بين كل أطراف المجتمع، سواء الخصومات الثأرية أو الأمن الاجتماعي، أو نزاعات قبلية أو طائفية.