قصة أصعب ليلة في عمر والدة ضحيتي حادث أسوان.. «دفنت أسامة وسافرت مع إسلام»

كتب: شيماء دراز

قصة أصعب ليلة في عمر والدة ضحيتي حادث أسوان.. «دفنت أسامة وسافرت مع إسلام»

قصة أصعب ليلة في عمر والدة ضحيتي حادث أسوان.. «دفنت أسامة وسافرت مع إسلام»

وقفت والدة أسامة محمد العمدة، أحد ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بأسوان، صامتة لا تتحدث بلسانها لأكثر من 10 دقائق مضت عليها وعلى المحيطين بها كأنها دهر بأكمله، وأسهبت بالحديث، وقد تحجرت الدموع في عينيها، عقب إخبارها بوفاة نجلها البكر «أسامة» وإصابة نجلها الأوسط «إسلام».

ظلت صامتة لا تتحرك وقد تحوَّلت لصنم، بينما الجميع يحاول إفاقتها من شرودها القاتل، دون إجابة، لتنطلق صرخاتها المدوية بعد صمت لـ10 دقائق.

أطول 10 دقائق بعمر الأم

وصفت «مي.ش»، أحد جيران الضحايا، هذا الصمت بأنه أطول عشر دقائق مرت عليهم، وقد خشوا على والدة «أسامة» وحاولوا الحديث معها «خوفنا لا يجرى لها حاجة أو تروح فيها وفضلنا ننادي عليها، لحد ما فاقت، وفضلت تصرخ وقطعت قلوبنا».

الأم وحيدة بعد وفاة زوجها ونجلها

وتساءلت «أم أسامة» من بين صرخاتها، عما تفعله «أروح أستلم أسامة وأدفنه ولا أشوف إسلام بالمستشفى، فقد رحل زوجها منذ عام، تاركا لها 4 أبناء، بينهم فتاة، أكبرهم أسامة صاحب 23 عاما، وقد تركوا قريتهم الجنينة، منذ سنوات واستقروا داخل قرية الديوان ولا تملك أحدا ليعينها بإجراءات دفن نجلها أسامة والتي يجب أن ينهيها أحد المقربين أو رعاية إسلام بمستشفى أسوان الجامعي».

شهامة أهل قرية الديوان

وظهرت شهامة أهل قرية «الديوان» بمركز نصر النوبة بأسوان، وطمأنوا «أم أسامة» أنهم بجانبها، وذهبت برفقة أهالى القرية لاستلام جثمان «أسامة» الذي وارته الثرى وقد منحته قطعة من قلبها، مع جثامين 6 من شباب القرية، وتوجهت لمستشفى أسوان الجامعي، لرعاية «إسلام» الذي ظل راقدا ليوم كامل داخل العناية المركزة، بحالة خطر، حتى قرر الأطباء نقله لمستشفى أسيوط الجامعي، لترافقه الأم الثكلى مفطورة القلب بسفره، داعية الله أن يعود لها نجلها ويضمد جراح رحيل شقيقه الأكبر.

أحداث الواقعة

وترجع أحداث الواقعة عندما تلقى مرفق إسعاف أسوان إشارة بوجود حادث انقلاب سيارة ميكروباص أمام قرية فارس بمركز كوم أمبو إثر انفجار أحد إطاراتها، ونتج عن الحادث مصرع 7 أشخاص وإصابة 11 آخرين ونقل المصابين لمستشفى أسوان الجامعي.


مواضيع متعلقة