بعد 6 أسابيع فقط.. لماذا تواجه رئيسة وزراء بريطانيا مطالب بالاستقالة؟

كتب: محمد حسن عامر

بعد 6 أسابيع فقط.. لماذا تواجه رئيسة وزراء بريطانيا مطالب بالاستقالة؟

بعد 6 أسابيع فقط.. لماذا تواجه رئيسة وزراء بريطانيا مطالب بالاستقالة؟

تصدرت محاولات الإطاحة برئيسة الوزراء البريطانية اهتمامات الشارع البريطاني ووسائل الإعلام هناك، حيث توحد أعضاء بحزب المحافظين مع أعضاء من حزب العمال البريطانية في طلب استقالة «تروس» التي لم تُكمل شهرين في منصبها.

أسئلة عدة يفرضها الواقع السياسي البريطاني المتأزم منذ خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.. إذا كان التحرك سيأتي سريعا للإطاحة برئيسة الوزراء الجديدة فلماذا تم انتخاباها من الأساس؟ ولماذا لم يتم الإبقاء على بوريس جونسون الذي أطيح به قبل شهرين؟.

مشكلة الميزانية المصغرة

عضو مجلس العموم البريطاني جيمي واليس، كان ثالث نائب ينشر علنا دعوته ليز تروس للاستقالة، وكتب رسالة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تكشف الأسباب التي تدفع قيادات بحزب المحافظين للمطالبة بالإطاحة برئيسة الوزراء.

وقال جيمي واليس، وفق ما نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن رئيسة الوزراء ارتكبت أخطاء ما كان يجب الوقوع فيها وكان يمكن تجنبها بشأن الميزانية المصغرة للحكومة وإقالتها لوزير المالية كواسي كوارتنج.

وأضاف «واليس» أن ليز تروس «قوضت المصداقية الاقتصادية لبريطانيا وقسمت حزبنا بشكل لا يمكن إصلاحه». وتابع: «يمكن التراجع عن الأخطاء، وكفريق موحد أعتقد أنه يمكننا تحقيق أي شيء تقريبًا بالنسبة لمعالجة الأخطاء، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إذا كانت تروس رئيسة للوزراء».

انقسامات داخل الحزب وتفضيل المقربين على الكفاءات

رسالة النائب جيمي واليس حملت بعدا آخر في أسباب المطالبة باستقالة ليز تروس إذ قال إنها «قوضت المصداقية الاقتصادية لبريطانيا وقسمت حزبنا بشكل لا يمكن إصلاحه». وذهب إلى أبعد من ذلك، إذ قال إن ليز تروس تختار مؤيديها للقيام بأدوار رئيسية في مجلس الوزراء، وتفضيلهم على من هم أكثر خبرة.

ويبدو أن ما كتبه «واليس» يقصد به تعيينها السيد جيرمي هانت السياسي البارز وزيرا للمالية، عقب إقالتها السيد كواسي كوارتينج الأسبوع الماضي من منصبه وزيرا للمالية بعد 38 يوما فقط من توليه.

وكانت «تروس» تخلت عن كثير من خططها في الجانب الاقتصادي التي وعدت بها، خصوصا ما يتعلق برفع الضرائب، وهو القرار الذي تحدث عنه وزير المالية الجديد، حين قال إنه سيتم مضاعفة الضرائب.

اتهامات داخلية بالتآمر ضد «تروس»

ذهب الوضع داخل حزب المحافظين نفسه إلى اتهامات متبادلة بالتآمر من أجل افتعال المشكلات لـ «تروس»، والهمس لوسائل الإعلام بمعلومات غير حقيقية، وقال أحد أعضاء حزب المحافظين بالبرلمان إن بعض أعضاء الحزب الحاكم لم يقبلوا بخسارة المعركة من قبل وفوز «تروس» برئاسة الحزب.

وأبدى البعض تفهمهم لتغيير تروس بعض من خططها الاقتصادية، وأرجعوا ذلك إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في ظل أزمة روسيا وأوكرانيا، وطالبوا أن تترك لها الفرصة لتبدأ عملها ولاحقا يمكن الحديث، وأن غير ذلك يعتبر أمر غير مفيد.

حزب العمال يراها فرصة

بطبيعة الحال، وإذا كان الوضع هكذا داخل حزب المحافظين تجاه السيد تروس، فإن حزب العمال المعارض الذي يطمح في العودة إلى السلطة، يرى أن الاضطرابات داخل الحزب الحكام هي فرصة لصالحه.

ولهذا طالب أيضا أعضاء حزب العمال باستقالة «تروس»، وهم في وضعية أفضل خصوصا وأن استطلاعات الرأي في الفترة الأخيرة تشير إلى تفوق حزب العمال على المحافظين حال إجراء انتخابات.

ويعزو كثيرون التراجع في شعبية حزب المحافظين، بحسب استطلاعات الرأي، إلى «القرارات الخاطئة» من قبل «تروس».


مواضيع متعلقة