البحر الأحمر وانقاذ المناخ!

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

مصر وبرنامج الطواريء المناخية، ستفاجاء الدول بتدخلات مناخية حادة لم تحدث من قبل منها: تجريف الشواطيء البحرية والنهرية، غرق اجزاء من دلتاوات الأنهار، زحف المياه المالحة على المياه العذبة فتزداد ملوحة، تملح آبار المياه العذبة، تغير نطاق حزام الأمطار كنا نتمناه جنوبا لنا، إلا أنها ترتفع شمالا لهم في أوروبا، ذوبان الجليد 4 سم، يرفع مستوي مياه البحار والمحيطات 40 سم.

توسع ظاهرة تحميص مياه المحيطات بتلوث الهواء الذي تتحول ملوثاته من الكربون والكبريت والنيتروجين إلى مية نار أي مادة كاوية للكائنات البحرية من السمكة إلى الدولفين، شدة الاعاصير التي ستقتلع الأخضر واليابس من الغطاء النباتي إلى الأشجار العريقة، سرعة حركة الكثبان الرملية ستجعل أجزاء كبيرة من الأرض المصرية رملية صحراوية بداء من الجلف الكبير حتي الصحراء الشرقية.

سيناريو الانترمتنت الترددي المفاجيء لنوبات حارة في عز الشتاء ونوبات باردة في عز الصيف فتموت أزهار الثمار ولا يكتمل الثمر، تجمد جليدي لإجراء من المحيطات والبحار خاصة القطب الجنوبي مقابل ذوبان جليدي في في القطب الشمالي، عودة ضربات تسونامي التي حدثت سابقا في جنوب شرق آسيا واليابان، غرق المزيد من الجزر خاصة في المحيط الهادي، سيحتفظ البحر الأحمر بمزيد من الاستقرار ووجب تحول التنمية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر الذي يبدو أن ضيق عرضه كشق في الأرض الواحدة المكونة من آسيا وأفريقيا، إلى فاصل بين القارتين، جعله أكثر استقرارا وأقل زلزالا رغم قرب خط الزلازل، من السيول التي حدثت في جنوب شبه الجزيرة العربية.

يتوقع الكثيرون عودة المرحلة المطيرة والغابات الكثيفة للصحراء العربية والافريقية على حساب غيابها من الشمال الأوروبي، أن الزراعة الذكية ستكون الوحيدة في ظل اختفاء انتظام موجات الرياح والأمطار والحرارة وستختفي معها زراعة الحقول المفتوحة إلى الصوب الزراعية المغلقة ويدار المناخ فيها بتكييف بارد وساخن.

وبناءا على هذا احي مبادرة الإمارات العربية بعقد حوار استراتيجي مستقبلي حول آثار المناخ وتحولات الطبيعة وماذا ستفعل الدول.

ويعقد مركز الإمارات للسياسات ملتقى "أبوظبي الاستراتيجي التاسع" جلسة بعنوان "حماية الطبيعة والبشر: الأمن الغذائي وتغير المناخ والصحة العامة" خلال شهر نوفمبر 2022 ومركز الإمارات للسياسات، هو مركز بحث وتفكير مستقل، ويهتم باستشراف إتجاهات القوة في النظام الدولي، ودراسة التحولات الجيواستراتيجية الإقليمية والدولية، ومدى تأثيرها في منطقة الخليج العربي.

وقد حصل المركز على المرتبة الأولى عربياً، والثانية ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في التصنيف العالمي لمراكز البحث والتفكير الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأمريكية، كما جاء المؤتمر السنوي للمركز ضمن قائمة أفضل عشرة مؤتمرات على مستوى العالم بمشاركة نخبة من الخبراء الاستراتيجيين والباحثين المتخصصين وصانعي السياسات من أنحاء مختلفة من العالم.

ويتمحور تركيز الملتقى هذا العام، على ضوء التغيرات الكبيرة التي يشهدها كوكبنا والعالم بما في ذلك الجوائح والحروب وتغير المناخ على "النظام العالمي" في أعقاب الحرب إضافة إلى "اللعبة الكبرى الجديدة" وتتناول محاور وجلسات المؤتمر الحرب الروسية في أوكرانيا، والسياسة الخارجية الأمريكية في ضوء الانتخابات النصفية للكونجرس، والاصطفاف وإعادة الاصطفاف في النظام الدولي بما في ذلك سياسات أوروبا والصين.

والبعد الجيو اقتصادي للتنافس الاستراتيجي بما في ذلك الغذاء وسلاسل الإمداد، وتغير المناخ، كذلك فإن جيواستراتيجية التحول في الطاقة والأنظمة التكنولوجية ستكون محط تركيز هذا المؤتمر، ويناقش المؤتمر العثرات والتصدعات والاضطرابات ومستقبل الشرق الأوسط محور النقاش الرئيس في المؤتمر، وسيتم مناقشة مواضيع عدة، ستشمل التحالفات والتكتلات والترتيبات الأمنية في الشرق الأوسط التي تسهم في تشكيل المنطقة من جديد، ومنطقة الخليج كمسار جديد للتنافس على القوة، والأحجية الإيرانية، والقضية الفلسطينية، وحرب الذكاء الاصطناعي والسيبراني في الشرق الأوسط.