تقارير: التغير المناخي يهدد إفريقيا.. والحل في التمويل الأخضر

تقارير: التغير المناخي يهدد إفريقيا.. والحل في التمويل الأخضر
بالرغم من أنها لم تساهم إلا قليلا في تغير وتلوث المناخ، تعد إفريقيا المنطقة الأكثر تأثرا وتضررا في العالم من الكوارث الجامحة الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي خاصة في الدول النامية التي تعاني من الفقر الشديد مع صعوبة التكيف مع التغيرات المناخية.
وتأتي القارة الإفريقية في قائمة أعلى المناطق المرشحة للتأثر الاقتصادي الأسوأ بالتغير المناخي، لأن معظم دولها تعتمد على الموارد الطبيعية.
خسائر قد تصل لـ 50 مليار دولار
حيث دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الشهر الماضي، إلى توفير المذيد من التمويل لمساعدة دول القارة الإفريقية على التكيف والتأقلم مع تحديات التغير المناخي ومواجهتها، خاصة في ظل شدة التغير، وارتفاع درجات الحرارة ومنسوب مياه البحر، وظروف الجفاف في بعض الدول، والفيضانات في دول أخرى، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية».
وذكرت المنظمة أن القارة السمراء في حاجة إلى مزيد من الاستثمار في التكيف مع المناخ أمر بالغ الأهمية، وأن التأثيرات المناخية يمكن أن تكلف الدول الإفريقية 50 مليار دولار سنويا بحلول عام 2023، ويأتي الجفاف والفيضانات في مقدمة التحديات.
القرن الإفريقي يشهد أسوأ موجة جفاف
وتسجل بعض المناطق في إفريقيا ارتفاعا في منسوب مياه البحار بأسرع من المتوسط العالمي بمقدار مليمتر واحد سنويا، ما أسفر عن تزايد خطر الفيضانات الساحلية الشديدة، فيما يزيد اضطراب أنماط الأمطار، الذي أدى إلى أسوأ موجة جفاف شهدها القرن الإفريقي منذ أكثر من 40 عاما.
حيث شهد جنوب السودان أسوأ فيضانات منذ 60 عاما العام الماضي، والتي تسببت في أضرار بأكثر من 800 ألف من السكان، بينما شهدت تشاد العام الجاري أكثر هطول للأمطار منذ أكثر من 30 عاما، لتواجه مع العديد من الدول الأخرى في وسط وغرب إفريقيا فيضانات موسمية.
تأسيس أنظمة إقليمية ومحلية للإنذار المبكر في إفريقيا
ومن جانبه، قال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، إنه لكي تتحسن مقاومة الدول الإفريقية، فمن الضروري أن تسرع القارة الجهود لتأسيس أنظمة إقليمية ومحلية قوية للإنذار المبكر وخدمات مناخية، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية».
ونبأ التقرير، الذي نشرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن حالة المناخ في إفريقيا2021، تنبؤا قاسيا بالأزمات المتعلقة بالتغير المناخي التي تهدد إفريقيا، موضحا أنه من المستبعد أن تحظى أربع من كل خمس دول إفريقية بموارد مياه مدارة على نحو مستدام خلال سبع سنوات، ومن المتوقع نزوح ما يصل إلى 700 مليون شخص في نفس الفترة بسبب الإجهاد المائي، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية».
التمويل الأخضر
وفي نفس السياق، أوصى مسؤولون وخبراء، في حديثهم لموقع «سكاي نيوز عربية»، بعدة مصادر للتمويل الأخصر الخاص بالمشروعات الصديقة للبيئة، من بينها التمويل القومي الذاتي، واستثمارات القطاع الخاص، والتمويل الدولي، والتعاون بين الدول الإفريقية في تبادل الخبرات وتخطيط وتنفيذ المشروعات الخضراء لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وتأتي قضية التمويل ضمن القضايا الرئيسية المطروحة والتي سيتم التركيز عليها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 27»، والمقرر عقده في شهر نوفمبر المقبل في مدينة شرم الشيخ.
خسائر إفريقية ضخمة
ويقول كيفين كاريوكي، نائب رئيس إدارة الكهرباء والطاقة والمناخ والنمو الأخضر بالبنك الإفريقي للتنمية، إن خسائر القارة السمراء بلغت 5-7 مليارات دولار من الدخل القومي نتيجة التغيرات المناخية، رغم أن دولها لا تمثل سوى 3% من الانبعاثات العالمية. وتتلقى إفريقيا في المقابل سوى 3% من التدفقات المالية الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية، وهو ما يزيد عن عجز القارة في مواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن هذه التغيرات، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية».
فيما شددت عبلة عبد اللطيف، المديرة التنفيذية ومديرة البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، على أهمية رفع قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتعامل مع هذه التغيرات، وتعزيز التعاون الإفريقي بالاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، وتصميم الاستراتيجيات الخاصة بتحقيق النمو الأخضر، ومنها التجربة النيجيرية، وفقا لما ذكره موقع «سكاي نيوز عربية».
ويذكر أن فيضانات واسعة النطاق في نيجيريا أسفرت عن مقتل 500 شخص، وغمرت نحو 90 ألف منزل بالمياه، وعرقلت إمدادات الغذاء والوقود، حسبما ذكرت السلطات النيجيرية أمس الجمعة.