المهارات الإبداعية «كلمة السر».. تطوير المناهج لتناسب عصرا متطورا وطالبا مختلفا

كتب: داليا أحمد

المهارات الإبداعية «كلمة السر».. تطوير المناهج لتناسب عصرا متطورا وطالبا مختلفا

المهارات الإبداعية «كلمة السر».. تطوير المناهج لتناسب عصرا متطورا وطالبا مختلفا

تواصل الدولة العمل على تطوير منظومة التعليم فى مصر كإحدى وسائل النهوض والتطوير للنهوض بالعملية التعليمية ما قبل الجامعية.

وأكد خبراء تربويون لـ«الوطن» أن عملية التطوير بالتعليم ضرورية ومهمة، ولها العديد من المحاور التى تعتمد على الطالب ثم المعلم ثم البيئة، مشيرين إلى أن آليات التطوير والتنفيذ التعليمى وتنمية المهارات الإبداعية والاستكشافية لدى الطلاب تستهدف مواكبة تطورات العصر.

«عبدالرشيد»: تطوير التعليم قبل الجامعى له عدة محاور أولها المحتوى الدراسى والاهتمام بالتقويم وتدريب المعلم

وقال د. أحمد عبدالرشيد، الخبير التربوى إن تطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعى يُعد ارتقاءً بالعملية التعليمية وإعداد المواطن الصالح، مشيراً إلى أن تطوير التعليم قبل الجامعى له عدة محاور تتمثل فى الاهتمام بالمعلم من حيث إعداده وتدريبه، والاهتمام بالمحتوى التدريسى الذى يدرسه الطلاب من خلال المناهج الدراسية المختلفة، والفترة الأخيرة شهدت اهتماماً كبيراً من قِبل وزير التربية والتعليم من خلال دمج عناصر التحول الرقمى فى منظومة العملية التعليمية وهو يعد من أهم محاور التطوير، كذلك الاهتمام بعنصر التقويم والاختبارات التى يتم إعدادها للطلاب، والاهتمام بأحدث الاستراتيجيات التدريسية التى تنمّى مهارات التفكير العليا لدى الطلاب.

وأكد أن المعلم اختلف دوره كلياً فى المنظومة التعليمية ولم يعد دوراً اعتيادياً باستخدام أسلوب الحفظ والتلقين بل له دور فى توجيه الطلاب نحو البحث عن المعلومة، وأن يعلّم الطالب نفسه بنفسه، لافتاً إلى أن المعلم له دور فى تيسير صعوبات التعلم وتنمية المهارات الإبداعية العليا للطلاب وتنميه مهارة الاكتشاف، واكتشاف الطالب العناصر المفقودة فى الموضوع الدراسى والبعد عن أساليب الحفظ والتلقين، والمعلم يوجّه الطالب مستقبلياً إلى خدمة وطنه ومجتمعه.

أيضاً على المعلم ضرورة توجيه الطالب للحفاظ على البيئة وترشيد الموارد التى تعد واحدة من أهم القضايا على مستوى العالم.

وتابع أنه لترسيخ ثقافة التطوير فى ذهن الأولياء الأمور، يجب وجود اتصال وتواصل فعال بين الأسرة والمدرسة، وأن يتابع ولى الأمور الطالب فى إدراك بعض التكليفات والتواصل مع المعلم، ونبه على ضرورة عودة اجتماع أولياء الأمور الذى كانت تنظمه المدارس سابقاً فى عقد مناقشة كل ما يخص جدول أعمال العملية التعليمية، من حيث المناهج العلمية التى يتم تدريسها إلى الطلاب والأنشطة التى يتم تدريب الطلاب على إنجازها.

وأضاف أن التطوير الذى يتم فى المنظومة التعليمية والتعليم قبل الجامعى يهدف إلى بناء مواطن صالح قادر على خدمة وطنه ومجتمعه، ويستطيع تطبيق ما يتعلمه ليكون له مردود فى حياته العملية وتوظيف جيل مستقبلى نحو القيادة الرشيدة.

«عاطف»: دمج التكنولوجيا والقنوات التعليمية لتعويض عجز هيئة التدريس

وقالت د. إيلاريا عاطف، خبيرة تربوية، إن تطوير المناهج يعد استكمالاً لقطار التطوير الذى بدأ من 2018، ووصل هذا العام للصف الخامس وأصبح المنهج يواكب تطورات العصر، واحتياجات الطالب فى القرن الحادى والعشرين.

وأشارت إلى أن هناك تعديلات شملت امتحانات الثانوية العامة، حيث تم تعديل نظام الامتحانات ليشمل الأسئلة المقالية بنسبة 15% والموضوعى بنسبة 85%، ما يساعد الطالب على التعبير عن وجهة نظره من خلال الأسئلة المقالية القصيرة والامتحانات تكون عن طريق البابل شيت وتقيس الفهم والتطبيق والإبداع عند الطالب.

وتابعت أن إجراءات دمج التكنولوجيا والقنوات التعليمية خطوة هامة، لتعويض العجز فى هيئة التدريس وتدريب الطالب على التعليم الذاتى من خلال المنصات والقنوات التعليمية.

وأرجعت الهدف من التطوير إلى أسباب عديدة، منها التغيرات السريعة التى طرأت على المجالات التربوية أو وجود قصور فى المناهج القديمة وعند التأكد من وجود قصور فى تلك المناهج فإنه بالتالى يلزم تطويرها، وسد الفجوة بينها وبين سوق العمل، خصوصاً بعد دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة، ما يتطلب إعداداً جيداً لطلابنا لمواجهة التغيرات، والتكيف معها وهناك بُعد آخر يرتبط بنتائج الأبحاث العلمية التى أثبتت عدم صلاحية المناهج لمواجهة التغيرات.

وأوضحت أن من آليات التطوير المثلى فى التعليم قبل الجامعى التدريب، لذلك يجب تدريب المعلم على كيفية تطبيق المناهج الجديدة المطورة، حتى يستطيع أن يوصّل رسالة التطوير إلى الطالب بشكل سليم. ومن إيجابيات هذا التطوير ربط الطالب بالمهارات الحياتية وتدريبه على التعلّم بنفسه، فالطالب أصبح هو مكتشف المعلومة وليس مجرد متلقٍ لها. 


مواضيع متعلقة