كفاح رغم الفشل الكلوي.. «آية» سائق توكتوك تساعد زوجها ويعولان 5 أطفال

كفاح رغم الفشل الكلوي.. «آية» سائق توكتوك تساعد زوجها ويعولان 5 أطفال
- الشرقية
- أيه سائق توكتوك
- أية تعاني فشل كلوي
- أية تعول 5 أطفال
- زوجان سائقان توكتوك
- أبو حماد
- الشرقية
- أيه سائق توكتوك
- أية تعاني فشل كلوي
- أية تعول 5 أطفال
- زوجان سائقان توكتوك
- أبو حماد
ولها في الكفاح حياة، غير مخيّرة لأخذ قسط من الراحة، ربما تجبرها أجهزة المستشفى، ثلاثة أيام أسبوعيا، على التوقف عن العمل، لتلقّي جلسة الغسيل الكلوي، فتُمدد جسدها 4 ساعات، لتعود منهكة إلى منزلها، ثم تستأنف الحياة في اليوم التالي، «آية» سيدة شابة زوجة وأم 5 أطفال، تشهد شوارع مدينة أبو حماد يوميا بمحافظة الشرقية، شقاءها بالتوكتوك علّها تعود ببضعة جنيهات تسد جوع صغارها وما يتبقى تتركه لمصروفات مدارسهم، وحلمها سجادة وملابس تقي أبناءها برد الشتاء القارس.
تروي آية رمضان محمد، سائقة التوكتوك البالغة من العمر 32 عاما، المقيمة في مدينة أبو حماد بالشرقية، في حديث خاص لـ«الوطن»، رحلة كفاح بدأت منذ أكثر من 16 عاما، ورغم معاناتها مع الفشل الكلوي، لكنها لم تستطع أن تأخذ قسطا من الراحة ولو ليوم واحد، فهي أم 5 أطفال أكبرهم في المرحلة الإعدادية، وأصغرهم طفل رضيع، وزوجة لشاب يكافح قدر استطاعته ولم يتنصل من مسؤوليته تجاه أسرته، فزاد صبرها وكان دافعا لها على الاستمرار.
15 عام كفاح
وتضيف «أية» أنها تزوجت في عمر 17 سنة، من شاب على خلق وكانت ظروفنا المادية متواضعة، وكان يعمل بإحدى شركات تصنيع الملابس بالعاشر من رمضان، ولضيق الحال خرجت للعمل معه بذات الشركة، وبعدما أنجبنا أول طفلين، قررنا أن نعمل بمشروع خاص بنا، لافتة إلى شراء «تروسيكل» لبيع الفواكه والخضروات في الأسواق والشوارع.
الزوج والزوجة سائقا توكتوك
مرت الأيام وأنجب الشابان 5 أبناء، ولم تعد الحصيلة من عائد عملهما بالأسواق كافية، فقررا شراء توكتوك للعمل عليه، وأشارت «آية» في حديثها لـ«الوطن»، إلى أن عائد اليوم لم يكفِ لاحتياجات الأسرة، فاتفقا أن يقسما ساعات العمل بينهما على مدار اليوم، ويتبادلا الأدوار بين المنزل وخدمة الصغار وكذلك العمل على التوكتوك.
«آية» تعمل على توكتوك لتنفق على 5 أطفال
وتابعت «آية» حديثها أنها قررت شراء توكتوك بالتقسيط للعمل عليه بالإضافة لتوكتوك زوجها لسد احتياجات الأبناء، لافتة إلى أن أبناءها الأربعة الكبار في مراحل تعليمية بين الإعدادية والابتدائية وبحاجة لمصاريف، معلقة: «نفسي أعلمهم ويبقوا حاجة كبيرة، عايزة أشوفهم مدرسين ومهندسين وأطباء، ولو مش هنام ليل نهار لتوفير مصاريفهم»، حسب قولها لـ«الوطن».
كفاح وشقاء رغم الفشل الكلوي
زادت مشقة آية رمضان عندما أصيبت نتيجة خطأ طبي في آخر طفل وضعته بولادة قيصرية، بتدهور حالتها وأصيبت بفشل كلوي تعاني منه منذ عامين، لافتة إلى أنها تذهب لمستشفى بمدينة أبو حماد 3 أيام أسبوعيا لغسيل الكلى، مؤكدة أن حصيلة دخلها مع دخل زوجها، ينفق على أدويتها وكذلك المأكل والمشرب ودراسة الأبناء.
يومها يبدأ مع الفجر
وقالت «آية» إن يومها يبدأ من الساعة الرابعة فجرا، فهي تستيقظ قبل زوجها وأبنائها، لتنهي أعمال المنزل سريعا وتعد الطعام لهم، وتخرج إلى الشارع مع أول حركة قدم من المارة، علها تجد من يحتاج وسيلة مواصلات داخلية في المدينة، وتظل تجوب الشوارع بالركاب، ثم تعود في تمام الساعة الثالثة عصرا أو بعد ذلك بقليل، إلى منزلها لتباشر أعمالها به واحتياجات الزوج والأبناء.
شعارها «إيد لوحدها ما تسقفش»
ولأن شعارها دائما «إيد لوحدها ما تسقفش» وهو ما يعني رحمتها ورأفتها بزوجها، قائلة «الحمل تقيل عليه، ودايما يبكي ويقولي سامحيني تعبتك في الشغل، بس كلامه بيهوّن عليا التعب»، لافتة إلى أنها دائما ترد على أطفالها عندما يطالبونها بالتوقف عن العمل وتبقى جانبهم بالمنزل بقول واحد «لو قعدت هتموتوا من الجوع وأنا وأبوكم مش ملاحقين عليكم».. حسب قولها.
أمنيتي سجادة تدفي بيتي
وتختتم الأم والزوجة المقيمة في أبو حماد بالشرقية المكافحة في حديثها لـ«الوطن»، أن جُل ما يسعدها أن ترى السعادة في عين أطفالها عندما تلبي احتياجاتهم، وحب زوجها لها، كما أن أكثر ما يؤلمها أنها مهما كافحت فالدخل يكفي بالكاد الأدوية والطعام ولا يتبقى ما تستطيع به شراء ملابس أو بطاطين في الشتاء، متمنية أن تجد سجادا وأجهزة منزلية لفرش شقتها التي تقيم بها في منزل عائلة زوجها، معلقة: «معنديش بوتوجاز ولا ثلاجة ولا أي فرش ونفسي أفرش بيتي».